_الإذاعة همزة وصل بين المواطن والمسؤول لنقل همومه وانشغالاته حاورته: نبيلة خياط اعتبر الإعلامي صيام بن مهدي، أن العمل الصحفي الجواري له من الأهمية ما يجعله أحد أسباب التنمية المحلية، بل عامل أساسي في التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن الإذاعة همزة وصل وحلقة لا يجب تفليتها بين المواطن والمسؤول لنقل همومه وانشغالاته، خاصة وأن وسياسة رئيس الجمهورية في إطلاق إذاعة في كل ولاية لم تأت من عدم، بل جاءت لسبب وجيه، وهو أن العمل الصحفي الجواري له أهمية بالغة.
* كيف كانت بداية صيام بن مهدي في مجال الإعلام؟ تحية لكل قراء جريدتكم المحترمة "الحوار". بخصوص سؤالكم عن تجربتي في الإعلام فأشكركم عن هذا السؤال لأنكم رحلتم بي إلى طفولتي، إذ كنت مفعما بالأحلام، حيث كان حلمي أن أكون صحفيا، هنا أتوقف لأخبركم سرا لما ولدت، والدي، أو كما أحب أن أناديه، سيدي رحمة الله عليه، اشترى جهاز تلفاز في نفس اليوم الذي ولدت فيه لأنه لم يكن لدينا تلفاز في المنزل، فدائما أحاول إيجاد تفسير لهذه الصدفة ولم أجد، " الحمد لله " اليوم حلمي تحقق جزء صغير منه فقط، وآمل أن يتحقق أكثر، فتجربتي في الإعلام بدأت بحلم ثم تدحرجت مع عقبات الحياة بين حلوها ومرها حتى أصبحت تجربة، وإن كانت جد متواضعة أين كانت بداية تجربتي الإعلامية من إذاعة النور والمعرفة، إذاعة جامعة التكوين المتواصل بالجزائر العاصمة في سنة 2004، كصحفي متعاون ثم التحقت بإذاعة البهجة التي لم أعمر فيها طويلا بحكم أنني التحقت بإذاعة برج بوعريريج التي انطلق بثها في أفريل 2008 وكان لي شرف تقديم أول نشرة إخبارية محلية تذاع على أمواج إذاعة البرج.
* هل تؤمن بالتخصص في الإعلام؟ سؤالكم فيه شقين ..إذا كان القصد هو ضرورة الحصول على شهادة جامعية في الإعلام والاتصال وأن نكون من خريجي كلية الصحافة حتى نلج عالم الصحافة، فأنا لا أؤمن البتة بالتخصص في الإعلام والعبد الضعيف المتحدث إليك متحصل على شهادة جامعية في الحقوق وشهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، فالإعلام برأيي هو علم وموهبة، أما إذا كان القصد بالتخصص في الإعلام هو التخصص في الإعلام السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الرياضي وغيرها..فأنا أؤمن بأن الصحفي أو الاعلامي يجب أن يكون ملما بكل الأحداث التي تجري في محيطه بل حتى الخارج محيطه حتى يكون كالغيث أينما وقع نفع.
* هل لديك مستمعين أوفياء.. وما هو شعورك بذلك؟ الحمد لله وعلاقتي معهم جد طيبة. أن تكون لك قاعدة جماهيرية ليس بالأمر الهين والسهل، خاصة إذا تحقق ذلك عن طريق المذياع فقط، ومن خلال ذبذبات إذاعية، ولكن ألم يقل الشاعر "والأذن تعشق أحيانا قبل العين " أستسمحك لأقول لك أمرا مهما، الإحساس بحب الآخرين لك إحساس لا يقدر بثمن بل غير قابل للمساومة، يكفي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من أحبه الناس فقد أحبه الله، وفي الحديث القدسي يقول عزوجل يا عبادي إني أحببت فلانا فأحبوه، فأنا بطبعي أحب كل الناس وأسعى لخدمتهم.
* كيف تقيم المشهد الإعلامي في الجزائر؟ بصراحة المشهد الإعلامي اليوم في الجزائر يختلف كثيرا عن المشهد الإعلامي في سنوات عجاف إعلامية، فاليوم ما تشهده الساحة الإعلامية من قنوات وإذاعات وصحف وجرائد يومية وأسبوعية وغيرها، وهذا التنافس الإعلامي حتى وإن كان مقيدا نوعا ما، إلا أنه قفزة تشهدها الجزائر في تاريخها الإعلامي.
* ماهي رؤيتك للعمل الصحفي الجواري خاصة وأنك في الإذاعة؟ مجحف بل هو جاحد ذاك الذي ينكر دور العمل الصحفي الجواري، حيث أن العمل الصحفي الجواري له من الأهمية ما يجعله أحد أسباب التنمية المحلية، بل عامل أساسي في التنمية المستدامة. وبصفتي صحفي بالإذاعة، فالإذاعة همزة وصل وحلقة لا يجب فقدانها بين المواطن والمسؤول لنقل همومه وانشغالاته وسياسة رئيس الجمهورية في جعل إذاعة في كل ولاية لم تأت من عدم بل جاءت بعد التأكد لما للإذاعة والعمل الصحفي الجواري من أهمية بالغة. * هل تستهويك الفضائيات، وهل سنراك يوما في برنامج تلفزيوني؟ النجاح مبتغى أي شخص، وهذا حق مشروع ولا يختلف فيه إثنان، أكيد أن الفضائيات خاصة بعدما قمت بعديد التربصات والدورات التكوينية في مختلف الفضائيات، كان آخرها في ديسمبر 2015 بمركز الجزيرة بقطر تحت إشراف الإعلامية الجزائرية القديرة " خديجة بن قنة "، والإعلامي القدير التونسي محمد كريشان، و تربص بدبي بقناة "أوربت "السورية، وتربص بتركيا حول" الإعلام السياحي" وغيرها من التربصات، فأكيد الفضائيات تستهويني، فبداخلي طاقات أريد تفجيرها واستغلالها ..ولكن لا تستهويني أي فضائية. تستهويني الفضائيات المحترفة التي تفرض احترامها ومنطقها الإعلامي، والتي تكون بمثابة المدرسة لي، أما الفضائيات أوشبه الفضائيات التي لا تخدم الرسالة الإعلامية الشريفة والنبيلة فلا يشرفني الانضمام إليها ولا حتى مشاهدتها وإن جرت الأقدار بما أشتهي وكتب الله لي نصيب في إحدى القنوات، فأتمنى أن أقدم برنامجا اجتماعيا لصالح الفئات المحرومة التي تمد يدا إلينا يوميا..وإن شاء أضرب لكم موعدا في إحدى القنوات.
* ما رأيك في إلغاء عقوبة السجن للصحفيين في مشروع الدستور الجديد؟ صراحة هذا مكسب لكل الأسرة الإعلامية، وأكيد سيعطي دفعة أخرى للصحفي من أجل الوصول للمعلومة وكذا الوصول للحقيقة. إلغاء عقوبة سجن الصحفي في مشروع تعديل الدستور هو امتياز آخر للصحفي حتى نساير أكثر الحقل الإعلامي العالمي، ولكن بالمقابل على الصحفي أن لا يستغل هذا الامتياز في مآرب أخرى، فالضمير المهني والالتزام بميثاق الأخلاق المهني واجب ومجبرون لا مخيرون على احترامه.
* يشتكي بعض الإعلاميين اليوم من التضييق، هل تراجع سقف الحريات في الجزائر برأيك؟ بخصوص تراجع أو عدم تراجع سقف الحريات، فأكيد أن سقف الحريات في الإعلام العمومي ليس نفسه هو في القطاع الخاص، حتى وإن كان في القطاع الخاص سقف الحريات محدد بمعايير بل بخطوط حمراء لا يجب تخطيها، وعليه فإن سقف الحريات -حسب رأيي- لا نقول تراجع بل تحكمه ضوابط تمليها ظروف تفرض نفسها بنفسها. * كيف تقيم الأداء المهني للجيل الجديد من الإعلاميين؟ أما عن تقييمي لأداء الجيل الجديد، أقول لك أنني واحد منهم، اأهم أن نعطي الفرصة لهذا الجيل ونصبر عليه قليلا لإثبات قدراته وكفاءاته، ولكن بالمقابل لابد من قول الحقيقة، شباب اليوم ينقصه التكوين، وهو ماينعكس بالسلب على آداء الجيل الجديد.
* كلمة أخيرة تود قولها لجمهورك؟ أحيي أولا والدتي مهندسة وصانعة نجاحاتي، وأقول لها أحبك، كما أترحم على روح أبي الطاهرة وتحية لابنتي الكتكوتة "مسعودة"، وتحية خاصة لكل من يعرف الإعلامي صيام بن مهدي، وتحية خاصة لجريدة "الحوار" المحترمة.