تخلّى معظم الأطفال في عصرنا الحالي عن الدمى والألعاب اليدوية والتقليدية، وصار جلّ اهتمامهم يتعلق بألعاب الفيديو واللوحات الإلكترونية والهواتف الذكية وغيره من الأجهزة الحديثة التي تستخدم بغرض اللهو والتسلية، فقد نجحت هذه الأخيرة بشكل كبير في جذب الأطفال من مختلف الأعمار وجعلتهم يدمنون عليها ولو على حساب دراستهم أو حتى صحتهم. يؤثّر إدمان الألعاب الإلكترونية سلبا على الأطفال وخصوصا بالنسبة للجانب الدراسي، حيث يجد الكثير من الأولياء الحرج في ضبط أطفالهم وجعلهم يصبون جل اهتمامهم وتركيزهم على الحفظ والمراجعة و أداء الواجبات المدرسية، نتيجة انشغالهم باللعب وعدم تفريقهم بين وقت الجد واللهو، حسبما أكدت نصيرة وهي أم لتلميذ يدرس بالصف الأول من الطور الإكمالي، والتي أكدت أنها لا تزال تجد الكثير من الصعوبة في التعامل مع طفلها على الرغم من بلوغه الحادية عشر من العمر، وذلك لتعوده على المكوث لساعات طويلة مقابل شاشة التلفزيون وتشغيل ألعاب الفيديو، حتى أنه لا يراجع دروسه ويتكاسل عن أداء واجباته المدرسية، الأمر الذي يتطلب بذلها جهدا يوميا في سبيل نصحه وإقناعه بالالتفات إلى دروسه، خصوصا وأنه لم يتعود بعد على جو الإكمالية وتعدد الأساتذة في مختلف المواد ومن الممكن أن يتسبب إهماله هذا في تدهور وضعه الدراسي.
فيما أكدت سليمة وهي أم لطفل في الصف الرابع من التعليم الابتدائي أن ابنها يعشق الأجهزة الإلكترونية الحديثة ويصمم على اقتناء الأنواع الجديدة من ألعاب الفيديو بين كل فترة وأخرى على غرار الأقراص الصلبة الخاصة بالألعاب والتي يخزن الكثير منها في البيت، مشيرة إلى أنه لا يتوقف على استعطاف والده في كل مرة من أجل لعبة رآها أو روى له أحد من أصدقائه عنها حتى يقتنيها لأجله، لكنها أكدت في الوقت ذاته أنها قادرة على التحكم في صغيرها بخصوص تقسيم الوقت بين اللعب والتعلم، وأنه مجبر على جعل دراسته كأولوية في الحياة، حيث لا يسمح له بتشغيل الألعاب الإلكترونية سوى في العطل ونهاية الأسبوع، حتى لا يقل تركيزه واهتمامه بالدراسة في باقي الأيام.
* عمادة الأطباء تحذر من التأثير السلبي للتكنولوجيا الحديثة أكد رئيس عمادة الأطباء الدكتور محمد بقاط بركاني في تصريح للإذاعة الجزائرية أن الإشعاعات المنبعثة من الوسائل التكنولوجية الحديثة تؤثر سلبا على البصر، حيث تؤثر حتما الأشعة النابعة من الهواتف النقالة على الرؤية التي تتنوع أسباب ضعفها لدى الجزائريين سواء عند الكبار أو الصغار، إلا أن الإصابة واحدة وهي ناتجة عن الأشعة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من مختلف شاشات الوسائل التكنولوجية الحديثة كالهواتف النقالة والتلفزيون، حيث حذر رئيس عمادة الأطباء الدكتور محمد بقاط بركاني الشباب المدمنين على شاشات الهواتف النقالة لأن الإشعاعات المنبعثة لها تأثير على البصر وخاصة بالنسبة للأطفال الصغار الذين يتنقلون مابين شاشتي التلفزيون والهواتف النقالة واللوحات الرقمية وغيرها. وفي هذا الصدد أوضح رصد لآراء المواطنين بأن الاستعمال المتواصل للهاتف النقال والإدمان عليه يؤثر سلبا على الرؤية، وأكد مواطن أن 80 بالمائة من الأشخاص الذي يستعملون الهواتف النقالة باستمرار وفي الإبحار لهم ضعف في النظر.
* "الآي باد …مرادف لأوجاع الظهر والعنق" وعلى الرغم من أن الأجهزة اللوحية الرقمية خفيفة الوزن ومن الممكن تكييفها، إلا أن استخدامها كثيرا ما يترافق بانحناء في الرأس والعنق مقارنة مع أجهزة الكومبيوتر العادية التي تستخدم في المكاتب، لذا فهي تثير قلقاً حقيقياً حول تشكل أوجاع في العنق والكتفين، حيث ينصح الأخصائيون بتفادي استخدام هذه الأجهزة عبر حملها في الحضن، أقله عند مشاهدة شريط مصور، من جهة أخرى، فإن استخدام الجهاز اللوحي المرتفع جداً للنقر على شاشته، قد يخلف تأثيرات سلبية مضرة. أما جهاز التلفاز فهو يعد الوسيلة التكنولوجية الأكبر والأكثر تأثيراً صحيا على الطفل، فإدمانه يؤدي إلى السمنة والعزلة، والكسل والخمول الجسدي والفكري، والهذيان الذهني، الذي يترتب أثناء الجلوس ساعات مطولة على التلفاز فهم يخافون من الخروج ولا يشعرون بالأمان، بل يصبحون أكثر أنانية وشحاً في تعاملهم مع جيرانهم ويميلون إلى العدوانية المفرطة. وكانت دراسات سابقة أظهرت أن 90بالمائة من الأشخاص الذين يستخدمون الحاسوب يعانون مشاكل في العين.
* الأطفال يقضون 7 ساعات أمام الحواسيب أظهرت دراسة أجريت حديثاً على أطفال في إحدى الدول المتقدمة تتراوح أعمارهم بين أربع وخمس سنوات، أنّ الأطفال يقضون سبع ساعات ونصف الساعة يومياً أمام شاشات الأجهزة الإلكترونية، أي بزيادة ساعة و17دقيقة أكثر مما كان يفعل الأطفال في العمر نفسه قبل خمس سنوات. ومن المستغرب أكثر أنّ الدراسة نفسها أظهرت أن بعض الأطفال، ممن لا تزيد أعمارهم على السنتين، يقضون نحو ساعتين يومياً أمام شاشة جهاز إلكتروني. ولو أجريت مثل هذه الدراسة على أطفالنا، لربّما جاءت النتيجة مقاربة لهذه النتيجة، فبعض الأطفال في الجزائر يقضون أكثر من 7 ساعات مسمرين أمام الحواسيب في أوقات العطل والإجازات. آمنة/ ب