عبر الأستاذ منصور بروري خبير بالمخطط الوطني لمكافحة عوامل الخطورة المتسببة في الأمراض المزمنة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية عن أسفه حيال عمليات بتر القدم التي يمكن تجنب نسبة 90 بالمائة منها", داعيا إلى ضرورة تطوير جراحة الأوعية الدموية لوقاية المصابين بداء السكري من عمليات بتر القدم". واعتبر الأستاذ بروري أن عدد عمليات بتر قدم المصاب بداء السكري "مبالغ فيه" بالجزائر, داعيا الأطباء الجراحين المتخصصين في أمراض القلب للقيام بجراحة الشرايين والتكفل بقدم المصاب بداء السكري بدل الاهتمام بزرع الأعضاء فقط، وأكد الأستاذ بروري المختص في الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بشير بلخنشير لبئرطرارية أن 600 ألف مصاب بداء السكري من بين 3 ملايين مصاب الذين تم إحصاؤهم يعانون من اعتلال في الشرايين ونسبة 30 ألف من بين المصابين بهذا الاعتلال في مرحلة فقر دم موضعي للأعضاء السفلى مما يعرضهم إلى بتر القدم، وأكد في هذا الإطار أن اهتمام جراحة الشرايين بهذا المشكل من خلال وضع قسطرة بهذه الأعضاء يحمي المريض من البتر، ودعا المختص بالمناسبة إلى المتابعة الجيدة للمصاب بالسكري من أجل توازن نسبة السكر بالدم وحمايته من مخاطر تعقيدات هذا المرض سيما ارتفاع ضغط الدم الشرياني والسمنة التي غالبا ما تتسبب في الإصابة بالسرطان, مشددا على ضرورة التكفل متعدد الاختصاصات طوال الإصابة لوقاية المريض من التعقيدات، وأشاد من جهة أخرى, بالمجهودات التي قامت بها السلطات العمومية للتكفل بهذا الداء سواء من خلال توفير جميع أصناف الأدوية أو تطوير اختصاصات جديدة تتعلق بالتكفل بقدم المصاب أو التربية الصحية أو النظام الغذائي, مشيرا إلى مشكل بتر القدم الذي لازال يشكل عبئا على الصحة العمومية ويعيق عمليات العلاج. وقد ثمن رئيس الاتحادية الوطنية لجمعيات المصابين بالسكري نور الدين بوستة بدوره هذه المجهودات محذرا في نفس الوقت من الارتفاع الكبير للداء خلال السنوات الأخيرة، حيث تسجل 25 ألف حالة جديدة سنويا، معتبرا إياها بالظاهرة المهددة للمجتمع والمنظومة الاجتماعية، كما دعا من جانب آخر إلى إنشاء مصلحة للتكفل بقدم المصاب بالسكري بكل مستشفيات القطر, معبرا عن أسفه لمعالجة حالات قدم السكري بمصالح أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأمراض الربو مما يتسبب في انتشار العدوى بأمراض وميكروبات بالأوساط الاستشفائية نتيجة تعفن قدم المصاب وتواجده إلى جانب عدد من المرضى، كما دعا بالمناسبة إلى ضرورة مكافحة عوامل الخطر المتسببة في الإصابة بداء السكري وتطبيق النصوص القانونية الردعية التي جاءت في مشروع قانون الصحة الجديد ومختلف البرامج الوقائية التي سطرتها وزارة الصحة، ورافع رئيس الاتحادية من جانب آخر من أجل إدماج الأطفال المصابين بداء السكري الذين تعثروا في الدراسة بسبب الإصابة داعيا وزارة المعنية إلى إجبار مديري التربية على مستوى الولايات على عودة هؤلاء التلاميذ الذين تم إقصائهم بسبب السن نتيجة تكرار السنة نتيجة المرض، وألح من جانب آخر على ضرورة توسيع وحدات الفحص الطبي المدرسي لتشمل عددا كبيرا من المؤسسات التربوية مقترحا تنظيم زيارات من طرف الأطباء الممارسين بهذه الوحدات إلى التلاميذ المصابين بأمراض مزمنة بمنازلهم مرة واحدة في الشهر على الأقل، كما عبر عن استيائه لحرمان حاملي الشهادات الجامعية المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل سيما المصابين بالسكري من العلاج بعد انتهاء مدة العقد.