ورقلة: التأكيد على أهمية ترقية ثقافة التكوين المتواصل في المؤسسات الإعلامية    مزيان يُحذّر من تحريض الجمهور    سعداوي: هكذا تتحقّق جودة التعليم..    بلحاج يشيد بالعلاقات الجيدة    مُلتزمون بتحسين معيشة الجزائريين    توقيع مذكرة تفاهم في مجال البحث والتطوير    تعميم رقمنة الضرائب خلال سنتين    عطاف يوقع على سجل التعازي إثر وفاة البابا    هذا موعد بداية بيع الأضاحي المستوردة    صالونات التجميل تحت المجهر    والي تيبازة يشدد على ضرورة مضاعفة المتابعة الميدانية    صيدال يوقع مذكرة تفاهم مع مجموعة شنقيط فارما    مشاركة جزائرية في الطبعة ال39 لمعرض تونس الدولي للكتاب    تربية: إطلاق 3 منصات إلكترونية جديدة تعزيزا للتحول الرقمي في القطاع    إعادة دفن رفات شهيدين بمناسبة إحياء الذكرى ال67 لمعركة سوق أهراس الكبرى    أفضل لاعب بعد «المنقذ»..    بسبب بارادو وعمورة..كشافو بلجيكا يغزون البطولة المحترفة    لهذا السبب رفض إيلان قبال الانتقال لأتلتيكو مدريد    "زمالة الأمير عبد القادر"...موقع تاريخي يبرز حنكة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة    السيد بداري يشرف على تدشين مشاريع ابتكارية و هياكل بحث علمي بقسنطينة    حج 2025 : إطلاق برنامج تكويني لفائدة أعضاء الأفواج التنظيمية للبعثة الجزائرية    رفع الأثقال/بطولة إفريقيا: ثلاث ميداليات ذهبية ليحيى مامون أمينة    الإعلان عن إطلاق جائزة أحسن بحث في مجال القانون الانتخابي الجزائري    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 51495 شهيدا و117524 جريحا    الجمباز الفني/كأس العالم: تأهل ثلاثة جزائريين للنهائي    أكسبو 2025: جناح الجزائر يحتضن أسبوع الابتكار المشترك للثقافات من أجل المستقبل    الأونروا: أطفال غزة يتضورون جوعا    تصفيات كأس العالم للإناث لأقل من 17 سنة/الجزائر-نيجيريا (0-0): مسار جد مشرف لفتيات الخضر    حج: انطلاق عملية الحجز الالكتروني بفنادق بمكة المكرمة ابتداء من اليوم السبت    موجة ثانية من الأمطار في 8 ولايات    المرأة تزاحم الرجل في أسواق مواد البناء    مقتل مسؤول سامي في هيئة الأركان العامة    ملك النرويج يتسلم أوراق اعتماد سفير فلسطين    15 بلدا عربيا حاضرا في موعد ألعاب القوى بوهران    انطلاق عملية بيع الأضاحي المستوردة في الفاتح ماي    التأكيد على تعزيز الحوار السياسي وتوطيد الشراكة الاقتصادية    مخططات جديدة لتنمية المناطق الحدودية الغربية    الدبلوماسية الجزائرية أعادت بناء الثقة مع الشركاء الدوليين    مداخيل الخزينة ترتفع ب 17 بالمائة في 2024    وكالات سياحية وصفحات فايسبوكية تطلق عروضا ترويجية    متابعة التحضيرات لإحياء اليوم الوطني للذاكرة    اجتماع لجنة تحضير معرض التجارة البينية الإفريقية    إبراهيم مازة يستعد للانضمام إلى بايرن ليفركوزن    الجزائر وبراغ تعزّزان التعاون السينمائي    ختام سيمفوني على أوتار النمسا وإيطاليا    لابدّ من قراءة الآخر لمجابهة الثقافة الغربية وهيمنتها    رئيسة مرصد المجتمع المدني تستقبل ممثلي الجمعيات    الكسكسي غذاء صحي متكامل صديق الرياضيين والرجيم    60 طفلًا من 5 ولايات في احتفالية بقسنطينة    المجلس الشعبي الوطني : تدشين معرض تكريما لصديق الجزائر اليوغسلافي زدرافكو بيكار    الأغواط : الدعوة إلى إنشاء فرق بحث متخصصة في تحقيق ونشر المخطوطات الصوفية    سيدي بلعباس : توعية مرضى السكري بأهمية إتباع نمط حياة صحي    بلمهدي يحثّ على التجنّد    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا احتفلت الجزائر برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2967
نشر في الحوار يوم 12 - 01 - 2017

تحت شعار " أنا جزائري وبأمازيغيتي أفتخر " احتفلت الجزائر ابيوم وعبر ربوع الوطن، بالسنة الأمازيغية الحديدة 2967، تضمنت الاحتفلات بتنظيم أنشطة متنوعة وتظاهرات ثقافية، ورياضية، وذلك لتبيان البعد التاريخي والثقافي لهذا الحدث.
* قسنطينة : تظاهرات ثقافية متنوعة احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة
ميزت احتفالات رأس السنة الأمازيغية الجديدة 2967 اليوم الخميس بولاية قسنطينة بتنظيم عديد التظاهرات الثقافية المتنوعة و ذلك وسط أجواء تبعث على البهجة و تحافظ على التراث الأمازيغي العريق.

فبهذه المناسبة أقيم معرض للمنتجات التقليدية الأمازيغية بدار الثقافة مالك حداد ضم تشكيلة من الأواني الفخارية و الألبسة و الحلي و الحلويات و الأكلات التقليدية بمبادرة لمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن بالولاية و بمشاركة حوالي 30 جمعية قدمت من ولايات تيزي وزو و بجاية و الوادي و الجلفة و سكيكدة و ميلة و المسيلة علاوة على قسنطينة.

و تخلل هذه الاحتفالية التي جرت بحضور سلطات الولاية تقديم نبذة عن تاريخ ورمزية الاحتفال بيناير من طرف جمعية "أم البنات" من تيزي وزو علاوة على استعراض "أقلول نسقاسن" الذي سلطت من خلاله جمعية "أبرز" من ولاية قسنطينة الضوء على الطقوس المتبعة لاستقبال بداية السنة الأمازيغية بولاية باتنة.

كما كان الجمهور الحاضر على موعد مع عرس تقليدي قبائلي نشطته جمعية "أثران الوناس" من تيزي وزو حيث أتيحت له فرصة التعرف على بعض العادات و الطقوس الاجتماعية التي لا تزال تميز حفلات الزفاف بهذه المنطقة إضافة إلى استعراض حول عملية جني الزيتون و ذلك وسط تجاوب كبير من طرف الحضور.

و لم تغفل هذه الاحتفالية التي تميزت بتكريم الجمعيات المشاركة شريحتي الأطفال و ذوي الاحتياجات الخاصة حيث قدم أطفال مدرسة الأطفال المعاقين بصريا بقسنطينة أوبيرات بعنوان "جواهر خالدة" فيما أمتع أطفال روضة الألوان جمهور دار الثقافة برقصات أمازيغية تقليدية.

من جهتها نظمت مديرية الثقافة لولاية قسنطينة معرضا تشكيليا بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة تحت شعار "رموزنا-تاريخ ألوان و عبر"بمشاركة مجموعة من الفنانين المحليين على غرار فريد مرابط و ناصر أعمر و زهية حشاش و رزيقة زغدود.

كما شكلت قاعة العروض بقصر الثقافة فضاء لعرض مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي تمحور موضوعها حول إبراز ملامح من أرض الجزائر سيستمر إلى غاية 25 يناير الجاري و ذلك بمشاركة مصورين فوتوغرافيين من مدينة الصخر العتيق أمثال سهام صالحي و سامية فيلالي و محمد غرناؤوط و صورية نعلوفي.
تلمسان
انطلقت صباح يوم الخميس ببني سنوس (تلمسان) في جو احتفالي بهيج فعاليات تظاهرة "الشباب يحتفل بيناير" التي أشرف على مراسيمها وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي بمناسبة احياء رأس السنة الامازيغية 2967 المصادف ليوم 12 يناير من كل سنة ميلادية.

و استهلت الاحتفالات بالاستعراض الكبير المتكون من 900 شاب و شابة من مختلف ولايات الوطن و الذي جاب شوارع المدينة قبل أن يحط بألوانه الزاهية وأهازيجه الشعبية بميدان الملعب البلدي حيث أدى المشاركون رقصات على وقع الفرق الفولكلورية و أنغام آلاتها التقليدية.

و بعين المكان أشرف الوزير بحضور والي تلمسان ساسي أحمد عبد الحفيظ و السلطات المحلية على افتتاح المعرض المتضمن عدة أجنحة في شكل خيم لعرض نماذج من بعض المنتجات اليدوية التقليدية لسكان بني سنوس مثل الحصير والصناعة الفخارية والخشبية والجلدية والأزياء النسوية والمصوغات الفضية المزركشة ذات الاصول الأمازيغية.

كما زار الوزير سوق "الناير" الذي ازدانت أجنحته و رفوفه بأنواع مختلفة من المكسرات وما طاب من الفواكه والحلويات التي تتشكل منها "طبيقة قرقشة" كما تسمى بالعامية محليا لتزيين المائدة ليلة الاحتفال بهذا العيد السنوي في جو عائلي.

وعرضت الجمعية النسوية لبني سنوس بنفس المعرض أصنافا متنوعة من الأكلات التي تحضر في هذا اليوم مثل "البركوكس" و"السفنج" و"المسمن" بالإضافة إلى عينات تقليدية أخرى من الأطباق اللذيذة المحضرة بزيت الزيتون و التين المجفف و الدقيق.

* …وباتنة تحي رأس السنة الأمازيغية بطقوس وعادات بسحر الماضي
يتميز إحياء رأس السنة الأمازيغية بمختلف مناطق ولاية باتنة لاسيما القرى والمداشر بطقوس وعادت ما زالت تحتفظ بنكهتها الخاصة لدى الكثير من العائلات التي توارثتها أبا عن جد.

فبين ينار أقذيم أو القديم وينار أجديد أو الجديد هي نفس التقاليد التي تستحضرها العائلات كل مرة لكن بسحر الماضي حيث تحرص ربات البيوت -حسب حدة براهمية (59 سنة) من آريس- على استرجاع كل الأشياء التي تمت إعارتها لتكون في مكانها قبل حلول السنة الأمازيغية الجديدة.

وقبل ذلك – تضيف المتحدثة – تبدأ الاستعدادات للمناسبة بأسبوع فتستبدل إحدى حجارة الموقد التقليدي الثلاث وتسمى هذه العادة بويني (أي واحدة) ثم تستبدل البقية صبيحة يناير و تطلى بالزبدة أو ما يسمى محليا بالدهان وهي زبدة يضاف إليها الملح. ويصادف يناير القديم الذي تطهى فيه الأطعمة باللحم المجفف المملح (أي القديد أو الخليع) يوم 12 يناير (جانفي) فيما يصادف يناير الجديد يوم 14 يناير وفيه يستخدم اللحم الطازج في الأطعمة, حسب حدة التي أكدت لوأج, بأن نساء المنطقة يحرصن يوم يناير على إحضار الحشائش والأغصان الخضراء تنبؤا بعام فلاحي جيد مليء بالخيرات. ويكون طبق إيرشمن أو الشرشم ( قمح ينقع في الماء ثم يغلى وبعدها يصفى وتضاف إليه كمية من الغرس أو التمر الطري) أو المخلطة (نفس القمح المنقوع لكن تضاف اليه كمية من الفلفل الحار) حاضرا بقوة على مائدة يناير, وفق المتحدثة, التي ذكرت بأن النساء يروحن عن أنفسهن في رحلتهن الاستجمامية إلى الحقول في هذا اليوم لقلب الحجارة ولكل حشرة أو نبتة وجدت تحتها تفسير خاص.

فالنمل يدل على "ثيسرعاف" أو الماشية من غنم وماعز والحفر الصغيرة تعني مخازن المؤونة والمال والديدان هي العرائس أما "هيمزي" أو أم الأربعة والأربعين أو غيرضمث أو العقرب فدليل شؤم, حسبما اتردفت حدة.
* يناير بغرداية : موعد لتثمين الأشغال الفلاحية وطلب موسم مزدهر
يشكل حلول يناير, السنة الأمازيغية الجديدة (2967), في أوساط سكان غرداية مناسبة لتثمين الأشغال الفلاحية والتضرع إلى المولى عز وجل بموسم فلاحي مزدهر وخصب.

ويظل روح هذه التظاهرة متمثلا في المحافظة على العادات والتقاليد والإحتفالات التقليدية التي تشكل تراثا لاماديا للمنطقة والتي تهدف إلى ضمان استدامتها حسبما يرى عدد من سكان المنطقة.

ويسعى التقليد المتداول بميزاب إلى أن تكون مناسبة يناير تتميز بطابع خاص مع تحضير طبق "الرفيس" وهي الأكلة التقليدية والمفضلة لدى سكان المنطقة والتي تخضع لطقوس متميزة. وكما جرت العادة فإن هذا الطبق المحلى بالسكريات يعد ليلة إحياء السنة الأمازيغية الجديدة "يناير" والذي يتطلب أن يحتوي مكونات ذات لون أبيض وذلك تبركا وتفاؤلا بالسنة الجديدة لتكون وافرة بأجواء السلم والسعادة.

ويحضر طبق "الرفيس" الذي يعتبر واحدا من الأطباق التقليدية ذات النكهة المتميزة بغرداية ولا يمكن الإستغناء عنه في مثل هذه المناسبات باستعمال مقادير من السميد والسكر والحليب والبيض.

وتقوم ربة البيت بعجن السميد وإعداده على شكل أرغفة دائرية الشكل رهيفة الحجم قبل وضعها على إناء طهي الخبز ثم تفتت إلى قطع صغيرة التي توضع بعد ذلك في إناء فوق البخار. وتجمع فتات الأرغفة بعد نضجها في قصعة التي تذر بها قطرات من السمن المعروف ب"الدهان" لتكون على شكل دائري وتحلى بالسكر وتخلط بها كميات من العنب الجاف "الزبيب" قبل أن ترصع بحبات البيض المغلي في الماء.

ويجمع هذا الطبق الساحر أكبر عدد ممكن من أفراد العائلة قبل أن تتلى آيات بينات من الذكر الحكيم والفاتحة ليتضرع الجميع إلى الله سبحانه وتعالى برفع أكف الخضوع إليه راجين منه سنة أمازيغية جديدة مليئة بالأفراح والمسرات وطيب الرزق.

وعادة ما يعتبر سكان المنطقة وعلى غرار عديد مناطق الوطن, حلول السنة الأمازيغية الجديدة موعدا لإطلاق الأشغال الفلاحية متمنين أن تكون سنة مزدهرة ولا تحرم من الغيث النافع.

وتتوج سهرة يناير بسهل ميزاب (الذي يجمع أربع بلديات) بطقوس وألعاب عائلية شائعة على غرار لعبة "ألاون" التي تشبه إلى حد ما لعبة "البوقالة" المنتشرة في أوساط سكان شمال الوطن.

ويحضر بمناسبة حلول "يناير" أيضا سكان شمال سهل ميزاب طبقا تقليديا آخرا يدعى" الشرشم" وهو عبارة عن خليط من حبوب القمح والشعير والفول والعدس المائل إلى الرمادي وتضاف له مقادير من التوابل التي تضفي عليه نكهة لا تقاوم.

هذا وتنتهز هذه الشريحة من السكان قبل حلول هذه المناسبة وحسب تقاليدهم لاسترجاع بعض أدوات الطهي التقليدية على غرار "الكانون".

وتجمع عديد العائلات بغرداية على أن الإحتفال بهذا العيد يتم في جو حميمي حول مائدة عشاء جماعية تقام ليلة السادس إلى السابع من يناير التي ترمز إلى بداية السنة الأمازيغية الجديدة .

ويظل الإختلاف في الإحتفال بهذا التاريخ ( هناك من يحتفل بيناير في 12 منه ) غامضا حيث لم يتوصل أي مصدر إلى فك هذا اللغز ( رمز 7 يناير بميزاب).

* ربط يناير بالرزنامة الزراعية

يجمع الكل على ربط عادة الإحتفال بيناير بالرزنامة الزراعية المتجذرة في البلاد وربما منذ إنشاءها, حسبما أوضح عمي صالح في اتصال مع وأج وهو أحد أعيان حي بلغنم (غرداية).

ويرتبط إحياء يناير الذي يعلن حلول السنة الأمازيغية الجديدة مع الأرض والأنشطة الزراعية للفلاحين المحليين مثلما شرح من جهته الحاج مختار أحد أعيان حي الحاج مسعود (غرداية).
كما يعد يناير -حسب المتحدث- فرصة لتثمين الأشغال الفلاحية التي أنجزت منذ نهاية حملة جني عراجين التمور بواحات ميزاب.
* بومرداس تعيش على مدار أسبوع على وقع إحياء رأس السنة الأمازيغية الجديدةتعيش بومرداس ابتداءا من يوم الثلاثاء القادم و على مدار أسبوع كامل على وقع نشاطات ثقافية و فنية ثرية و متنوعة احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة (2967), حسبما أفاد به يوم الأحد مدير الثقافة.
و تتضمن التظاهرة الاحتفالية التي تحتضنها كل من دار الثقافة رشيد ميموني و المركز الثقافي الإسلامي و قرية "تيزة" ببلدية عمال, حسبما أوضحه جمال الدين فوغالي لوأج معارض متنوعة تسلط الضوء على التراث الثقافي الأمازيغي و الفن التشكيلي الأمازيغي.
كما تسلط معارض أخرى الضوء على الصناعات و الحرف التقليدية الأمازيغية و الأكلات الشعبية و الأواني الفخارية و اللباس التقليدي و الكتاب الأمازيغي.
و تتضمن الفعالية كذلك تنظيم بدار الثقافة و المركز الإسلامي أمسيات شعرية أمازيغية و لقاءات أدبية و محاضرات متنوعة تتناول أهمها "المسكن التقليدي الأمازيغي بمنطقة بومرداس" و"عادات و تقاليد يناير" إضافة إلى عرض شريط مصور حول طريقة الاحتفال بيناير بالمنطقة.
و تحي قرية "تيزة" بعمال المناسبة استنادا إلى السيد فوغالي بنشاطات متنوعة كذلك تتمثل أهمها في معرض للرسم بالبذور الطبيعية حول الحياة اليومية بمنطقة القبائل للفنان تاماني عاشور و آخر بالصور الفنية حول الحياة الريفية للفنانة "لويزة عمراني.
و تبرز باقي المعارض التي تعرض بالساحة الرئيسية لقرية تيزة جوانب أخرى تتمثل أهمها في فن النحت على الخشب و الأواني الفخارية القديمة و صناعة الآلات الموسيقية و الضغط على النحاس و الرسم بالتنقيط و الرسم الزيتي إضافة إلى معرض للمكتبة المتنقلة.
كما ينشط كل من الدكتور سعيد بويزري و بلقاسم باباسي من جامعة تيزي وزو بنفس القرية ندوة تاريخية حول المناسبة. و خصص لعالم الطفل برنامج خاص بالمناسبة حيث يستفيدون من وصلات قصصية بالأمازيغية يشرف على تقديمها حكواتي و مسابقة فكرية و عروض مسرحية أمازيغية موجهة للأطفال.
* خنشلة: "ينار" و "آوسو" و "الحسوم" أعياد أمازيغية ما تزال راسخة بمنطقة الأوراس
تتعدد بمنطقة الأوراس الأعياد و المواسم التي تطبعها احتفالات من نوع خاص يصنعها سكان المنطقة كتعبير عن فرحتهم وابتهاجهم بموسم من المواسم أو عيد من الأعياد على غرار عيد رأس السنة الأمازيغية المعروف ب "ينار" المصادف ل 12 يناير الميلادي من كل سنة و عيد "آوسو" الذي يحتفل به في فصل الحر و كذا مواسم "الحسوم" و "لفطيرة" و "نيسان" .

و في هذا السياق أفاد لوأج الباحث و المهتم بالثقافة الأمازيغية ابن مدينة خنشلة محمد الصالح أونيسي بأن هذه التسميات أطلقها سكان منطقة الأوراس و أمازيغ شمال أفريقيا بشكل عام على مناسباتهم و أعيادهم.

فرأس السنة أو ما يسمى باللغة الأمازيغية "إيخف أوسقاس" المعروف بمنطقة الأوراس ب "ينار" التي ستكون ليلة 12 يناير 2017 مصادفة للفاتح "ينار" 2967 , كما صرح السيد أونيسي, مناسبة توحي بالكثير من المعاني و القيم المرتبطة بتاريخ الأمازيغ حيث انتصر القائد شاشناق سنة 950 قبل الميلاد على رمسيس و جيوشه المنحدر من الأسرة الفرعونية المصرية و بالتالي فهي رمز للهوية الثقافية يترجم الاحتفاء به في شكل طبوع احتفالية تتصل بمعاني الأمل و ترمز إلى الارتباط بالأرض التي هي معنى الحياة بالنسبة للفرد الأمازيغي.

و تتميز هذه المناسبة بتحضير أطباق خاصة بهذا العيد تسمى "آمنسي انينار" أي "عشاء ينار" و تتمثل في "الكسكسي" أو "العيش" أو "الشخشوخة" التي تطهى ليلة 12 من شهر يناير بشتى أنواع الخضر التي تنتجها أراضي السكان الأمازيغ و بلحم الدجاج الغض الطري تفاؤلا بعام سهل مبارك زراعيا و المهم في كل ذلك هو لم شمل أفراد العائلة حول مائدة واحدة و إضفاء جو حميمي بينهم حفظا للذاكرة و ترسيخا للمناسبة في أذهان الأجيال الجديدة حسبما يؤكد عليه أشخاص مسنون يقطنون بولاية خنشلة.

الاحتفال ب"ينار" يرمز إلى التجديد

و فيما يروي محمد في العقد السادس من عمره ابن مدينة خنشلة بأن "ينار" يرمز إلى التجديد من خلال عادة تطبع هذا العيد خاصة بالنسبة لقاطني الأرياف تتمثل في تغيير ما أسماهم ب "إينغان" و هي ثلاث (3) صخور متوسطة الحجم تستعمل للإحاطة بموقد النار الذي يطهى عليه الأكل كتعبير عن تجديد للعهد ورمزية للتفاؤل بكل عام جديد ذكر الباحث في ثقافة الأوراس محمد الصالح أونيسي صاحب العديد من المؤلفات المتعلقة بتاريخ و أعلام المنطقة بأن عيد "ينار" يندرج ضمن أعياد أخرى تلتصق بهوية المجتمع الأمازيغي.

وذلك على غرار عيد "آوسو" الذي يحتفل به في فصل الحر بين 24 يوليو و الرابع من سبتمبر من كل سنة تذبح فيه المواشي و تقطع لحومها قطعا صغيرة و تجمع في إناء كبير يضاف إليها الملح و يتم طبخها و من ثمة تجميدها بعد الطبخ و توضع في أماكن للحفظ تحسبا لفصل الشتاء البارد.

أما عيد "نيسان" فهو الآخر مرتبط وفقا لنفس المتحدث بفترة معينة من السنة و تحديدا شهر أبريل الذي يعتقد أن نجاح السنة الفلاحية مرتبط بتساقط الأمطار خلاله. فعلى مدار سبعة أيام يخرج السكان الأمازيغ من منازلهم رفقة أبنائهم و هم يرددون أدعية و مستغيثين بالله أن يرزقهم بالمطر.

و من بين ما يردده سكان المنطقة باللغة الامازيغية " آنزار آنزار آربي تشار ايغزران" و معناه باللغة العربية " المطر المطر يا رب أملأ علينا أوديتنا".

عيد آخر يطلق عليه تسمية "ايمسلان" نسبة إلى كتف الأضحية الذي يتوافق وعيد الأضحى المبارك و توجه الدعوة فيه للأهل و الأقارب و الجيران يجتمعون حول طبق "الكسكسي" الذي يطهى بلحم كتف الأضحية في اليوم الثاني من عيد الأضحى أو الأيام التي تليه و تكون الوليمة في كل مرة عند إحدى العائلات.

ولفت هذا الباحث إلى أن عيد "ايمسلان" ظهر عند الأمازيغ حتى قبل مجيء الإسلام وكان يحتفل به في يوم من أيام السنة إلا أنه و بعد الفتوحات الإسلامية قرن الأمازيغ المناسبة بعيد الأضحى المبارك تهذيبا لها.

وفضلا عن هذه الأعياد و غيرها يعيش الفرد الأمازيغي بطريقته مواسم معينة مثلما أضافه السيد أونيسي الذي ذكر موسما يسمى "الحسوم" الذي تتراوح أيامه بين 27 فبراير و 6 مارس التي يشتد فيها البرد فيعمد الأمازيغ إلى ارتداء ألبسة شتوية خاصة و تحضير أكلات تتناسب و درجات الحرارة المنخفضة و استعمال التدفئة اللازمة.

يذكر بأن ولاية خنشلة تحتفي بعيد "ينار" بتنظيم لقاءات تقدم فيها مداخلات و تلقى محاضرات و نشاطات ثقافية للتعريف بهذا العيد و خصوصياته علاوة على تثمين اللغة الأمازيغية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.