* بداية واعدة.. للاحتراف في المجال روبورتاج: نبيل فرشة لم يبق مصطلح الألعاب الالكترونية في العالم، منحصرا بين تمضية الوقت والاستمتاع بالمؤثرات الصوتية والمرئية، ودقة الغرافيك الذي توفره شركات الإنتاج العملاقة، التي جعلت من ألعاب الفيديو سوقا مربحا لها، حيث أصبحت رياضة معترفا بها دوليا، تنظم لأجلها المنافسات الدولية بمشاركة لاعبين محترفين. وتعتبر الرياضة الإلكترونية شكلا من أشكال المنافسات التي تنظم عبر لعب ألعاب الفيديو، بمشاركة عدد من اللاعبين المحترفين في هذا المجال، وفي السنوات الأخيرة أصبح هناك عدد من البطولات الدولية المعتبرة لعدد من الألعاب، تحظى بنقل مباشر وحضور جماهيري لفعالياتها، إضافة لرصد جوائز مالية قيمة، ورواتب للاعبين، لتتسابق عدة أندية أوروبية كبرى للإعلان عن توقيعها عقوداً مع لاعبين جدد سيمثلون النادي، ليكونوا ممثلين للأندية في بطولات الرياضة الإلكترونية، التي تمثل التوجه الجديد للأندية حول عالم * الرياضة الالكترونية في الجزائر. أما في الجزائر، فلا تزال هذه الرياضة في مهدها الاول، نظرا للتأخر الكبير في هذا المجال، وعدم وجود فدرالية خاصة بلاعبي الرياضة الالكترونية تعنى بمشاكلهم، وتدرس كل المقومات التي من شأنها تطويرها، ليأتي النادي الرياضي لشباب بلوزداد كنور وسط العتمة، ويكون السباق لاقتطاع شارة الانطلاق في مجال الاحتراف الخاص بالألعاب الالكترونية، حيث نظمت إدارة النادي مسابقة لاقتناء ابرز المواهب، تمهيدا للولوج إلى عالم الرياضة الالكترونية الاحترافية، التي تعتبر ملهمة للجيل. ولتسليط الضوء على استحداث فريق خاص بالرياضة الالكترونية بالنادي الرياضي لشباب بلوزداد، زرنا مقر "السياربي" للمس تجربة النادي الفريدة من نوعها، فكان لقائنا مع المناجير امين سبيع، وهو لاعب سابق في شباب بلوزداد لقرابة 10 سنوات، تدرج في الفئات الصغرى للفريق، وتلقن أبجديات كرة القدم، لينتقل بعدها لفرنسا، ويتم الدراسات العليا في التسويق الدولي، وارتباطه بكرة القدم كصورة محدثة لتطور اللعبة التي يجب أن تسير بطريقة علمية، لتحقيق أعلى مردودية ممكنة، وبلوغ الاحتراف كما هو معمول به في الأندية الأوربية، ليحط الرحال بعدها بنادي شباب بلوزداد، نزولا عند رغبة الرئيس المدير العام لشركة مدار، الذي أراد تحديث واجهة الفريق من ناحية التسويق، اقتداء بالمعايير العالمية، وهو الذي منح كافة الإمكانات والتسهيلات للطاقم الإداري بهدف الارتقاء بنادي شباب بلوزداد في هذا المجال، وجعله السبّاق في تكوين فريق خاص بالرياضة الالكترونية. و في السياق، حدثنا مدير تطوير الإعمال في فريق شباب بلوزداد عن فكرة الرياضة الالكترونية، وتجسيدها في الجزائر، بهدف تاطير الطاقات الشبانية التي تمارس العاب الفيديو بصورة هاوية، ومرافقتها للاحتراف وتدارك تأخر الجزائر في هذا المجال، مقارنة بالدول العربية والأوروبية. وتطرق أمين سبيع في البداية إلى اللبنات الأولى التي تم وضعها لإرساء معالم الفريق الخاص بالرياضة الالكترونية لنادي شباب بلوزداد، حيث أكد أن المرحلة الأولى بدأت بدراسة التجربة الأوروبية في هذا المجال، وضرورة نقل الكفاءات الهاوية الكبيرة التي تحوزها الجزائر للاحتراف، خاصة وأن المولعين بهذا النوع من الرياضة يبحثون عن إطار تنظيمي لصقل مواهبهم، بهدف المنافسة على الألقاب، سواء محلية عند إنشاء فيديرالية خاصة باللعبة، أو دولية من خلال البطولات التي تنظم بين الفينة والأخرى، هذا ما يخدم شعار فريق شباب بلوزداد، ويساهم في توسيع القاعدة الجماهيرية لأبناء "العقيبة"، وحجز مكان بين كبريات الأندية العربية والأوروبية في المجال. وتابع محدثنا في معرض كلامه عن الإسهامات التي قدمها فيروس كورونا في مجال الألعاب الالكترونية، مع فرض الحجر الصحي، ما دفع اللاعبين لممارستها عن بعد، اعتمادا على خاصية اللعب عن بعد "أونلاين"، التي توفرها لعبة "الفيفا"، والتي استغلها الفريق البلوزدادي أحس استغلال، من خلال تنظيم مباريات ودية لفريق "السياربي" للرياضة الالكترونية، ضد أندية خارج الجزائر، كالترجي التونسي، ونادي بالرمو الايطالي، وجارية اتصالات مع نادي فيورونتنا في قادم الأيام. * استقطبنا اعلى اللاعبين الجزائريين مستوى في لعبة "فيفا" كما عرج مدير تطوير الأعمال في فريق شباب بلوزداد للحديث عن طريقة انتقاء لاعبي الفريق الخاص بالرياضة الالكترونية، والتي تم من خلالها تشكيل أول فريق محترف، حيث قال إن العملية تمت بالترويج للفكرة عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، أين تم اختبار أحسن 12 لاعبا في لعبة "فيفا"، وتمت هذه العملية من خلال تنظيم تصفيات بينهم، واختيار صاحب المركز الأول والثاني للفريق الأول، الذي سلك طريق احتراف الرياضة الالكترونية في الجزائر. واستهل الفريق نشاطه حسب محدثنا في عقد اتصالات مع مختلف الأندية الأوروبية وأمريكا اللاتينية، اعتمادا على اسم الفريق الأول لشباب بلوزداد، ومن الفوارق الطريفة التي حدثت – يقول امين سبيع – خلال وضع برنامج تنظيم مقابلات ودية للفريق هو الاتصال بمدير العلاقات الخارجية بنادي أولمبيك مرسيليا، هذا الأخير أكد على افتقاد نادي الجنوب الفرنسي على شعبة للألعاب الالكترونية، رغم حجمه ومركزه في الدوري الفرنسي والساحة الأوروبية. وعن الغاية التي دفعت مسيري الفريق للعمل الدؤوب بهدف تكوين فريق محترف في الرياضة الالكترونية، قال مدير التطوير في فريق شباب بلوزداد آمين سبيع إنها متمثلة في الارتقاء بشعار النادي البلوزدادي عاليا في سماء هذه الرياضة، كونه الأول في هذا المجال مقارنة بالأندية الجزائرية، وتحقيق ألقاب في المنافسات العالمية، كما ناشد في السياق السلطات العليا في البلاد لضرورة تحسين تدفق الأنترنت الذي يعتمد عليه اللاعبون بصورة كبيرة، في إجراء المباريات عن بعد مع الفرق العربية والعالمية، حيث تسببت الانقطاعات المتكررة فيها في خسارة العديد منها، وتحول دون تقديم المستويات المثلى. * مسؤولو "السياربي" فتحوا لي أبواب الاحتراف بلعيدان محمد أيمن مهندس جزائري احترف الرياضة الالكترونية منذ نعومة أضافره، أين كان يقضي جل الوقت في اللعب المتواصل ليكتشف بعدها موهبته الفريدة من نوعها في لعبة "الفيفا"، والتي أهلته للمشاركة في العديد من المنافسات الدولية في هذا المجال قبل التحاقه بالنادي الرياضي لشباب بلوزداد كلاعب محترف. وفي العودة للأيام الأولى التي باشر فيها أيمن العاب الفيديو قال في حديثه ل"مجلة الحوار" إن والده كان يملك قاعة مختصة للهواة في هذا المجال، حيث اشتد بأسه وصلب عوده بجوار مؤثراتها الصوتية والمرئية، ما فتح له المجال لمعرفة أقصى جزئياتها، واحتراف تفاصيلها للحد الذي لا نهاية له، وقال محدثنا في السياق إن فكرة الاحتراف عرضت عليه من قبل مسؤولي النادي الرياضي لشباب بلوزداد، الذين أرادوا بلوغ الاحتراف في شتى المجلات، ليس فقط في كرة القدم، ومع تجربتهم ونظرتهم على مختلف الفرق الأوروبية التي استحدثت فرقا خاصة بالرياضة الالكترونية، والتي أصبحت ضرورية من ناحية اكتشاف المواهب في المجال من جهة، والناحية التسويقية للفريق من جهة أخرى، كما قرروا تجسيد هذه الفكرة كأول فريق جزائري يقدم عليها، على خطى فريق باريس سان جريمان الفرنسي وروما الإيطالي وفولسسبورغ الألماني. وعن المشاكل التي واجهت محدثنا حين ولوجه لمجال الرياضة الالكترونية قال بلعيدان محمد أيمن، انه يحوز على 13 لعبا رسميا في الجزائر بالإضافة إلى مشاركة في البطولة العربية في الإمارات العربية والمتحدة وتحديدا في دبي، التي حقق فيها المركز الرابع، وهذا الشيء لم يأت من فراغ، بل جاء بتنمية الموهبة والاتفاق مع العائلة، والذي كان مفاده مواصلة اللعب مع تحقيق نتائج جيدة في الدراسة، والحرمان منه عند حدوث أي إهمال، وحين رأت العائلة مشاركتي الدولية مع نجوم اللعبة وتوقيعي في نادي شباب بلوزداد تغيرت نظرتهم لي وشجعوني للوصول فيه لأبعد نقطة. كما ناشد بلعيدان محمد أيمن مصالح وزارة الشباب والرياضة بضرورة إنشاء فيديرالية، خاصة بالألعاب الالكترونية اقتداء بدول الجوار، التي عبدت الطريق تمهيدا للاحتراف، كما وجه رسالة للشباب الموهوبين في هذا المجال حثهم فيها على ضرورة مواصلة التدريب والعمل على صقل الميزات، لاقتناص أي فرصة من الممكن ان تتاح في المستقبل.
* التدريب في الرياضة الإلكترونية لا يختلف عن الرياضة الحقيقية مهدي اوزغلى رجل قانون ومحام مولع بالألعاب الالكترونية التي سافر لأجلها لدول عديدة، باحثا عن التكوين في مجال التدريب، بهدف رفع مستوى اللاعبين والتعرف أكثر فأكثر على الرياضة الالكترونية بمفهومها الاحترافي، مهدي اوزغلى كان بطل للجزائر سنة 2011 ومثل العلم الوطني في منافسة دولية في فرنسا. وتحدث "الكوتش مهدي" عن تجربه في تدريب الشباب في الرياضة الالكترونية، حيث قال إنه لا يوجد اختلاف كبير بينها وبين كرة القدم من ناحية التاطير ومرافقة اللاعبين، والوقوف على مستواهم وعاداتهم اليومية داخل وخارج اللعبة، خاصة وأن اللاعبين في هذا المجال لهم العديد من المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي. وعن التكوين الذي تلقاه مدرب الفريق الرياضي لنادي شباب بلوزداد للرياضة الالكترونية، أكد في حديثه "لمجلة الحوار" أنه تلقن أبجديات التدريب في هذا المجال على يد المدرب الرسمي للعبة في فريق باريس سان جيرمان، حضوريا وعن طريق الأنترنت، بغاية إبراز أحسن مستوى ممكن للاعبين في هذا المجال وخلق المحيط الذي يسمح للاعب بتقديم مردود طيب من الناحية النفسية، كما أبرز مدرب الفريق الرياضي لشباب بلوزداد أكبر المشاكل التي يعانون منها والمتمثلة في ضعف تدفق الانترنت في الجزائر، والتي تحول دون تنظيم المباريات مع الفرق الكبرى اعتمادا على خاصة "الاونلاين".