استهدفت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر مجددا المدنيين في طرابلس مما أسفر عن مقتل عائلة، ويأتي القصف بعد ساعات من الهجوم الذي شنته قوات حكومة الوفاق على قاعدة الوطية غربي ليبيا. فقد قتل رجل وزوجته وابنهما مساء أمس جراء قصف بصواريخ غراد نفذته قوات حفتر على منطقة الهضبةفي حي أبو سليم جنوبي طرابلس. ويأتي استهداف المدنيين في طرابلس بعد اشتباكات دامية في محيط قاعدة الوطية بين أتباع حفتر وقوات الوفاق وقتل قرابة عشرين وأصيب أكثر من ثلاثين آخرين في الاشتباكات، ومن بين القتلى قائد قوة حماية القاعدة أسامة امسيك. ووفق ما أعلنته عملية بركان الغضب التابعة لحكومة الوفاق، فإن قوات الوفاق سيطرت خلال الهجوم على آلية مسلحة ودمرت عشر آليات أخرى لقوات حفتر، قبل أن تنسحب إلى مواقعها على تخوم القاعدة وفي بعض المعسكرات بمدن الساحل الغربي لليبيا. من جهته، قال الناطق باسم قوات حكومة الوفاق محمد قنونو إن سلاح الجو نفذ صباح أمس، غارات جديدة على القاعدة ليرتفع إلى 24 عدد الغارات التي استهدفت القاعدة منذ صباح أول أمس. ورد الطيران التابع لحفتر بغارات أوقعت قتلى في صفوف قوات حكومة الوفاق، وفق ما قال متحدث باسمها. أما الإعلام الحربي التابع لقوات حفتر فقال إن الأخيرة صدت الهجوم على قاعدة الوطية، وتحدث عن مقتل 40 وإصابة عشرات آخرين من عناصر قوات الوفاق. من جهتها، قالت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا إن المحكمة تعمل حاليا على إصدار مذكرات جديدة للقبض على أفراد في ليبيا يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب، وجددت دعوتها للقبض على سيف الإسلام القذافي، وتسليمه إلى المحكمة في لاهاي. وأشارت إلى أن حفتر لم ييسر اعتقال المطلوب للمحكمة الجنائية الضابط محمود الورفلي، الذي أعدم عشرات الأشخاص في شوارع مدينة بنغازي شرقي ليبيا. وقالت إن مكتبها يشعر بقلق من ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين. من جهته، قال ممثل البعثة الأميركية في مجلس الأمن مارك سيمونوف إن من المخجل أن العديد من أشهر مرتكبي الجرائم ضد الشعب الليبي لا يزالون يتمتعون بالإفلات من العقاب، وطالب سيمونوف أولئك الذين يوفرون المأوى للتهامي، الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الليبي، إلى إنهاء حمايتهم له، في إشارة إلى مصر التي يقيم الرجل على أراضيها. كما أعرب مندوب بلجيكا لدى الأممالمتحدة مارك بكستين عن قلق بلاده العميق إزاء عدم تعاون مصر وقوات حفتر مع مكتب المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية. أما نائب المندوب الألماني لدى الأمم المتحدة يورغن شولتز فأكد أن قوات حفتر مسؤولة عن أكثر من 80 بالمائة من الهجمات على المدنيين والمرافق الصحية في ليبيا. وخلال الجلسة نفسها، أكد مندوب ليبيا الدائم لدى الأممالمتحدة الطاهر السني عزم القضاء الليبي ملاحقة حفتر لما ارتكبته وترتكبه قواته من انتهاكات وجرائم.