انطلقت مساء أمس، بدار الثقافة هواري بومدين بسطيف المنافسة بين المسرحيات المشاركة في فعاليات الأيام المسرحية العربية "دورة حسان بلكيرد" وذلك للظفر بالجائزة الكبرى الشهيد حسان بلكيرد. وبدأت الفعاليات المسرحية في إطار هذا الحدث الثقافي بعرض أول عمل مشارك في هذه التظاهرة و هو بعنوان " بكاء الموناليزا" لفرقة المسرح الحر- البيضاء ليبيا، كتب نصه ذو الفقار خضر و أخرجه شرح البال عبد الهادي بحضور جمهور غفير غصت به قاعة العرض. وتروي مسرحية "بكاء الموناليزا" التي حازت على العديد من الجوائز بليبيا و خارجها, قصة امرأة عزباء تحاول جاهدة إيقاف الزمن لكي لا تتقدم في السن فتتصارع مع عقارب الساعة تارة و تنظر إلى نفسها في المرآة تارة أخرى في صورة تناقش ظاهرة العنوسة و في نفس الوقت الصراع مع الزمن. وثمن بالمناسبة رئيس فرقة المسرح الحر- البيضاء ليبيا, أكرم عبد السميع, في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، مبادرة تنظيم الطبعة الأولى للأيام العربية المسرحية, لافتا إلى أن "الإقبال الكبير للجمهور لاسيما الشباب خلال افتتاح فعاليات التظاهرة يعكس مدى اهتمام المجتمع بالمسرح". وستتوالى العروض المسرحية المشاركة في هذه التظاهرة على مدار 3 أيام حيث تشرف على تقييم الأعمال لجنة تحكيم متكونة من شخصيات فنية معروفة على المستوى العربي على غرار الفنانة عبير عيسى من الأردن وجمال قرمي ودليلة نوار من الجزائر، وفوزي بن إبراهيم من تونس و خدوجة صبري من ليبيا. ويتعلق الأمر بكل من مسرحية "بكاء الموناليزا" من ليبيا و مسرحية "خط الرمل " من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و "مملكة العشق" من تونس و مسرحية "الفلوكة" من الجزائر و"ما الذي جاء بي هنا " من جمهورية مصر العربية . وصرح عضو لجنة التحكيم, فوزي بن إبراهيم من تونس, بأن " المنافسة في إطار الأيام المسرحية العربية تشمل أعمال مسرحية متنوعة بين المسرح الفردي و الجماعي وهو اختيار صائب لإبراز التنوع المسرحي و عدم الاقتصار على المسرح الجماعي فقط"، مفيدا أنه "بالرغم من صعوبة مهمة اختيار أفضل العروض المسرحية, إلا أن مبادرة تنظيم هذه الأيام المسرحية في طبعتها الأولى تعتبر جميلة جدا". وانطلقت أيضا ورشات "الأداء" و "الإخراج" ، وكذا "الكتابة" و "السينوغرافيا" و ذلك على مستوى كل من مدرسة الفنون الجميلة بسطيف و دار الثقافة هواري بومدين بمشاركة 20 شابا وشابة يمثلون عديد ولايات الوطن على غرار بشار و تقرت و تندوف و وهران وتلمسان. ويذكر أن حفل الافتتاح الذي أقيم أول أمس، بدار الثقافة هواري بومدين عرف حضور جمع غفير من الفنانين والمثقفين وجمهور الفن الرابع الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن. * العرض الكوريغرافي "نحو النور" يبهر الجمهور أبهر مساء أمس، العرض الكوريغرافي "نحو النور" جمهور دار الثقافة هواري بومدين بسطيف في افتتاح الأيام المسرحية العربية في طبعتها الأولى "دورة حسان بلكيرد"، وعرض "نحو النور" لمخرجه رياض بروال على مدى ساعة ونصف لوحات فنية راقصة جمعت بين المشاهد الحماسية والموسيقى الثورية التي تفاعل معها الجمهور مطولا. وأكد محافظ هذه التظاهرة في طبعتها الأولى, فاروق رضاونة, بأن الأيام المسرحية العربية "دورة حسان بلكيرد" تؤسس لتظاهرة عربية تعرف بالشخصية الثورية و النضالية حسان بلكيرد كونه أول من أسس فرقة مسرحية في سطيف. كما تطرق رئيس المجلس الشعبي البلدي, حمزة بلعياط خلال إشرافه على افتتاح التظاهرة, إلى أهمية هذا الحدث الثقافي المسرحي في مد جسور الالتقاء بين البلدان الشقيقة لتبادل الخبرات و التجارب في المجال و بالتالي بعث أواصر الحب و الأخوة و الوحدة بين شعوبها، وأضاف بأن "شعب الجزائر يزداد و في كل مرة اعتزازا بمشاركة أشقائه من الأقطار العربية في مختلف التظاهرات التي تنظمها البلاد لاسيما و أن هذه الأيام تنظم بمناسبة اليوم الوطني للشهيد (18 فبراير من كل سنة) مما يسمح ببناء مستقبل مشترك و جعل الحدود رسومات جغرافية فقط". و اعتبر من جهته مدير ديوان الثقافة و السياحة لبلدية سطيف, الجهة المنظمة للتظاهرة, خالد مهناوي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بأن "هذا الحدث الثقافي الهام فرصة للجمهور السطايفي بصورة خاصة و الجمهور الجزائري بصفة عامة للاطلاع على مجموعة من الأعمال المسرحية مما يساعد على بناء جسور التواصل الثقافي و الفني و الإنساني و فتح مجال التعاون و التبادل المسرحي بين الجزائر و الدول المشاركة". وتتنافس طيلة أيام التظاهرة التي تتواصل إلى غاية 21 فيفري الجاري كل من مسرحية "خط الرمل" من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية و "بكاء الموناليزا" من ليبيا و "مملكة العشق" من تونس و "الفلوكة" من الجزائر و"ما الذي جاء بي هنا" من جمهورية مصر العربية على المراتب الثلاث الأولى. وتتشكل لجنة التحكيم من شخصيات فنية معروفة على المستوى العربي, على غرار الفنانة عبير عيسى من الأردن و جمال قرمي و دليلة نوار من الجزائر و فوزي بن إبراهيم من تونس و خدوجة صبري من ليبيا لاختيار أحسن الأعمال المشاركة في التظاهرة. و عرف حفل افتتاح التظاهرة عرض فيديو قصير حول الشهيد حسان بلكيرد ( 1905-1957), أحد مؤسسي المسرح بولاية سطيف خلال فترة الاستعمار الفرنسي, إضافة إلى تكريم عدد من الوجوه التي ساهمت في ترقية الثقافة بالمنطقة.