تشهد معظم أحياء العاصمة أوضاعا مزرية بمجرد سقوط أولى قطرات المطر، مما يؤكد استمرار سياسة البريكولاج من قبل بعض الأميار، وقد تسببت الأمطار المتهاطلة منذ نهاية الأسبوع الماضي في شل حركة المرور لساعات طويلة، وانسداد البالوعات الأمر الذي أثار استياء وتذمرا شديدين لدى المواطنين بالإضافة إلى إثارة مخاوف قاطنو السكنات الهشة والمهددة بالانهيار. هذا وقد عانى المواطنون من انسداد البالوعات ما جعل الطرقات تغرق في مستنقعات من الماء مع كل قطرة مطر تتساقط، وهو الأمر الذي أرقهم كثيرا في تنقلا تهم، حيث تتكرر معاناتهم بانسداد البالوعات كل موسم شتاء، بسبب تقاعس بعض الجهات المتخصصة في تنظيف البالوعات، فضلا عن الأشغال المتكررة التي تقوم بها بعض الجهات من خلال قيامها بخدمات المياه والهاتف والكهرباء ولكن بعد انتهاء الأشغال تبقى الأعمال على ما هي عليه، والتي تتم بشكل فوضوي وبدون تنسيق مع المصالح المعنية، مما يخلق بركا ومستنقعات وأوحالا بمجرد سقوط أولى قطرات الأمطار، ومن جهة أخرى تشهد العديد من أحياء بلديات العاصمة غياب التهيئة، خاصة فيما يتعلق بالطرقات التي تشهد أوضاعا متدهورة بالنظر إلى كثرة الحفر والمطبات التي تحولت مع مرور الوقت إلى مصدر للبرك المائية والأوحال. من جهة أخرى أضحت الطريق غير واضحة أمام السائقين الذين يعتقدون أنهم يمرون من تجمع بسيط للمياه، فلا يدركوا صعوبة الموقف إلا بعد وقوعهم داخل الحفرة لتتسببوا في عرقلة حركة المرور، والأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط فحتى اجتياز وقطع الطريق بالنسبة للراجلين أمر مستحيل. كما تسببت الأمطار التي تهاطلت على العاصمة منذ نهاية الأسبوع في شل حركة المرور لساعات خاصة في فترات الذروة الصباحية والمسائية، وتسبب هذا الوضع في تذمر أصحاب المركبات الذين علقوا لساعات في حركة المرور، بالأخص في الفترات الذروة التي تعرف دخول وخروج العمال من مقرات عملهم، ما عرقلة مهام فئة كبيرة من المواطنين، خاصة العمال والطلبة الذين كثيرا ما يصلون متأخرين عن الموعد المحدد. ومن جهة أخرى أثارت التقلبات الجوية مخاوف العائلات القاطنة بالبيوت القصديرية والسكنات الهشة، حيث أبدى قاطنو هذه البنايات تخوفهم الشديد من انهيار منازلهم فوق رؤوسهم، خاصة وأنها لم تعد صالحة للسكن نظرا للوضعية المتدهورة التي آلت إليها أسقفها وجدرانها بفعل العوامل الطبيعية التي مرت بها، الأمر الذي نغص عليهم حياتهم اليومية، في ظل تقاعس وتباطؤ السلطات في النظر إلى انشغالهم الضروري المتمثل في حقهم في السكن والعيش الكريم، متمسكين بحلم عملية الترحيل بالعاصمة والتي وعدت بها الدولة بتسليم 20ألف سكن قبل نهاية السنة.