أفرجت السلطات الموريتانية عن أربعة سجناء متشددين لإنقاذ حياة الحارسين اللذين احتجزهما هؤلاء بالسجن المدني في نواكشوط. واستجابت السلطات لطلبات السجناء بعد ليلة ماراتونية تم خلالها التفاوض مع السجناء بوساطة من نقيب المحامين وحضور وزيري الداخلية والعدل. وأطلقت السلطات في المرحلة الأولى سراح السجينين المتطرفين الطالب ولد احمدناه ومحمد الحافظ ولد الشيخ، ليطلق سجناء سراح حارس واحد، وفي المرحلة الثانية، وحسب بنود الاتفاق، أطلقت السلطات سراح المتشددين الطيب ولد السالك، ومحمد سعيد، فأفرج السجناء عن الحارس الثاني لتنتهي بذلك الأزمة غير المسبوقة التي عرفها السجن المدني في نواكشوط. ولم يعرف ما إذا كانت السلطات ستتخذ إجراءات تأديبية في حق السجناء الذين قاموا بالعمليات وعلى رأسهم الخديم ولد السمان الذي يلقب بزعيم القاعدة في موريتانيا وهو مدان بالإعدام بتهمة الهجوم على السفارة الإسرائيلية وقتل سياح فرنسيين.في المقابل أكدت مصادر مطلعة أن السلطات باشرت فتح تحقيق في الحادث لكشف ملابساته وكيف حصل السجناء على أسلحة بيضاء وهواتف لمنع تكرار الحادث. وتعد حادثة السجن المدني هي الأولى من نوعها في موريتانيا، وسيؤثر حتماً على طريقة إدارة السجون وتعاطي السلطات مع السجناء الذين انتهت مدة محكوميتهم وتستمر السلطات في اعتقالهم. وكان سجناء متشددون قد دخلوا مساء في مواجهات مع حرس السجن أثناء تفريق اعتصام نظموه للمطالبة بالإفراج عن أربعة من رفاقهم انتهت مدة سجنهم. واحتجز السجناء، خلال المواجهات، اثنين من حرس السجن، وطلبوا بالإفراج عن رفاقهم الأربعة مقابل الإفراج عن الحارسين.