رجحت مصادر أمنية على صلة بملف مكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الصحراوي أن يكون نقل 13 سجينا من السجن المركزي المخصص للمتهمين في قضايا الإرهاب والانتماء لتنظيم القاعدة، إلى مركز اعتقال أخر على القرب من الحدود مع مالي، مقدمة لتنفيذ صفقة بين السلطات في نواكشوط وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في مقابل إخلاء سبيل أربعة فرنسيين يحتجزهم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي منذ سبتمبر الماضي. قالت وسائل إعلام محلية ودولية، استنادا إلى مصادر قضائية في موريتانيا، أن فرقة خاصة من الحرس الوطني الموريتاني قامت بنقل 13 معتقلا من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، بينهم ثمانية محكوم عليهم بالإعدام وخمسة آخرين تصل عقوبتهم إلى السجن عشر سنوات فما فوق ، إلى جهة مجهولة. وأوضحت نفس المصادر أن هذه الفرقة دخلت السجن المركزي وسط نواكشوط في حدود الساعة الثالثة والنصف فجر أول أمس الاثنين، واصطحبت المتهمين الثلاثة عشر إلى جهة لم يكشف النقاب عنها، وهو ما حرك عائلات وأقارب المرحلين التي قامت باعتصام أمام السجن المركزي في العاصمة نواكشوط للمطالبة بمعرفة مصير ذويهم والوجهة التي نقلوا إليها، في ظل المخاوف التي عبر عنها البعض من احتمال تسليمهم للسلطات الأمريكية، في ظل هواجس قديمة تتعلق خصوصا بنقل موريتانيين من بلدهم إلى معتقل غوانتنامو. وحسب التفاصيل التي أوردتها مصادر إعلامية موريتانية استنادا دائما إلى معلومات استقتها من جهات قضائية، فمن بين المعتقلين الذين تم نقلهم إلى جهة مجهولة زعيم فرع تنظيم القاعدة في موريتانيا الخديم ولد السمان الملقب ب »أبو بكر السباعي«، إضافة إلى ثلاثة متهمين بقتل سياح فرنسيين وسط البلاد نهاية عام 2007، وهم »معروف ولد هيبة، وسيدي ولد سيدينان ومحمد ولد شبارنو، إضافة إلى متهمين آخرين أدينوا بالمشاركة في قتل جنود موريتانيين خلال عمليات نفذها التنظيم ما بين سنتي 2005 و2008«، علما أن هؤلاء يصنفون بأنهم الأكثر تطرفا وخطورة من بين سجناء تنظيم القاعدة بموريتانيا، واقل عقوبة صدرت بحقهم هي عشرة سنوات حبس نافذة. وقدمت مصادر إعلامية موريتانية تفاصيل أخرى فيها شيء من الدقة حول هذه المسألة حيث كشفت عن قيام وحدات الحرس الجمهوري بنقل السجناء ال 13 على متن طائرة نحو سجن يقع قرب مدينة باسكنو على الحدود الموريتانية المالية، وهو ما دفع بمختصين في الشأن الأمني إلى القول بأن وراء نقل هؤلاء السجناء خطة لترتيب عملية تنفيذ صفقة بين السلطات الموريتانية وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تقضي بتسليم العناصر ال 13 لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مقابل قيام التنظيم الإرهابي بإخلاء سبيل 4 رهائن الفرنسيين، لا يزال يحتجزهم بمنطقة تقع بشمال مالي غير بعيد عن الحدود المالية مع الجزائر.