أعلن الأخصائي الجزائري في علم الاجتماع حبيب تيليوين بوهران عن إصدار كتاب دولي جديد حول التنمية الاجتماعية للمجتمعات الإسلامية، حيث أشرف هو على التنسيق بمعية نظيره ريتشارد ايستيس من جامعة بانسيلفانيا بالولايات المتحدةالأمريكية.وقد سأهم زهاء أربعين باحثا من بلدان مختلفة في هذا الإصدار المعنون ب"وضعية التنمية الاجتماعية في المجتمعات الإسلامية" وبعنوان فرعي "تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية وإديولوجية" كما أبرز تيليوين، ويأتي الكتاب تتويجا لسنتين من العمل المتواصل وأسفر عن نتائج ثمينة -وفق ذات المصدر- مبرزا بأن هذا الإنتاج الأكاديمي يسلط الضوء على التطورات المسجلة في البلدان المعنية على غرار الجزائر التي عززت تعميم التعليم ودور المرأة وتطوير المنشآت، ويعد هذا العمل هاما مع العلم أنه يشكل جزء من الإنتاجات الأكاديمية التي يمكنها أداء دور كبير لدعم خيارات بلد وديبلوماسيتها السياسية وخصائصها الاقتصادية، يضيف ذات الأخصائي الذي أعرب عن أمله في أن يتم ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية لفائدة المثقفين والديبلوماسيين الجزائريين.ويضم هذا المؤلف المكتوب باللغة الإنجليزية أكثر من 900 صفحة ويتألف من ثلاثين فصلا منها اثنين مخصصين للقضية الفلسطينية في سياقها التاريخي وتداعياتها المأساوية حسبما أوضح هذا الأستاذ الباحث بجامعة وهران-2 "محمد بن أحمد"، ويتناول هذا الكتاب الذي صدر عن دار نشر مرموقة في المجال الأكاديمي "سبرينغر بوبليشر" بالولايات المتحدةالأمريكية التنمية الاجتماعية في المناطق التي يشكل فيها المسلمون الأغلبية "بشمال أفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء ونيجيريا وإيران وتركيا وماليزيا وباكستان..." ويدرس أيضا وضع الأقليات المسلمة في بلدان مثل فرنسا والهند، وقد شارك باحثان جزائريان آخرين هما الأستاذ سيد أحمد رنيمة من جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف والأستاذ عبد الحق منصوري من جامعة وهران-2 محمد بن أحمد في تحرير المحتوى، ومع الأستاذ تيليوين يشكل هؤلاء المؤلفون الرئيسيين لفصل مخصص كليا للسياق التاريخي للعالم الإسلامي وإنجازاته الفكرية."يناقش هذا الكتاب إلى حد كبير التحديات الرئيسية التي تواجه البلدان الإسلامية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والإيديولوجية بما في ذلك النمو الديموغرافي السريع وبنية الأسرة المسلمة ودور المرأة والخطابات المتطرفة ووضعية الطفولة والتنمية الاقتصادية والملكية الفكرية" إستنادا للأستاذ تيليوين، ويبرز الكتاب أيضا دور التقنيات الجديدة للعلوم الاجتماعية لفهم والمساعدة على إيجاد الحلول وخاصة في حل النزاعات ومكافحة الصور النمطية السلبية، وأشاد الأستاذ تيليوين بمسأهمة الجزائر في إعداد هذا الكتاب الذي يثمن من حيث منهجيته المقارنة ما بين المناطق الإسلامية وجهات أخرى من العالم وذلك " باستعمال المؤشرات الموثوقة أكثر لتقييم طبيعة ومعالم الأوجه المتعددة للتغيير الاجتماعية في هذه المناطق".للتذكير فإن هذا الأخصائي الجزائري في علم الاجتماع قد حاز في أكتوبر الماضي على جائزة علمية للجمعية الدولية للبحث في جودة الحياة الكائن مقرها بفينيكس بالولايات المتحدةالأمريكية، وفي رصيد الأستاذ تيليوين الذي يعد مدير مخبر للبحث في المسارات التربوية والسياق الاجتماعي بجامعة وهران-2 "محمد بن أحمد" زهاء ثلاثين نشرا دوليا، تشكل "جودة الحياة" أحد المواضيع الرئيسية لأعماله البحثية التي توجت في ماي 2014 بإعداد قاعدة بيانات حول رفاهية الأطفال في الجزائر.وقد أجرى هذا العمل برفقة فريقه لمدة سنتين في إطار دراسة دولية حول "رفاهية الأطفال في العالم" بمشاركة باحثين مستقلين من خمسة عشر بلدا منها الجزائر التي تعتبر البلد العربي الوحيد الممثل ضمن هذه الشبكة الرائدة في التحقيق الاجتماعي المتواجد مقرها بجامعة غوته في فرانكفورت بألمانيا.