يضع فريق ''هو وهو'' اللّمسات الأخيرة على الحلقات المتبقية من السلسلة الفكاهية التي تعرض في رمضان القادم على التلفزيون الجزائري، في فترات الذروة، مباشرة بعد سلسلة جمعي فاميلي، بطلاها كل من حميد عاشوري وكمال بوعكاز. وقفت ''الخبر'' في استوديوهات ''بريميوم كوم'' على عملية تركيب سلسلة ''هو وهو'' الفكاهية، التي كتب مواضيعها وينشطها كمال بوعكاز وحميد عاشوري. وقد استقبلنا طاقم تقني شاب في استوديوهات مجهزة بآخر تكنولوجيا الإنتاج السمعي البصري، من أهمّها ''تري كاستا'' التي تسمح بالتحكم عن بعد بالكاميرات الآلية الثلاث المتوفرة، بالإضافة إلى خلق ديكورات رقمية افتراضية وآنية، تتأقلم مع الأوضاع والتغيّرات أو المستجدات في الاستوديو، كما أنها تخلق أجواء حيّة، كوجود الظل والانعكاس والتحكم في الأسود والأبيض، على حساب الأوضاع المختلفة. وأشار عثمان أولمان، التقني المتحكم في هذه اللوحة المعقّدة، إلى أن هذه التقنية مستعملة في كل استوديوهات الإنتاج في العالم، وتسمح باختزال الأمكنة وتسهيل العمل، بالإضافة إلى توفير الوقت والميزانية، باعتبار أن كل الديكورات يتم اختلاقها عبر ''تري كاستا''. مواقف مضحكة ومواضيع من عمق المجتمع انتهى المخرج صالح عنيق من تركيب 60 بالمائة من السلسلة، أي ما يعادل 18 حلقة، من 4 إلى 5 دقائق، تتعرّض لمختلف المواقف، المواضيع والظواهر الاجتماعية الموجودة في المجتمع الجزائري. واستطاعت ''الخبر'' أن تكشف خبايا بعض الحلقات، منها حلقة ''موقف الحافلات''، حيث يلتقي بوعكاز بصديقه حميد القادم من سويسرا ويحدثه عن الفرق بين الجزائر وسويسرا وطريقة العيش وثقافة الحياة هناك، فيسأله بوعكاز ''صح قولي، كاين إلي يعيط السردين في الصباح؟''، ردّ ''لا''، قال ''كاين إلي يطلع للحافلة بفوبلي قهوة؟''، ردّ ''لا''، فقال له ''كاين إلي يشري الحوايج القديمة في الحومة؟''، فردّ ''لا''، فقال له ''هاذي ماهي بلاد وماشي معيشة يا خويا''. ومن بين الحلقات التي وقفنا على تفاصيلها المضحكة حلقة ''الهدايا''، حيث يشتكي حميد لصديقه كيف أنه طيلة حياته يقدم هدايا للأحباب والجيران، ويرد عليه بوعكاز أن الموضة هذه السنوات حفلات النجاح في البكالوريا والدراسة التي تقام في القاعات، قائلا له ''هذا العام الحي كامل اداو الباك، كيفاش ندير؟ نشريلهم قاع''. وهناك كذلك حلقة عن التمييز في المعاملة بين المرأة والرجل، وأخرى حول انقطاع الكهرباء، وواحدة عن الاحتفالات... وغيرها من الحلقات التي تعج بالمواقف المضحكة والمشاهد الطريفة. عندما يضحك حميد على بوعكاز لا تختلف السلسلة الفكاهية ''هو وهو'' عن باقي السلسلات التي تحدث فيها مواقف طريفة توقف التصوير لدقائق، قد تتجاوز نصف ساعة، أو تعاد فيها اللقطات مرات عديدة، عندما يصبح الممثل غير قادر على التحكم في حواسه والضحك دون توقف، وهي من بين الأشياء التي تعتبر عادية في هذه الأحيان، إلا أنها تعيق التصوير وتؤخره، كحلقة حول ''قاعات العرس''، حيث يتحدث بوعكاز قائلا لعاشوري ''أنا رايح نجيب 2000 شخص، وأنت شوف كيفاش الدير''، فينفجر حميد ضحكا ويسأله ''كي تجيب أنت 2000 وين نحط تاوعي لازمنا لا كوبول''، هذه اللّقطة أعيدت عدّة مرات. كما نجد حلقة الصحفي الذي يجد نفسه يحاور مدرب كرة ''فريق الحومة''، وهو من المفروض أن يلتقي بمدرب فريق في الدرجة المحترفة، ليكتشف في الأخير أنه لا يحاور الشخص المنتظر وقد بدا الاثنان في حالة ضحك، لكن احترافيتهما جعلتهما يتحكمان في الوضع أخيرا. جمع الطاقم بأكمله أخّر التصوير 4 أشهر رغم التقنيات الجديدة، إلا أن السلسلة استغرق تصويرها 4 أشهر، وهذا كما يقول المنتج بسبب عدم توفّر الممثلين، وصعوبة جمع كل الطاقم في ظروف مثالية، من أجل عمل لا يدوم إلا 4 دقائق لكنه يتطلب تركيزا كبيرا، لأنه معدّ لإضحاك النّاس واستقطاب أكبر عدد من المشاهدين في رمضان، فالتزام الطرفين بأعمال أخرى، يقول المنتج ''صعّب الأمر، فعندما يحضر بوعكاز، قد لا يأتي أو يتأخر حميد، والعكس صحيح''، وهناك كما أضاف ''الحالة النفسية للممثلين، عندما تكون المعنويات منحطة، لا تسمح بالخلق والإبداع''. لا تتلخص صعوبات السلسلة في جمع طاقمها، لكن أيضا في الوقت المخصّص للحلقة الذي لا يتجاوز 4 دقائق، ممّا يجعل اختيار اللّقطات المناسبة والتحكم في حالة ارتجال الحوار صعبا جدا، لأن الممثلين لا يتقيّدان بالمحاور الرئيسية للموضوع، يقول المخرج صالح عنيق، هناك حلقات من 7 إلى 9 دقائق وكل لقطاتها مضحكة ويصعب اختيار أي منها، ممّا يصعّب عملية التركيب التي تتم باتفاق كل الأطراف، الممثلين والمنتج والمخرج، كما أن بعض المشاهد قد تحذف عندما يخرج الممثلون عن موضوع الحلقة.