دعوة إلى تعزيز الوحدة الوطنية و نشر الوعي التاريخي    إعادة ترتيب وتسيير البيت أضحى أكثر من ضرورة    سجلنا 17385 مشروعا استثماريا منتج ل420 ألف منصب عمل    أونروا: الاحتلال يحاصر نصف مليون فلسطيني    ترقب أمطار ورعود بعدة ولايات    جيجل : وفاة مراهق بصعقة كهربائية    أواني الألومنيوم والنحاس تهدد صحتكم بالرصاص السام    ضرورة إيجاد حلول لإشكالية تأمين مخزون ورق الجرائد    استشهاد 12 مواطنا بالقطاع    تفكيك شبكة دولية لتهريب البشر    3 مؤسسات تربوية جديدة    وقف الحرب في غزة أم تصفية للقضية الفلسطينية؟    الجزائر ليست المغرب.. ومواردها تكفل تماسكها    التاريخ لا يُزوّر..    تكريم أندية كرة اليد المتوجة بالجهة الغربية للوطن    الإصابات هاجس المدرب آيت جودي    الرباعي الجزائري يراهن على صنع الاستثناء    إحباط سرقة ماشية رومانية    إطلاق مسابقة "أحسن محتوى رقمي تاريخي"    نتائج عصرنة الفلاحة تظهر بداية موسم 2026    الإطاحة بنصّاب    إصابة امرأة في حريق بمسكن    استرجاع سيارتين مسروقتين    تسريع وتيرة الرقمنة وإطلاق الخط البحري نحو سلطنة عمان    ختام الدورة الخامسة يَعد بولادة مهرجان أكبر    عودٌ أحمدُ للكلام الموزون والتراث الأصيل    مسيرة فنية وإنسانية رائدة    وزير الداخلية يعلن إعادة 17 قطار "كوراديا" إلى الخدمة بعد صيانتها    دورة تكوينية في الملكية الفكرية    70 عاماً على إدراج القضية الجزائرية في الأمم المتحدة    عن "سلام" ترامب المزعوم في غزّة    وزير الصناعة يترأس اجتماعا    وزير الداخلية يشرف على إطلاق مشاريع تنموية جديدة بولاية النعامة    865 نقطة سوداء مهددة بالكوارث الطبيعية عبر الوطن: وزارة الداخلية تكشف خطة وطنية للوقاية    الجزائر تعيش مرحلة جديدة من التنمية    عطّاف يُعرِّي الانقلابيين في مالي    صادي يُشدّد على تحسين إدارة الأندية    وزير الفلاحة: قسنطينة تحقق محصولا استثنائيا من الحبوب هو الأكبر منذ الاستقلال    وزير الاتصال يشدد على الإسراع في إعادة هيكلة مؤسسات الطباعة وإيجاد حلول لأزمة ورق الجرائد    مبروك زيد الخير يبحث مع وزير الأوقاف القطري سبل تفعيل العمل الديني المشترك    الجامعة سترافق أصحاب المشاريع من خلال تمويل النماذج النهائية    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة    فتح التسجيلات في القوائم الاحتياطية للتكوين شبه الطبي    تابع لمجمع "صيدال".. إطلاق مشروع لإنتاج اللقاحات في عنابة    الساورة والرويسات يحافظان على الريادة    فتاوى : إتيان بركعة بعد سلام الإمام وسجود للسهو    من أسماء الله الحسنى.. "البر"    مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي : تكريم المخرج الراحل محمد الأخضر حمينة    (كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ)    التعارف في سورة الحجرات    وزير الصحّة يأمر بالاستماع لانشغالات المواطن    الإنسان الفلسطيني يجسد البطولة    العناية بالمواطن حقا أساسيا مكرسا في دستور الجمهورية    رسالة إليك أيها المعلم..    استعدادا لكأس أفريقيا.. وديات نارية ببرنامج المنتخب الوطني    خطة جزائرية للاستفادة من محترفي أوروبا في كأس العرب    وزير الصحة: تحسين المنظومة الصحية يمر عبر المتابعة الميدانية والاستماع لانشغالات المواطنين    الفوز الأوّل للشبيبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النوم و"الدومينو" وتعويض الخمر ب"الكيف"
المدمنون في شهر رمضان
نشر في الخبر يوم 19 - 07 - 2013

النوم والعصبية الشديدة لدرجة الاعتداء على الزوجة أو الأبناء وكل من يصادفه، ثم التسلية بلعب “الدومينو” و”الكارطة” طول الليل.. هكذا يقضي فارس الذي يعترف بأنه مدمن على شرب الخمر في شهر رمضان، بينما يختار مدمنو خمور آخرون تعويض الخمر بالمخدرات، بحجة أن القرآن لم يحرّم المخدرات صراحة!
بعد بحث شاق وطويل التقينا بعض مدمني الخمر، القدامى والجدد، وحاولنا التعرف على أحوالهم في شهر الصيام. في البداية واجهنا صعوبة شديدة، حيث اعتبر عدد من الذين تحدثوا لنا أن في الأمر بعض السخرية منهم، وأكدوا أن الإدمان درجات تختلف من شخص لآخر. وأغلب من تحدثوا لا يعتبرون أنفسهم مدمنين لدرجة تأثير الصيام عليهم، رغم أن بعضهم لا يفارق زجاجة الخمر، وأكد لنا بعض هؤلاء بأنهم يتوقفون عن تناول الخمر 40 يوما أو شهرا قبل حلول شهر رمضان، دون أي مشاكل نفسية وتأثيرات.
شاب في الثلاثين من العمر يعمل في شركة نفطية كبرى في حاسي مسعود، اخترنا له اسم مراد، يقول: “أدمنت شرب الخمر قبل 5 سنوات، كون الشركة التي نعمل بها تقدّم الخمور مجانا لعمالها، وأغلبهم أجانب، وبعد مرور سنتين على عملي في الشركة صرت أشرب ما لا يقل عن 3 أو 4 لترات من مختلف أنواع المشروبات الكحولية، والآن أضطر لتعويض الخمر في شهر رمضان بالكيف الذي يتوفر في رمضان ولا يثير تناوله انتباه الناس”.
ويضيف مراد: “أحصل في كل سنة على عطلتي السنوية في رمضان، وأقضي أكثر من 15 ساعة يوميا في النوم، ولا ينقضي يوم دون أن أضرب فيه زوجتي أو أسبّها، لكنني أعود وأطلب منها الصفح بعد الإفطار”. أما صديقه، الذي طلب عدم ذكر اسمه هو الآخر، فيؤكد بأن تأثير غياب الكحول والنيكوتين على جسمه يصيبه بالشلل، ويحوّل الأيام الأولى من شهر رمضان إلى عذاب نفسي وجسدي رهيب، يقول: “أطلب قبل رمضان من أصدقائي وزوجتي وأمي وأقاربي عدم الحديث إليّ طيلة ساعات الصيام، وأعمد إلى إطفاء هاتفي النقال وإغلاق غرفة نومي وعدم السماح لأي أحد بإثارة الضوضاء أو الحديث بصوت عال قرب الغرفة. وأتسلل في الساعتين الأخيرتين من المساء إلى السوق لشراء مستلزمات البيت، ولا ينقضي شهر رمضان دون أن أدخل في عراك مع الباعة والزبائن في السوق، أما في الليل فألتقي بأصدقائي لتدخين الكيف لساعة أو ساعتين وهذه هي يومياتي في شهر رمضان”.
الامتناع عن شرب الخمر 40 يوما قبل رمضان
يتوارث المدمنون على شرب الخمر في الجزائر عادة قديمة هي الامتناع عن شرب الخمور 40 يوما قبل حلول شهر رمضان، ويقول “ز.أ”، ذو السبعين عاما، الذي كان يعمل في السابق في بيع المشروبات الكحولية: “كنا نغلق محلاتنا قبل شهر من رمضان ونفتحها بعد عيد الفطر إكراما للشهر الفضيل. وخلال العهد الاستعماري كان أصحاب الحانات من المعمّرين يمنحون العمال المسلمين عطلة مدفوعة الأجر، وكان أغلب المدمنين على شرب الكحول يمتنعون طواعية عن شربها 40 يوما قبل حلول شهر رمضان”. وأضاف محدثنا أن الإقبال على “الكيف” في شهر رمضان يتضاعف، حيث كانت السلطات الفرنسية تتساهل مع بائعيه وتسمح بتداوله في بعض المقاهي الشعبية، ويضيف محدثنا، الذي أقلع، كما يقول، عن شرب وبيع الخمر منذ 35 سنة، “كنا نجلّ ونحترم رمضان لدرجة لا يمكن تصورها”.
ويجهل المتحدث أصل عادة الامتناع عن ارتكاب المعاصي وشرب الخمر 40 يوما قبل حلول رمضان، لكن الباحث في التاريخ سهيل جمال يقول إن هذه العادة انتشرت بشكل كبير خلال حكم حمودة باشا بتونس في العهد العثماني، ويرى الفقهاء أن أصل هذه العادة هو سوء تفسير الحديث الشريف الذي جاء فيه أن “من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحًا، فإن تاب تاب اللّه عليه، فإن عاد لم يقبل اللّه له صلاة أربعين صباحًا”، وتؤكد مراجع الدين الإسلامي بأن شرب الخمر حرام في كل وقت، ولا يرتبط بمهلة زمنية وهو من الكبائر.
سهرات “الدومينو” و”الكارطة” لنسيان كأس الخمر
يفضّل الكثير من المدمنين تمضية أوقاتهم بلعب “الدومينو” و«الكارطة” طيلة ليالي شهر رمضان لنسيان الخمر، ويلتقي لاعبو “الدومينو” كل ليلة ولا يتفرّقون إلا في موعد الإمساك، وفي أغلب الحالات فإن المدمنين يعرفون بعضهم البعض جيدا ويلتقون في هواية جديدة. ويقول “م.حمودي”: “نلتقي يوميا بعد الإفطار كل ليلة في بيت أحدنا، وبدل الغيبة والنميمة نسهر إلى الفجر حول طاولة الدومينو، ولا علاقة لما نقوم به بنسيان شرب الخمر، لكننا جماعة تعوّدنا على السهر معا ونحافظ على العلاقة نفسها، حتى في غياب سبب اجتماعنا وهو الشراب”.
وفي العادة فإن جلسات “الدومينو” هي شديدة الصخب ويكثر فيها التدخين، لدرجة أن السجائر تبقى مشتعلة طيلة الليل، ويقول هنا الدكتور المتخصص في الأمراض العصبية والنفسية، محمد مهراج، “أن لعب الدومينو على الطريقة الجزائرية له تأثير نفسي شديد وشدّ عصبي يفرض على اللاعب التركيز، وما يدخله من تدخين في حالة غياب ظرفي عن الواقع لا تختلف كثيرا عن تأثير الخمور والمسكرات”.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.