يعد التدخين واحدا من بين الكثير من العادات السيئة التي أدمن عليها جمع كبير من الناس باختلاف جنسهم وأعمارهم، ولو كانت درجة الإدمان عليها أكبر بكثير، من طرف الرجال عامة، والشباب خاصة، حتى بتنا نراهم والسيجارة لا تفارق أياديهم وفمهم مطلقا، وإذا كانت أغلب الدراسات الحديثة، تشير إلى أن المدخنين هم أكثر الأشخاص عصبية ونرفزة، فإن درجة عصبيتهم تزداد وترتفع في شهر رمضان الكريم، حيث يصبح التدخين مشكلة كبيرة بالنسبة لهؤلاء المدمنين عليه، فهؤلاء لا يتأثرون بالجوع والعطش، مثلما يتأثرون بحاجتهم إلى التدخين، خاصة عند الفئة المدمنة عليه بكثرة، لذا نجدهم يحاولون تجنب الآخرين لكي لا يعوضون حاجتهم لهذه المادة السامة، بإفراغ جام غضبهم على الغير. فالمدخن يصبح أكثر عصبية، عندما تنقص من جسمه مادة النيكوتين، الذي تعود عليها، حيث يكون جسم المدخن معتاد على جرعة معينة من النيكوتين، وبسبب عدم حصوله عليها لساعات طويلة في اليوم، يبدأ إحساسه بالضياع وبالصداع، ويصبح عصبيا ويغضب لأتفه الأسباب، ويختلق من أصغر الأسباب مشاكل كبيرة، غير أنه تختلف درجة التأثر عند المدخنين، فمنهم من يختار العزلة عن الناس لكي لا يتسبب في المشاكل، ومنهم من يبدأ في اختلاقها، خاصة الأزواج الذين يجدون في زوجاتهم وأولادهم في بعض المرات الحل الأمثل لنسيان حاجتهم الماسة للتدخين، فيبدأون بإثارة المشاكل مهما كانت صغيرة وتافهة، المهم عندهم يصرخون ويكسرون كل ما يجدونه أمامهم، ليبدأ بذلك مسلسل آخر من مسلسلات الأكشن الرمضانية اليومية، وفي هذا الشأن، يقول سمير بأنه أدمن على التدخين منذ أن كان في عمر الخامسة عشر، وهو اليوم لا يستطيع الابتعاد عنه مطلقا، خاصة في شهر رمضان، فهو يحس يوميا بصداع شديد، يجعله عصبيا بدرجة كبيرة، ليضيف بأنه يتجنب الخروج من البيت في النهار، لكي لا يكون ضحية ضعفه أمام السجائر، ويقوم بافتعال مشاكل هو في غنى عنها، خاصة وأن عذابه لا ينتهي إلا بعد آذان المغرب، وتناوله لأول سيجارة من علبته. من جهتها تتمنى السيدة حورية، انقضاء الشهر الكريم بسرعة، لأنها من أكثر النساء معاناة في هذا الشهر الكريم، فزوجها وابنها البكر من أكثر الأشخاص إدمانا على السجائر، لتضيف أنه وبرغم قداسة الشهر وحبها العظيم له، إلا أنها تتمنى انقضاءه بسرعة، لا لشيء سوى لكي تنتهي المشاكل والأزمات من بيتها، فابنها الذي يقضي معظم نهاره في النوم، يستيقظ سويعات قليلة قبل موعد الإفطار، لتبدأ معه المشاكل التي تندلع لأتفه الأسباب، فذات مرة أمطرها بوابل من السب والشتم لا لسبب سوى لأنه لم يعجبه ما قامت بتحضيره على الإفطار، لتواصل قائلة ما إن تهدأ الأوضاع حتى تعود إلى الانفجار بمجرد دخول الزوج إلى البيت، الذي يبدأ بدوره في اختلاق مشاكل أخرى معها أو مع بناته، فهو أكثر شكوى وعصبية من ابنها، وعليه تختم كلامها بأنها لا تنعم بالراحة إلا بعد الإفطار.