الحكومة المصرية قررت مد فترة التصويت ساعة واحدة، واعتبار ثاني أيام التصويت عطلة رسمية، محاولات باءت كلها بالفشل ولم تغير مجرى الأمور، وهنا يتساءل المصريون عن حقيقة وحجم شعبية المرشح عبد الفتاح السيسي، الذي قالت مراكز الإحصاء إنه سيكتسح الانتخابات بنسبة تزيد عن التسعين في المائة، تساؤلات اخترقت ذهن المصريين وهم يتابعون الإقبال الضعيف للناخبين. خيمت حالة من الذهول على الناخبين المصريين المشاركين في الرئاسيات، بسبب التوافد الضعيف والمتوسط أحيانا للناخبين على عكس ما كان متوقعا، وتساءلوا عن مصير الجماهير الغفيرة التي نزلت إلى الشوارع في وقت سابق للمطالبة بإجراء الرئاسيات أولا ومطالبة السيسي بالترشح للانتخابات. عدد كبير من هذه الجماهير غابت عن المشهد الانتخابي، مما جعل الحكومة المصرية تعلن، يوم أمس، عطلة رسمية لإفساح المجال أمام مشاركة أوسع بعد أن كشفت أن نسبة المشاركة في اليوم الأول بلغت 30%، بينما أعلنت اللجنة العليا للرئاسة أنها ستطبق القانون بتغريم من لم يدل بصوته 500 جنيه، أي ما يعادل 50 أورو. الاحتفالات تسبق التنافس في مصر المتجول في شوارع مصر يلفت انتباهه الاحتفالات التي تسبق التنافس، حيث ركز الناخبون على صنع البهجة وأجواء احتفالية والرقص على إيقاع الطبل، والأغاني التي تمجد لبطولات الجيش والشرطة، على التركيز على كمية الحشود الشحيحة التي توافدت للإدلاء بصوتها، ما يؤكد اشتياق الشعب المصري للفرحة بعد سلسلة المظاهرات والاشتباكات التي طبعت يومياته، فقد عمت مظاهر الاحتفال جميع اللجان الانتخابية، حيث قام مجموعة من النساء بإحضار تسجيل معهم وأعلام مصر، ورفعوا صوت التسجيل لتتعالى الزغاريد والتصفيقات، وتفنن في وصلات الرقص. مظاهر استوقفت جميع المارة الذين سعدوا بعلامات الفرح والسعادة التي ارتسمت على وجوههم، متناسين في ذلك نسبة الإقبال غير المتوقعة، خاصة بعد حالة التفاؤل التي بعثتها العديد من مراكز الإحصاء والفضائيات الخاصة، التي أعلنت أن نسبة مشاركة المصريين في هذا الاستحقاق ستتجاوز النسبة التي تم تسجيلها في انتخابات 2012، التي فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، لكن تلك الاحتفالات التي عمت مختلف اللجان لم تترجم بشكل فعلي حقيقة توافد الناخبين على مراكز الاقتراع. وأثناء الجولة التي قادتنا إلى أحد مراكز الاقتراع بالقاهرة، سمعنا كثيرا دعاء السيدات بعد الانتهاء من الإدلاء بأصواتهن، بألا تكون جولة إعادة وأن تقتصر العملية الانتخابية على جولة واحدة، وأن يكون النصر من نصيب وزير الدفاع السابق، المشير عبد الفتاح السيسي، لحاجاتهم واشتياقهم لأهم ميزة كان تنعم بها مصر طوال السنوات الماضية، وهي الأمان والاستقرار. أمنيات النسوة اللائي تحدثنا إليهن، تثبت جهلهن بمجريات وقواعد العملية الانتخابية، إذ فعليا اقتصرت الانتخابات على جولة واحدة لوجود متنافسين اثنين فقط.. لكن تعوّد الناخب المصري على إجراء جولتين، جعلهن ينتظرن جولة إعادة.