"أنا لست داعية"

قال فادي طلبي في تصريح ل“الخبر”، أن الألبوم الذي أشرف على تلحين جميع أغانية يحتوي على كلمات جزائرية كتبها الشاعر كمال شرشال، والكاتب عز الدين ميهوبي. موضحا أنها تتغنى بلهجة جزائرية خالصة تقترب مع الأمل والحب وتدعو إلى التفاؤل، من خلال الرسائل التي حملها المنشد على عاتقه في هذا الألبوم، بعد أن أصبح العالم العربي والإسلامي يعيش موجة من الخمول والكسل و الاستكانة.
وأضاف الفنان والملحن والمنتج الجزائري المقيم في الإمارات العربية المتحدة، الذي حل ضيفا على جريدة “الخبر”، أن الإنشاد رسالة فنية تركز على مخاطبة الشباب العربي، من خلال التركيز على الكلمات النظيفة والموسيقى المتجددة. واعتبر فادي طلبي الذي خاض تجربة الإنشاد لأول مرة سنة 2003، من خلال أدائه لأغنية “سبحانك اللهم” خلال الفترة التي عمل فيها مع كبار المنشدين والفنانين، على غرار المنشد الإماراتي أحمد أبو خاطر والفنان سامي يوسف، قبل أن يقرر فيما بعد إصدار ألبومه الأول سنة 2010، أن “المجتمعات العربية اليوم بحاجة إلى رسائل التفاؤل والأمل أكثر من أي وقت مضى”، لأن الحياة حسبه، وإن كانت تحمل واقعا سيئا فيها، أيضا تحمل مستقبلا جميلا.
في سياق آخر، قال المنشد الشاب أن حبه للفن والموسيقى الإنشادية لا يجعل منه “داعية” كما يعتقد البعض، رغم الدور الكبير الذي يشعر به تجاه تقديم الرسائل التي تدعو إلى احترام الدين الإسلامي، من خلال التوغل في السيرة النبوية الشريفة. وتتمحور أغاني ألبوم “مازالها بخير الدنيا” حول مواضيع الحياة بشكل عام. وقد كتب كلمات أغنية العنوان الرئيسي للألبوم كمال شرشال، بينما أشرفت المخرجة عبيدة كندو على تقديم العمل بشكل فيديو كليب، من خلال التركيز على المعاني الإيجابية والمفيدة التي تخاطب قلوب الناس، عبر تطوير مواضيع الأغنية الدينية من خلال الحديث عن المواضيع الاجتماعية والسياسية كمواضيع الأم واليتيم والدعوة إلى التبرع بالدم وحوادث المرور وحتى الوطنية، كالعديد من الأغاني التي قدّمها في عدة مناسبات وطنية. ويعتقد المنشد فادي طلبي “أن الأغنية الإنشادية اليوم لا تزال قادرة على المساهمة في تغيير الواقع في العالم العربي، من خلال تنبّه الشباب إلى المواضيع الهامة في المجتمع”.
ويضم الألبوم، “أشواق” من كلمات رئيس مجلس اللغة العربية عز الدين ميهوبي. وفي هذا الإطار، أوضح فادي طلبي، أن لديه مشروعا غنائيا جديدا موجها إلى الأطفال، وآخر يدعو الشعوب العربية إلى الاعتزاز باللغة العربية بعد أن أصبحت مهددة بالزوال بسبب “العولمة” والشعور بالخزي الذي ينتاب الشباب العربي تجاه اللغة العربية، بعد أن اتجهوا إلى التخاطب فيما بعضهم باللغة الانجليزية على حساب لغتهم الأم.
كما تحدّث المنشد الذي يقوم بجولة فنية في الجزائر بدعوة من طرف الديوان الوطني للثقافة والإعلام لإحياء حفلات إنشادية بالجزائر العاصمة يوم 19 جويلية ومدينة سكيكدة والطارف يومي العشرين والواحد والعشرون، عن واقع سوق الموسيقى الإنشادية في العالم العربي، مشيرا إلى أن الانترنت أثّرت بشكل كبير على سوق التوزيع وحقوق المؤلف، مما دفع بالعديد من الفنانين إلى توزيع ألبوماته بشكل مجاني دون البحث عن الربح المالي. وقال: “إن الاعتماد على عائدات بيع الأقراص المضغوطة لا يمكن أن يحقق لأي فنان عربي حياة كريمة، سيما المنشدين المدفوعين بحب وعشق الفن الذين يتجهون في كثير من الأحيان إلى إنتاج أعمال على حسابهم الخاص، أو من خلال الاستعانة بتمويل المؤسسات الخيرية لتمويل أعمالهم لما يحمله من بعد إنساني.