اتهم بوعبد الله غلام، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، قوى خارجية، من بينها الاتحاد الأوربي، بتبني سياسة تشجع على التطرف والفرقة في منطقة الساحل. ودعا غلام الله إلى الفطنة في مواجهة مثل هذه الأطماع، من خلال التمسك بالمرجعية الدينية المشتركة الجامعة بين دول المنطقة. تبنى عبد الله غلام، في افتتاح دورة رابطة علماء وأئمة دول الساحل، أمس بالعاصمة، خلال تحليله للأفكار الدينية المتطرفة التي غزت المنطقة، نظرة تعتقد بوجود "مؤامرة" تستهدف الساحل. وأشار الوزير السابق بأصابع الاتهام إلى الاتحاد الأوربي، الذي في اعتقاده يكيل بمكيالين محاولا التفرقة بين شعوب المنطقة.
وروى غلام الله، واقعة تعزز من اعتقاده بفكرته، قائلا:" لما كنت وزيرا للشؤون الدينية، زارني وفد من البرلمان الأوربي، كان متجها في زيارة لدول الساحل. طلبوا رأيي فيما يخص الحلول المقترحة لحل المشاكل الأمنية الموجودة، فأجبتهم بأن عليهم شراء الأسلحة الموجودة في المنطقة، من أجل استغلال ثمنها في بناء المدارس والمستشفيات وباقي المرافق، وبذلك يتحقق السلم التنمية في آن واحد". ثم عقب على ما رواه قائلا: "طبعا هم ليس من مصلحتهم شراء الأسلحة بل أن يبيعوا دول الساحل إياها، حتى يظلوا ضعفاء متفرقين".
واعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، الذي كان يتحدث بكلمة مرتجلة، في غياب وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، أن" الأطماع الخارجية، هي التي أنشأت الفرق المسماة بالمتطرفة". وأشار إلى وجود قوى "تأتي بمسميات التعليم ورفع المستوى الثقافي والتكنولوجي، لكنها في الحقيقة تبث الفرقة وتستغل عناصر من المنحرفين فكريا والطامعين وتنفخ فيهم باسم المبادئ والإسلام، من أجل إيصال المنطقة إلى الفتنة المؤدية للصراع، ويفتتوا هذه الطمأنينة التي يعمل على تحقيقها الإسلام". وخاطب غلام الله، الأئمة المجتمعين في الجزائر، بالعمل على تكريس المرجعية الدينية الواحدة في المنطقة، لأنها تمثل عاملا حاسما في ربط الشعوب وتقريب بعضهم ببعض.
من جانبه، أشار يوسف بلمهدي، الأمين العام لرابطة علماء وأئمة الساحل، إلى أن محاربة الفكر المتطرف أو ما يعرف بالأفكار السلفية الجهادية، يعد من صلب عمل الرابطة، موضحا في تصريح ل"الخبر": "نحن نعمل بجهد في كل لقاءاتنا لكي نبلغ الخطاب الوسطي والعمل على إزالة كل الشبهات التي يمكن لشباب المنطقة أن يفتتنوا بها". وفي سؤال عن تقديره للخطر الذي تشكل الجماعات الحاملة للفكر المتطرف، قال بلمهدي إنه مهما كانت قوة أو ضعف هذه التنظيمات، فإن مجرد وجودها، "يشكل في حد ذاته خطرا كبيرا وعملنا ينصب في هذه المسألة على توعية الناس".
وفي الجانب التنظيمي للاجتماع الذي انعقد بمقر المجلس الإسلامي الأعلى، أعلن عن استقالة رئيس رابطة علماء وأئمة الساحل، بوريمة داود، وهو من النيجر، على أن ينتخب رئيس جديد للرابطة خلال أشغال هذه الدورة. وبحسب بلمهدي، فإن الرئاسة لن تعهد للجزائر، لأن النظام الداخلي، يعطي للجزائر، منصب الأمانة العامة للرابطة التي تحتفظ به بشكل دائم، بينما الرئاسة تكون متداولة بين باقي دول منطقة الساحل.