ينتظر أن تتخذ وزارة التربية الوطنية عدة إجراءات استعجالية من أجل مواجهة ظاهرتي التسرب المدرسي وإعادة السنة، خاصة بعد تسجيل نسبة لا تقل عن ال30 بالمائة من الإعادة في الطور الابتدائي، كما سيتم تكوين ما يزيد على 26 ألف مدير مؤسسة تربوية في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي). نظمت المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية ملتقى وطنيا حول تقويم المكتسبات المدرسية للتلاميذ، بحضور مفتشي الإدارة للأطوار التعليمية الثلاثة. ويأتي الملتقى الذي نظمته الوزارة لفائدة “أعضاء النواة الوطنية للوح القيادة” بثانوية الشهيد أحمد زبانة بحسين داي خلال اليومين الماضيين، أي المفتشين المكلفين بتكوين المديرين، الذين استفادوا من التكوين على أيدي خبراء جزائريين ومفتشين مركزيين لوزارة التربية الوطنية وآخرين أجانب، بهدف تحقيق ثلاث غايات: الأولى هي تقليل نسبة الإعادة وتخفيض نسبة التسرب المدرسي وتحسين النتائج المدرسية للوصول إلى مدرسة الجودة والنوعية بالمقاييس العالمية، خاصة بعدما كشفت أرقام الوزارة أن 30 بالمائة من التلاميذ يعيدون السنة في الطور الابتدائي (من الثانية إلى الخامسة، كون الانتقال من الأولى إلى الثانية آلي). وعليه، سيتم تكوين قرابة 26 ألف مدير مؤسسة تربوية من مفتشي الإدارة الذين استفادوا من التكوين من طرف “أعضاء الخلية النواة للوح القيادة”. من جهته، صرح مفتش إدارة الابتدائيات بمستغانم، محمد باي، ل”الخبر”، بأن الملتقى المنظم تم فيه التركيز على أهمية ضبط مؤشرات الإعادة والتسرب المدرسي والارتقاء والانتقال بغرض التكفل بكل الصعوبات التي تواجه المتعلمين في القسم، ومن ثمة إيجاد الآليات اللازمة لمعالجتها، خاصة ما تعلق بضرورة تغيير الممارسات البيداغوجية في القسم بما يتناسب والفروق الفردية بين التلاميذ. وأضاف المتحدث أنه “انطلاقا من الأهمية التي تكتسيها عملية التقويم باعتبارها عملية مستمرة ومقننة تتطلب مراعاة مستويات التفكير العليا والدنيا لدى المتعلم، ونظرا للأهمية التي يكتسيها موضوع التقويم وما تتطلبه مدرسة الجودة والنوعية، وفي إطار المخطط الوطني للتكوين الذي سطرته وزارة التربية، والذي يمتد من 2017 إلى غاية 2020، لفائدة موظفي القطاع في شقيه التحوير البيداغوجي والحكامة، لذلك كله، يضيف مصدرنا، ستنظم المفتشية العامة لوزارة التربية ما يسمى ب”عملية المضاعفة”، أي ملتقيات جهوية يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين لفائدة مفتشي إدارة الابتدائيات والمتوسطات والثانويات، ليقوم بعدها المفتشون بتكوين المديرين حتى يتسنى لهم إعداد ما يطلق عليه “لوح القيادة” الخاصة بكل مؤسسة، ما يعني البرنامج البيداغوجي، ومن ثمة مشروع المقاطعة وكذا المشروع البيداغوجي للولاية. بالموازاة مع ذلك، شرعت وزارة التربية الوطنية في تكوين الأساتذة الذين ستسند لهم مستويات السنتين الأولى والثانية للموسم الدراسي القادم 2018-2019 في تعليمية الرياضيات وذلك مساء الثلاثاء وكل يوم سبت، حيث انطلقت العملية منذ 10 أفريل وستستمر إلى 26 ماي المقبل.