عاد الهدوء إلى جادة الشانزليزيه بباريس بعد احتجاجات وصدامات شابت مظاهرات "السترات الصفراء" في رابع أسبوع لها. وحسب أرقام رسمية فإن أكثر من 1723 شخص تم توقيفهم عبر التراب الفرنسي، نحو 720 منهم وضعوا قيد الاحتجاز. أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على متظاهري "السترات الصفراء" في وسط باريس يوم السبت مع بدء احتجاجات معلن عنها من قبل على ارتفاع تكاليف المعيشة. وقالت متحدثة باسم الشرطة للصحفيين إن هناك نحو 1500 محتج في شارع الشانزليزيه بينما ذكرت السلطات أنها ألقت القبض على العديد من الأشخاص بعدما عثرت الشرطة بحوزتهم على أشياء مثل المطارق ومضارب البيسبول وكرات معدنية. وتجمع مئات المحتجين حول قوس النصر الذي كتب المحتجون عليه يوم السبت الماضي عبارات تعبر عن غضبهم بينما أضرم البعض النار في سيارات ونهبوا متاجر. مدينة أشباح بدت باريس في معظم أجزائها كما لو كانت مدينة أشباح في وقت مبكر يوم السبت حيث أغلقت المتاحف والمتاجر في يوم كان يفترض أن يكون للتسوق في أجواء احتفالية قبيل عيد الميلاد. وكان عدد السائحين قليلا وناشدت السلطات السكان البقاء في منازلهم قدر المستطاع. وأُغلقت عشرات الشوارع أمام حركة المرور كما أغلقت متاحف ذات شهرة عالمية مثل متحف أورسيه واللوفر ومركز بومبيدو أبوابها. وغطيت العديد من المتاجر بألواح لحمايتها من النهب وأزيلت مقاعد الشوارع والمواد المستخدمة في مواقع البناء لتجنب استخدامها كمقذوفات. رئيس الوزراء الفرنسي يدعو إلى الحوار أعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستنير، في مؤتمر صحفي عقده السبت، توقيف 1385 شخصا خلال الاحتجاجات، مشيرا إلى تسجيل 118 إصابة بين المحتجين، و37 في صفوف قوات الأمن. ودعا رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب، لإجراء حوار جديد مع ممثلي حركة "السترات الصفراء" متعهدا أن تعالج الحكومة المخاوف بخصوص ارتفاع تكاليف المعيشة. وقال فيليب في بيان متلفز إن "الحوار بدأ ويجب أن يتواصل"، مؤكدا أن "الرئيس سيتحدث وسيقدم إجراءات ستغذي هذا الحوار"، وفق ما نقلت فرانس برس. أعمال شغب وكانت مواجهات السبت أقل عنفا حتى منصف النهار مقارنة بالفترة ذاتها خلال الأسبوع الماضي، لكن مع حلول ساعات المساء تغير المشهد مع انتشار من يوصفون ب" المخربين" بين صفوف المتظاهرين، والذين قاموا بإحراق وتدمير عدد من المركبات في شوارع باريس، ولا سيما الشانزليزيه. وتركزت المواجهات في بداية اليوم "الناري" بشارع الشانزليزيه وقرب القصر الرئاسي، الذي حاول المتظاهرون الزحف نحوه، لكن قوات الأمن منعتهم من ذلك، لتتحول في وقت لاحق إلى معارك كر وفر بين الطرفين. ومع حلول المساء تجمع الآلاف من المتظاهرين في ساحة الجمهورية قبل أن يغادروها.