يتم حاليا تحضير مخطط عمل من أجل تطوير السياحة بالمناطق الريفية بعد الاتفاقية التي تم إمضاؤها شهر يوليو الفارط بين وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري و وزارة السياحة و الصناعات التقليدية، حسبما صرح به اليوم الاربعاء بالجزائر، مسؤول سام بوزارة السياحة و الصناعات التقليدية. و يتضمن المخطط جعل الغابات و المناطق الريفية اماكن جذابة تسمح بتطوير السياحة المحافظة على البيئة"، حسبما اكده المدير العام بوزارة السياحة و الصناعات التقليدية، محمد سفيان زبير خلال ورشة وطنية نظمت بالمزرعة البيداغوجية لزرالدة تحت شعار "تثمين الموارد المحلية في خدمة التنمية الإقليمية"، المخصصة لمخطط العمل للتطوير الريفي و الفلاحي بالجزائر . و يهدف هذا المخطط، الممول مناصفة بين الجزائر و الاتحاد الاوروبي (بقيمة 20 مليون أورو)، إلى المساهمة في تحسين الظروف المعيشية للسكان بهذه المناطق عن طريق الرفع من العائدات و دعم الشغل بالمناطق الريفية. البرنامج يستهدف، في مرحلته الأولى، أربع ولايات التي تم انتقاءها خلال الفترة الممتدة من أوت 2018 الى جانفي 2019 ،والمتمثلة في عين تيموشنت و الاغواط و سطيف و تلمسان، حسب منظمي الورشة. و يرتكز البرنامج على استعمال وتثمين و تنويع الموارد الفلاحية المحلية والموارد الغابية التقليدية والسياحية، من خلال استحداث نشاطات تجارية، يضيف المنظمون. وحسب المنظمين، فإن "البرنامج يرتكز على خصوصيات هذه المناطق مثل ارثها الثقافي و التاريخي و المعماري، و تقاليدها في مجال الطبخ و الحرف ". وسيتم توزيع مستشاري التنمية الإقليمية الذين لديهم تكوين في هذا المجال، عبر الولايات الأربعة المعنية. و حسب مقدم برنامج مخطط العمل للتطوير الريفي و الفلاحي بالجزائر جون فينون، فإن هؤلاء الرجال و النساء من مختلف القطاعات الاجتماعية و الاقتصادية من شأنهم تشكيل -بفضل الخبرات الجديدة المكتسبة - قوة حقيقية للاقتراحات والاأشطة التي يجب تطبيقها من أجل التنمية المستدامة لأقاليمهم. من جانبه أبرز المدير العام للغابات، علي محمودي، أهمية السياحة الريفية معتبرا إياها أحد الموارد الثلاثة الإقليمية مع الفلاحة و الصناعات التقليدية اللتان بإمكانهما المساهمة و بشكل كبير في التنمية الاقتصادية للأقاليم الريفية. و اعتبر ذات المتحدث أن السياحة الريفية تشكل شعبة أساسية للعرض السياحي لأي إقليم. وتابع يقول إن مفهوم "الريف" الذي يجسد قيم الأصالة و الصداقة الحميمية هي اليوم محل استقطاب للسياح، و ذكر من جهة أخرى بأن البرنامج سيسمح بتثمين تراث بعض الولايات التي تم اختيارها من خلال ترقية مناظرها الطبيعية و تحسين هياكل الإيواء في هذه المناطق. و فيما يخص النشاطات المعنية بالتطوير في الحظائر الوطنية، أكد استعداد المديرية العامة للغابات للمساهمة في دعم المشاريع السياحية في إطار احترام الإجراءات التنظيمية حول حماية المساحات الطبيعية المصنفة و الحفاظ على التوازن الإيكولوجي لهذه المناطق.