وصف المرشح للانتخابات الرئاسية علي غديري المسيرات الرافضة للعهدة ال5 بالتسونامي، معبرا عن أمله في أن تستمع السلطة لرغبة الشارع في التغيير. وأعلن رفضه الانسحاب من سباق الرئاسيات ووفاءه بشرط اكتتاب التوقيعات. ووجه غديري في لقاء نظمته جمعية تجمع شبيبة الجزائر "راج"، بمقرها اليوم بالعاصمة نداء ل"النظام" "ليرتقي" إلى مستوى الوعي الذي أظهره المحتجون، والاستجابة لرغبة الجزائريين في التغيير، وقال "نأمل أن يكون للنظام الذكاء وأن يستجيب لنداء الشعب، ويفهم رسالة الشارع". وتابع أن ما جرى "لم يفاجئه"، قائلا: "الشعب لم يطلب المستحيل، بل وجه رسالة للنظام ب"أن السيل بلغ الزبي"، مضيفا المتظاهرون "لم يقولوا إننا نريد العيش كالأمريكيين، بل قالوا "اتركوا لنا الحق في الاختيار الحر". وتأسف الضابط السابق لمشهد الدوس على صورة الرئيس خلال تجمع احتجاجي، بخنشلة قبل أيام، مضيفا "أملنا أن يرحل الرئيس بوتفليقة مكرّما معززا"، منتقدا تمسك المحيطين به، وقال "هم مسؤولون أمام الله والشعب والتاريخ عن هذا الوضع". وفهم في المسيرات بأنه تعبير عن رفض الجزائر استمرار شلة تتصرف في الجزائر وكأنها "إرث لها، تتصرف فيها كما تشاء". وفضل اللواء غديري عدم الغوص في الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة الذي يسافر غدا إلى سويسرا لإجراء فحوصات طبية، وقال "لست طبيبا لكني آمل أن أرى رئيسا يتكلم ويجول عبر الوطن ويمثل الجزائر في المؤتمرات الدولية، لا أن يرسل من ينوبه إلى هذه المؤتمرات". ودافع عن فكرة لعب دور جزائري أكبر في الجامعة العربية، منتقدا تدهور مكانة الجزائر الدولية، ومذكرا بتجرؤ ممثل دولة صغيرة في اجتماع سابق للجامعة العربية على قمع ممثل الجزائر في الاجتماع. ووعد غديري بإنفاق عقلاني وعصري لميزانية الدفاع، ووعد بأن يذهب كل مليم إلى وجهته الصحيحة، محمّلا المسؤولية للبرلمانيين في تمرير الميزانيات القطاعية بما فيها ميزانية الدفاع كما جاءت. وردا على سؤال بخصوص ملف المفقودين الشائك، قال المسؤول السابق في الجيش إن "أخطاء وقعت في تلك المرحلة ودفعنا ثمنها غاليا"، داعيا ل"توافق الجزائريين وتصفية القلوب وطي الصفحة وليس تمزيقها والمضي للأمام". وتجنب الخوض في قضية إيقاف المسار الانتخابي في 1992، وقال لا أعتبر هذا التاريخ مرجعا تاريخيا، لأن الجزائر، حسبه، عاشت منذ 1963 أحداثا دموية كثيرة. وأعلن من جهة أخرى رفضه لفكرة الانسحاب من سباق الرئاسيات الذي يرشح الرئيس الحالي للفوز به، وتساءل هل تعتقدون أن الانسحاب سيزعج السلطة، ماذا حققت الشخصيات ال6 التي انسحبت في 1999. وأظهر غديري ثقته في إمكانية فوزه، ولو في ظل منافسة الرئيس بوتفليقة، مضيفا "لم أدخل الانتخابات لأكون ديكورا، بل لأجل الفوز، وإحداث القطيعة". ودعا بالمقابل لتحويل ثورة الشارع إلى فعل انتخابي، والعمل على حماية الصناديق، وأشار إلى أنه تمكن من جمع التوقيعات المطلوبة للترشح برغم الضغوط التي تعرض لها هو وعائلته.