دعا المختص في الإعلام الرقمي، علي بن ختو، العاملين في قطاع الإعلام والصحافة إلى ضرورة خوض تجربة العمل بأدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكّدًا أن الصحفي الذكي هو من يُحسن استخدام هذه الأدوات لتسهيل أداء مهامه، ومواكبة السرعة الكبيرة التي تعرفها عملية تداول المعلومات ونشرها. كما شدّد على أن الذكاء الاصطناعي تحوّل حتى إلى "منافس افتراضي"، خاصة بعدما بات يُستخدم في إنتاج برامج وإذاعات، بل وحتى إصدار صحف بالكامل مثل بعض الجرائد الإيطالية التي تُنجز بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي في تجربة فريدة. يواجه الإعلامي في الجزائر، كما في باقي دول العالم، تحديات كبرى فرضتها التطورات التكنولوجية المتسارعة، لا سيما مع قدوم الوافد الجديد: الذكاء الاصطناعي. هذا ما أكده علي بن ختو، المختص في الإعلام الرقمي، خلال إشرافه على ورشة تكوينية نظمتها جمعية الصحفيين والمراسلين، لفائدة عدد من الصحفيين. وقد أشار إلى أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي أثار العديد من المخاوف، أبرزها إمكانية أن يحل هذا الذكاء محل الصحفي في أداء عدة مهام. وهو ما يطرح التساؤل: ما مصير الصحفي في ظل هذه التحولات؟ وهل جاء الذكاء الاصطناعي لتسهيل عمل الصحفي أم لإقصائه؟ وفي رده على هذا التساؤل، أوضح المختص أن الذكاء الاصطناعي، هو واقع فرضته التكنولوجيا الحديثة، ولم يعد بالإمكان تجاهله. بل إن الصحفي اليوم مُطالب، بل وملزم، بأن يتحكم في أدواته لمواكبة سرعة تداول المعلومة ونشرها. ولا يقتصر الأمر على العاملين في الإعلام الرقمي أو المرئي فحسب، بل يشمل جميع من ينشطون في قطاع الإعلام، بما في ذلك الصحافة المكتوبة، لما توفره هذه الأدوات من سرعة وسلاسة في تقديم الأخبار والمعلومات. كما أكد بن ختو أن إخضاع الصحفيين لتكوينات دورية في مجال الإعلام الرقمي، من شأنه أن يمكنهم من الاطلاع عن قرب على كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إعداد أعمالهم. خاصة وأن وزير الاتصال كان قد شدّد، في أكثر من مناسبة، على أهمية مواكبة التطورات التكنولوجية لضمان استعداد الصحفيين لمواجهة الحملات الشرسة التي تتعرض لها الجزائر، والتي تستهدف أمنها وسيادتها. وأضاف بن ختو أن تطوير مهارات الصحفي، لا يتطلب بالضرورة الاستعانة بمختصين، وإن كان ذلك مفيدًا في بعض الحالات، حيث يمكن للصحفي الاعتماد على محتوى منصات التواصل الاجتماعي، ك"يوتيوب"، لاكتساب مهارات في التعامل مع أدوات الذكاء الاصطناعي. وأوضح أن المهم هو معرفة الكلمات المفتاحية التي تساعد الصحفي على الوصول إلى ما يحتاجه. وأكد في ذات السياق أنه لا يعترف بمصطلح "صحافة الهاتف النقال"، بل يرى أن الصحفي المحترف هو من يُحسن استخدام أدوات التكنولوجيا، بما في ذلك تقنيات الذكاء الاصطناعي، ترقية أدائه المهني. وأوضح أن من بين الاستخدامات المهمة للذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي: التدقيق اللغوي، وتلخيص المقالات، وتقديمها بصيغة أكثر احترافية. كما كشف عن التحضير لإطلاق أول نادٍ جزائري يضم مجموعة من الصحفيين، يكون بمثابة مخبر لصحافة الذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن الجزائر، ما زالت في مرحلة التدريب على هذه الأدوات، وأن تجربتها تبقى متأخرة بسبب غياب الإمكانيات الضرورية لمواكبة هذا التطور. وفي الختام، أكد بن ختو، أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُوظّف كأداة مساعدة، وليس كبديل عن الصحفي، مشيرًا إلى أن لمسة الصحفي ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها، لأن العقل البشري يظل متفوقًا على الآلة. كما دعا إلى ضرورة وضع أخلاقيات مهنية خاصة باستخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي، تشمل مراجعة وتدقيق المقالات المعدة بهذه التقنيات من قبل البشر، ومنع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة الصوت بشكل مباشر، لضمان ضبط استخدام هذه الأدوات بما يخدم المهنة ويحافظ على مصداقيتها. وأوضح في الأخير أن الذكاء الاصطناعي لا يُقصي الصحفي، بل من يُحسن استخدام أدواته هو من سيبقى في الساحة. الافتراضية التي فرضتها التكنولوجيا.