مع استمرار المأزق السياسي في تونس، على الرغم من أن لقاء الرئيس قيس سعيد قبل يومين برئيس الحكومة أعطى انطباعا بإمكانية حلحلة الوضع قليلا، أطلق عدد من جنرالات الجيش التونسي المتقاعدين مبادرة أمل. فتحت عنوان "الأمل الأخير لإنقاذ تونس"، نشر العميد مختار بن نصير الرئيس السابق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب، مبادرة وقع عليها عدد من العسكريين المتقاعدين، موجهة إلى سعيد. وطالب العسكريون بإعادة البلاد إلى المسار الصحيح وتجنيبها أي عواقب قد تطرأ. كما أكدوا أن الدافع وراء رسالتهم هذه، هي "المخاطر الجسيمة التي تهدّد البلاد " بحسب تعبيرهم. ورأوا أن تونس عند في مفترق طرق، لاسيما وأن "الفساد بات منتشر، والبلاد على شفير انهيار اقتصادي حقيقي". إلى ذلك، اقترحت المبادرة على الرئيس التونسي إلقاء خطاب في مجلس النواب يحضره كل الأفرقاء السياسيين، يدعو فيه إلى وقف كافة التجاذبات، بغية تخطي أزمة وباء كورونا والتحديات الاقتصادية الضاغطة. كما أشار الضباط إلى وجوب الدعوة لاجتماع عاجل يضم رئيس الجمهورية والحكومة والنواب، من أجل طي صفحة الخلاف، على أن يتمّ التوصّل فيه إلى حلّ يُمَكِّن الوزراء الحائزين على ثقة البرلمان، وأولئك الذين تدور حولهم شبهات فساد، من أداء اليمين في غضون 3 أيّام من تاريخ الاجتماع. يذكر أنه منذ أشهر، تعيش تونس أزمة سياسية ودستورية غير مسبوقة بين الأطراف الحاكمة دون حل في الأفق، بدأت برفض سعيد، قبول عدد من الوزراء الجدد الذين اختارهم رئيس الحكومة هشام المشيشي في التعديل الحكومي لأداء اليمين الدستورية، بسبب شبهات فساد وتضارب مصالح.