تشهد السياحة الصحراوية في الجزائر انتعاشًا ملحوظًا، حيث تتوافد أعداد كبيرة من السياح الوطنيين والأجانب على مختلف المناطق المشهورة بجمالها الطبيعي وتراثها الثقافي. ويعكس هذا الإقبال الكبير المكانة المتزايدة للجنوب الجزائري كوجهة سياحية فريدة تجمع بين المغامرة والاستجمام.
في ولاية جانت، التي تُعرف بعاصمة الطاسيلي، استقبلت الولاية حتى الآن أكثر من 8,000 سائح أجنبي و17,000 سائح وطني، وفقًا لتصريحات مدير السياحة والصناعة التقليدية، الأمين حمادي.
وتعتبر مناطق مثل أهرير، تيكوباويين وتادرارت الحمراء وجهات رئيسية للسياح، حيث توفر مناظر طبيعية خلابة تشمل الرسوم الصخرية والكثبان الرملية الذهبية. كما تتميز جبال سيفار بتضاريسها الوعرة، ما يجعلها مقصدًا لمحبي رياضة المشي وتسلق الجبال.
ولتعزيز القطاع السياحي، تبنت السلطات إجراءات هامة، منها فتح خط جوي مباشر بين باريس وجانت، وإطلاق خدمات تسهيلية مثل الشباك الموحد لتسهيل وصول السياح، بالإضافة إلى إعداد دليل سياحي لتوجيه وكالات السياحة والأسفار.
كما تحتضن الولاية أربعة مخيمات سياحية موزعة على مناطق رئيسية بطاقة استيعاب تتجاوز ال 200 سرير، مما يساهم في تلبية احتياجات الزوار المتزايدة.
وفي منطقة تاغيت بولاية بشار، استقطبت السياحة الصحراوية أكثر من 30,000 زائر خلال فترة قصيرة امتدت من 15 ديسمبر 2024 إلى 1 يناير 2025، تزامنًا مع العطلة المدرسية الشتوية وأعياد نهاية السنة. يُعزى هذا التدفق الكبير إلى شهرة المنطقة بجمالها الطبيعي وتنوع أنشطتها السياحية. وقد أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي، محمد شقيفي، أن هذا الإقبال يعزز الاقتصاد المحلي من خلال توفير مداخيل هامة لوكالات السياحة والفنادق. ومع ذلك، تواجه المنطقة تحديات تتعلق بنقص خدمات الإيواء، حيث تتطلب استثمارات إضافية لزيادة الطاقة الاستيعابية للفنادق والمرافق.
أما ولاية إيليزي، فقد استقبلت منذ بداية الموسم في أكتوبر الماضي 2,580 سائحًا من جنسيات مختلفة، من بينهم وفود من إيطاليا. وتشمل الأنشطة السياحية في الولاية رحلات إلى مواقع أثرية مثل وادي جارات، المعروف بنقوشه الحجرية المصنفة عالميًا، ومناطق أخرى مثل تماجرت وتانجت.
ولتعزيز تجربة الزوار، أصدرت مديرية السياحة دليلًا سياحيًا بثلاث لغات، ونظمت معارض للصناعات التقليدية وصالونات للاحتفال برأس السنة الأمازيغية. كما تم تجهيز ثلاث مؤسسات فندقية بطاقة استيعابية تصل إلى 200 سرير، بالإضافة إلى عشر وكالات سياحية تقدم خدمات مرافقة وتنظيم جولات ميدانية.