يلاقي وفاق سطيف سهرة اليوم بداية من الثامنة والنصف ليلا، بملعب 8 ماي 1945 نظيره الترجي الرياضي التونسي لحساب الجولة الخامسة لدور المجموعات ضمن رابطة الأبطال الإفريقية، في مباراة مصيرية تحدد مصير الفريقين سواء أصحاب الأرض الذين يبحثون عن تأشيرة التأهل، أو الزوار الذين يريدون إحياء حظوظهم في التأهل والبقاء في سباق التأهل… معركة إفريقية عربية بتوابل مغاربية وبأهداف متباينة يجزم العديد من المتتبعين بأن مباراة الليلة هي داربي مغاربي خالص، كونها تجمع بين فريقين من شمال القارة الإفريقية ومن بلاد المغرب العربي وهو ما أعطاها طابعا محليا خالصا لأنها بين بلدين عربيين هما الجزائر وتونس، لكن الشيء المثير فيها هو أن كل طرف له هدف معين رغم تقاربها لأن الغاية الوحيدة هي التأهل إلى الدور نصف النهائي. الوفاق يستهدف الفوز للتأهل المباشر ويريد الوفاق من هذا اللقاء حصد النقاط الثلاث لتعزيز الرصيد في صدارة الترتيب إلى 11 نقطة، كون الفريق بحوزته ثماني نقاط متقدما على الوصيف الصفاقسي بفارق نقطة واحدة، وبالتالي يسعى أشبال المدرب مضوي إلى تحقيق الفوز من أجل ضمان التأهل المباشر في الصدارة. ونقطة التعادل تكفي للمرور من هذا الدور بينما في حال عدم القدرة على تحقيق الفوز فإن الوفاق السطايفي تكفيه نقطة وحيدة للتأهل، حيث أن الوفاق وفي حالة تعادله أمام الضيف الترجي التونسي فإنه سيتأهل أيضا بتحفظ سيما وأن أهلي بنغازي ما زال يطارد وهو الذي سيخوض لقاء ضد الصفاقسي وفي حالة تعثره فإن الوفاق سيتأهل رسميا. لا خيار أمام الترجي غير الفوز من جانبه فإن منافس الوفاق سهرة اليوم حل بسطيف من أجل الفوز لا غير، لأنه لا خيار أمام أشبال الفرنسي سيباستيان ديسابر سوى الخروج منتصرا باللقاء من أجل الإبقاء على الحظوظ كاملة في التأهل، وهو ما يزيد من صعوبة مأمورية المواجهة بالنسبة للفريقين. المقابلة يجب أن تتجه لطرف واحد الأكيد أن اللقاء وفي حالة نهايته بالتعادل فإنه يبقى غير مرض للفريقين كون الترجي سيخرج نهائيا من سباق التأهل ويرهن كامل الآمال والحظوظ، بينما الوفاق الذي هو بدرجة أقل ضررا من الخصم لأن الوفاق يكفيه التعادل للتأهل أيضا لكن مع الدخول في حسابات الجولة الأخيرة. رغبة الترجي في الفوز تزيد اللقاء صعوبة وما يزيد اللقاء صعوبة وتعقيدا هو الغربة الجامحة التي أبداها الضيف التونسي، حيث يريد الترجي التونسي نقاط المباراة بأي ثمن كون مستقبل الفريق على كف عفريت ومرهون بهذا اللقاء الذي سينقذ موسم شيخ الأندية التونسية وهو الذي أغضب كثيرا جماهيره وخيّبها خلال النسخة الحالية كون الترجي كان أكبر المرشحين لنيل اللقب هذا العام. سطيف لا تفوّت مثل هذه التحديات من جانبها فإن لسطيف تقاليد كبيرة في مثل هذه التحديات، حيث لا تفوت الفرص من أجل تأكيد مشوارها على غرار ما حدث خلال المباريات الهامة والمصيرية السابقة التي صارت من عادات الوفاق الذي مر على الكثير من المواعيد المماثلة واجتازها بسلام بفضل خبرته. الكحلة متعودة على صراع نصف النهائيات إضافة إلى ذلك فإن ناديا عريقا مثل وفاق سطيف متعود على سيناريوهات مماثلة لأجل المرور إلى الأدوار نصف النهائية، حيث فاز بالكثير من اللقاءات وتأهل إلى الدور الذي يلي المجموعات سواء في منافسات رابطة أبطال العرب أو التاج الإفريقي الوحيد الذي يملك أو كأس الكاف التي وصل نهائيها سنة 2009. تأكيد مشوار رابطة الأبطال ضروري ستكون مباراة الليلة بعنوان تأكيد مشوار رابطة الأبطال، حيث أدى رفقاء بلعميري مشوارا جد رائع منذ انطلاق المنافسة، بداية بمباراة ستيف بيكو التي فاز بها الفريق بالغياب مرورا، ثم الدور الذي بعدها وسحق الفريق لنظيره آسفا أنينغا البوركينابي بخماسية، أو التأهل الخارق الذي جاء في ظروف خاصة من الدور السادس عشر أمام العملاق الكاميروني كوتون سبور ثم دور المجموعات التي يتصدرها الوفاق اليوم. الفريقان تواجها تسع مرات من قبل في منافسات مختلفة بإحصاء سريع للمواجهات المباشرة بين الوفاق السطايفي والترجي التونسي، فإن الفريقين تصادما خلال تسع مواجهات سابقة بينهما، وذلك في منافسات مختلفة إقليمية وقارية بين الفريقين، في منافسات رابطة أبطال إفريقيا، دوري أبطال العرب وكأس شمال إفريقيا للأندية البطلة. ثلاثة انتصارات للترجي، فوز واحد للوفاق وثلاثة تعادلات وخلال الصدامات المباشرة بين الوفاق والترجي فهناك أفضلية للفريق التونسي، حيث فاز نادي باب السويقة في ثلاث مباريات على الوفاق فمرتين خلال نصف نهائي دوري أبطال العرب سنة 2009 ذهابا وإيابا، ومرة أخرى في المنافسة الحالية سنة 2010 في 8ماي خلال الجولة الأولى لدوري المجموعات بهدف وجدي البوعزي، بينما آل الفوز للوفاق ميدانيا مرة واحدة خلال اللقاء الأخير بين الفريقين لحساب الجولة الأولى من النخسة الحالية ب2-1 في ملعب رادس شهر ماي الماضي، ومرتين في نسخة 1988 لكن بالغياب بعد انسحاب الترجي التونسي من المنافسة وقتها، بينما كان التعادل سيد الموقف خلال ثلاث مرتين ذهابا وإيابا ب1-1 في منافسة كأس شمال إفريقيا خلال النهائي وآل اللقب حينها لصالح رفاق المرحوم حيماني آنذاك بضربات الترجيح في رادس، ومرة أخرى في الجولة الخامسة بهدفين لمثلهما بملعب رادس لحساب الجولة الخامسة من نسخة 2010. سطيف تريد فك عقدة الترجي داخل الديار لم يسبق للوفاق من قبل أن فاز بتاتا على الترجي التونسي ميدانيا بملعب 8 ماي، رغم فوزه برادس مرة وتعادله مرتين هناك إلا أن الوفاق خسر مرتين أمام الترجي وتعادل في مناسبتين، وبالتالي فإن العناصر الحالية أمام إنجاز جديد وهو فك عقدة المنافس وتحقيق أول فوز عليه في ملعب 8 ماي. وحصد الفوز الأول في 8 ماي خلال دور المجموعات زيادة على ذلك فإن المتتبع للنسخة الحالية في دورها الجاري يستغرب تصدر الوفاق مجموعته بثماني نقط، كون الوفاق ضيّع الفوز على ميدانه في مناسبتين خلال لقاءي الذهاب أمام الصفاقسي والأهلي في الجولتين الثانية والثالثة بالتعادل الإيجابي 1-1 في كلا اللقاءين بينما عاد الفريق بست نقاط كاملة من خرجتين أمام بنغازي والترجي ما يدل على أن الوفاق قوي داخل الديار وضعيف خارجه. الفرصة مواتية واللاعبون واعون بذلك لا عذر أمام اللاعبين خلال لقاء الليلة، لأن كل الظروف مهيأة من أجل تحقيق الفوز وإسعاد الجماهير العريضة التي تنتظر الكثير من رفقاء لقرع، الذين بدورهم واعون بما ينتظرهم فوق أرضية الميدان وهم عازمون على تحقيق الانتصار وعدم تفويت الفرصة للتأهل التاريخي. أسامة مزاري – إبراهيم خرفية