أوجه الفن

يُعتبر الفن بمختلف أنواعه المادية واللامادية، نتاج الإبداع البشري، فمن خلاله استطاع الإنسان عبر الزمان أن يعبّر عن الكثير من القضايا والأحداث والأمور التي تشغله أو التي أرهقت كاهله وكذلك التي أسعدته. ولنا في الجداريات التي تشهد على الكثير من الحضارات، مثال.
والأمر ذاته بالنسبة للموسيقى، التي استطاعت ترجمة مكنونات الذات؛ من سعادة وبهجة إلى ألم وعذاب ومعاناة، حيث يكفي عزف نوتات على الكمان ليبكي ذوو الإحساس المرهف، كما تبعث آلة الإيقاع الحيوية الرغبة في الرقص...
فالفن متشعب وكثيرة روافده، ويمكن مشاهدتها يوميا وفي كل الأماكن، ففي تصميم الملابس التي يرتديها الرجال والنساء فن، وفي الرسومات والأشكال والألوان التي تحملها الملابس التقليدية لكل الشعوب فن، ولنا في اللباس الجزائري العريق أوجه عديدة للفنون، على غرار الشدة التلمسانية، الكراكو والجبة القسنطينية.
وكذلك في مختلف الزخارف التي تزيّن الأماكن والعمارات والأواني التي نتناول فيها طعامنا وتعطينا شعورا بالسعادة عند مشاهدتها، وفي اختيار الألوان في الإضاءة، وصبغ جدران البيوت بألوان مختلفة، مما يبعث السرور في القلوب ويرفع الطاقة.
وكذلك الزرابي مختلفة الأشكال والألوان التي تنسجها أنامل النسوة الجزائريات في مختلف ولايات الوطن، على غرار الزربية بهية الألوان الخنشلية، وزربية الوقار في كل من آث هشام بتيزي وزو وغرداية.
ولا بد أن لا نغفل أبدا الأعمال الإبداعية الأخرى؛ من كتابة للشعر، والكلمات والتلحين والرواية، والطبخ والرقص، فكلها فنون يتمتع بها البشر نتاج الفكر الذي وهبهم إياه الخالق القوي.
فما أسعدنا بالفنون، وما أحوجنا للمحافظة عليها في زمن التغييرات الذي عصف بالكثير من الأشياء!