كشف ضيف "المساء" أن الجزائر تحصي اليوم حوالي 700 ألف يتيم، وأن "الفورام" في إطار برنامجها لكفالة اليتامى قد توصلت إلى غاية 2015، إلى إحصاء 8 آلاف طفل يتيم متكفل بهم من طرف أشخاص طبيعيين، منهم جزائريون يقيمون في بلاد المهجر، مبرزا أن الفتيات يشكلن النسبة الأكبر ب52 % من عدد اليتامى المتكفل بهم. وتأسف لكون ال31 مارس الذي طالبت به "الفورام" ليكون يوما وطنيا لليتيم "قد بقي عالقا"، إلا أن الهيئة تعمل على توسيع دائرة الاهتمام بكفالة الأيتام ومتابعة شؤونهم بشكل مستمر، وأوضح أن المساعدات المالية التي يقدمها الكفيل عن بعد تبلغ 3000 دج شهريا، وإن اعتبر هذه القيمة المالية غير كافية أمام غلاء المعيشة، إلا أنه أبرز أن كفالة اليتيم عن بعد مفيدة من أجل الحفاظ على التلاحم الاجتماعي وتفادي الانحراف. وقال في هذا الصدد إن "الفورام" قد استطاعت رعاية ما يصل إلى 7 آلاف يتيم، منهم من ساعدته على إيجاد منصب عمل، ومنهم من ساعدته على الزواج وتأسيس أسر. كما لم يغفل البروفيسور التوضيح أن "الفورام" قد تأسست في البداية كجمعية خيرية لرعاية الأطفال ضحايا الإرهاب الناجين من المجازر سنوات الأزمة الأمنية، وقال إن أول مركز أقيم لهذا الغرض كان في بن طلحة بعد مجزرة 1997، وبعدها تحول المبنى إلى أول مركز لرعاية الأيتام وضم حوالي 400 طفل ضحايا الإرهاب، وتحصي اليوم أيضا 40 مكتبا ولائيا و25 مركزا يتكفل بمختلف النشاطات الموجهة للمرأة والشباب والأطفال. الجمعيات تتهرب من العمل غير المُربح! حمّل ضيف "منتدى المساء" المجتمع المدني مسؤولية رفع الوعي المجتمعي بخصوص الكثير من القضايا المتعلقة بالحياة الصحية، وحتى توعيته بمخاطر الآفات الاجتماعية. وقال إن مهمة الجمعيات هي التوعية والتحسيس شرط الديمومة في النشاطات، واصفا عمل الكثير من الجمعيات باللامتواصل، كون الكثير منها تنشط مدة زمنية محددة ثم لا يظهر لها أثر بعد ذلك، أو أن تظهر الجمعيات في مناسبة عالمية معيّنة لإحيائها وتختفي بعد ذلك. كما أوضح ضيفنا أن الكثير من الجمعيات تتهرب من العمل غير الجالب للدعم، ومن ذلك التوعية بالآفات الاجتماعية مثل المخدرات والتدخين. وقال إنه من بين 100 ألف جمعية في الوطن، هناك 1000 جمعية فقط تعمل في إطار محاربة الآفات الاجتماعية، "ولكن إذا طلب منها حوصلة عن نشاطاتها لا يتم تقديم أي شيء ملموس والمسؤولية هنا حسب اعتقادي تقع على الدولة من خلال الوزارات المعنية والمكلّفة بمراقبة مؤسسات المجتمع المدني، لمعرفة ما تم تقديمه من عمل لفائدة المجتمع". أما بالنسبة لهيئة ترقية الصحة وتطوير البحث، فإنه بعد 25 سنة من الوجود استطاع "الفورام" أن يفتح 40 مكتبا عبر مختلف الولايات و25 مركزا للتكوين المهني، ومختلف النشاطات الموجهة للطفولة بما فيها المخيمات الصيفية، وأن تعمل تقريبا في كل الميادين ذات الصلة المباشرة بالطفل والأمومة ومختلف الأنشطة الموجهة للشباب، بما فيها تخصيص مخيّمات صيفية لأبناء الجنوب بولايات ساحلية. من جهة أخرى، أكد البروفيسور خياطي، أن "الفورام" يعمل في إطار الاستثمار في المرأة، وأوضح بقوله أن توعية الفتاة بمختلف المسائل المتعلقة بصحتها وبخطورة الآفات الاجتماعية يعني توعية عائلتها ومحيطها وأسرتها الخاصة من بعد ذلك. ومن أجل هذا فإن "الفورام" يعمل على تنظيم أيام دراسية بالإكماليات والثانويات كلما أتيحت له الفرصة بغرض توجيه العمل التحسيسي نحو هذه الشريحة بالذات، وهذا عن طريق فريق عمل يضم أخصائيين في علمي النفس والاجتماع من المتطوعين في الهيئة. عيادات متنقلة لطب العيون عبر الجنوب بادرت "فورام" بعيادة متنقلة لأمراض العيون، شرعت في مهمتها خلال الأسبوع الماضي بولاية أدرار، على أن يتم إيفاد عيادة متنقلة ثانية ستنطلق في عملها قريبا في الجهة الشرقية بإليزي وجانت تلبية للطلبات المتزايدة بالمنطقة. وأكد البروفيسور خياطي، أن "فورام" المبادرة تأتي لتمكين أكبر عدد ممكن من سكان الجنوب، من استشارات طبية وفحوصات معمّقة في طب العيون خاصة وأن هذه المناطق تعاني من انتشار أمراض العيون لأسباب عديدة منها أشعة الشمس العواصف الرملية وقلّة المياه. وتفكر الهيئة في توسيع هذه العيادات المتنقلة لتشمل اختصاصات أخرى حسب الطلب والوضعية في كل منطقة، وحسب حجم انتشار الأمراض، علما أنه تم إجراء قرابة 300 فحص خلال أسبوع بفضل هذه المبادرة ممولة من طرف شركات إيطالية تعمل بالجزائر. نتائج مسح حول المخدرات قريبا كشف ضيف المنتدى أن "الفورام" يعمل حاليا على إعداد مسح حول استهلاك المخدرات، يتم عرض نتائجه في ال26 من الشهر الجاري بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة المخدرات. وأبرز أن المسح سيمس أغلب الولايات بالجهات الأربع للوطن، ويستهدف الفئة العمرية 15 و35 سنة. وأوضح أن الهيئة تعمل على إعداد هذا المسح مع مختلف الهيئات، وعلى رأسها مصالح الأمن الوطني. وانتهز البروفسور خياطي فرصة حديثه إلى "المساء"، للإشارة إلى خطورة هذا السلوك المحفوف بالمخاطر، والذي أخذ في الاستفحال وسط الشباب، داعيا الأولياء إلى إحاطة أبنائهم بمزيد من الوعي، مؤكدا على الدور المحوري للأسرة ومنظومة التربية والصحة والمجتمع المدني في التحسيس والوقاية من هذه الآفة.