قدمت الجمعية المسرحية،"أشبال عين البنيان"، بمسرح قسنطينة الجهوي، عرضها الفني الشرفي المعنون ب«جيل الأنترنت" من إخراج محمد إسلام عباس وتأليف الكاتبة سمية عبد ربه. ويدخل هذا العرض الذي يعدّ السابع من نوعه ضمن نشاطات دائرة المسرح التابعة لتظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". تناولت المسرحية التي تعرض على مدار ثلاثة أيام، قضية التأثير السلبي لوسائل الاتصال الحديثة، على غرار الانترنت وألعاب الفيديو، على تربية الأطفال، حيث يعيش أبطال المسرحية وهم مروان، ميرة، يارا وعماد على وقع الإدمان على ألعاب الفيديو والأنترنت، غير آبهين بالنتائج السلبية لهذا الإدمان وانعكاساته على تصرفاتهم داخل محيط الأسرة وكذا تأثّر مستواهم الدراسي سلبا نتيجة عدم اهتمامهم بالدراسة وتخصيص كلّ وقتهم للعب واللهو. ووجّه أبطال المسرحية في الأخير، رسالة إلى الأطفال الذين تابعوا باهتمام هذا العرض، مؤكّدين على ضرورة عدم الانسياق وراء نزوات النفس وتنظيم الوقت بعناية من أجل ترك مجال للعب والاستمتاع، مع تخصيص مجال للدراسة والجد بعيدا عن الإدمان على ألعاب الفيديو والأنترنت التي تؤثّر سلبا على مستقبلهم، معتبرين أنّ عيش الواقع أحسن من العيش في العالم الافتراضي الذي تصوّره هذه الألعاب الخيالية والتي تخلق جوا مناسبا للانطواء والعزلة. وشارك في هذا العرض الذي قدم باللغة الدارجة المهذبة في قرابة ساعة من الزمن، والذي كان مزيجا بين الحوار والرقص الفني، عدد من الممثلين الصغار منهم والكبار وعلى رأسهم هشام منادي، سارة إبراهيم، إيمان معروف، مصطفى علوان، إضافة إلى كلّ من أونيسة حماد، رشيد بن مختار، أمين حراث، سارة طايبي، زين الدين حامد، شفيقة بلعيد وآدم منادي، في حين كانت السنوغرافيا لبوبكر خليفي. واعتمد المخرج على ديكور ثابت متمثل في شاشة كومبيوتر كبيرة ولوحة مفاتيح عملاقة مع كراسي وطاولة.وأكّد محمد إسلام عباس، مخرج المسرحية، خلال الندوة الصحفية التي نشّطها عشية العرض، أنّ هذا العمل الدرامي، جاء من أجل مناقشة جدلية العلاقة بين الأبناء والآباء، فيما تعلّق باستعمال وسائل الاتّصال الحديثة على غرار الأنترنت في ظلّ الهوة الكبيرة الموجودة بين الجيل الجديد الذي يتقن بشكل "رهيب" هذه التكنولوجية والجيل القديم الذي يبقى جدّ محدود في هذا المجال، مضيفا أنّ هذه المسرحية ستفتح مجالا لمناقشة اهتمامات الأطفال الجزائريين والوقوف على مشكل كبير تعاني منه جل الأسر الجزائرية. وقال إنّ الهدف من وراء إشراك ممثلين صغار في هذا العرض الذي تزامن مع العطلة الشتوية، هو محاولة لنقل الخبرة في مجال التمثيل المسرحي للجيل الجديد.