اختتمت مساء السبت الحملة التحسيسية التي نظمتها جمعية ‘اسيبا' لطلبة الصيدلة، وتم تخصيصها للتوعية بأمراض السكري وارتفاع الضغط. وقال زرياب كندي عضو الجمعية؛ إنه تم قياس السكري والضغط لأكثر من ألف مواطن تقدموا طواعية لذلك، مقابل توزيع أكثر من 6 آلاف مطوية تحمل نصائح عامة حول الاهتمام بالصحة لإبعاد خطر السكري والبدانة وارتفاع الضغط. اختارت جمعية ‘اسيبا' لطلبة كلية الصيدلة، مترو الجزائر وساحة البريد المركزي مكانا لتنظيم حملة للتوعية بمخاطر داء السكري الذي يعاني منه أكثر من 3 ملايين جزائري، حسب الإحصائيات الرسمية، في الوقت الذي يشير المختصون والفاعلون في الصحة إلى أن الأرقام الحقيقية تتجاوز ذلك الرقم بكثير، فحسب فيصل أوحدة، رئيس جمعية "مرضى السكري" لولاية الجزائر، فإنه يتم اكتشاف الكثير من المصابين بالسكري، خاصة من الفئة الثانية خلال مختلف التظاهرات المقامة هنا وهناك، "لذلك لا يمكن تحديد رقم معين حول المصابين بالداء ولا بمضاعفاته الكثيرة، لكننا كجمعية نعمل على محور التحسيس لنكسب معركتنا ضد السكري، وضد أمراض القلب والضغط كذلك، وحتى البدانة، لذلك فإننا نعمل بالتنسيق مع أطباء مختصين ومع جمعيات أخرى من أجل التأسيس لثقافة صحية في المجتمع". من جهته، قال زرياب كندي عضو جمعية ‘اسيبا' أن الجمعية تعمل في المجال التحسيسي لتكون أقرب إلى عامة الناس، لذلك فهي تنظم على مدار السنة برنامجا للتوعية بمختلف الأمراض التي تؤثر على الصحة العمومية ومنها السكري والبدانة وارتفاع الضغط وكذا "الآيدز" وآفة التدخين وغيرها، ويؤكد المتحدث أن الاقتراب من المواطنين يسهل العمل التوعوي، خاصة أنه يتم قياس نسبة السكري في الدم وقياس الضغط، إلى جانب الطول والوزن، كلها تجرى في مكان واحد وبعدة أجنحة ويعمل على ذلك عدة أشخاص، مما يجعل الأمر ممكنا ومتوفرا لجميع من تقدم طواعية في سبيل إجراء الاختبارات، "ولعل هذا ما يسهل علينا بلوغ هدفنا في حث الناس على إجراء تشخيص مبكر حول السكري وغيره، حتى نعطي للعامة فرصة الاستفسار عن سبل الوقاية من الأمراض المزمنة، "فكثيرون يتحججون بانعدام الوقت لإجراء استشارة طبية، وحتى لممارسة الرياضة وهذا ما يجعلنا نؤكد أن شعبنا يفتقر لثقافة عيش سليمة"، يقول زرياب مواصلا؛ "نحن نعمل ما في وسعنا، وكلما سمحت لنا ظروف التوعية أكثر فأكثر، فإننا نضرب موعدا آخر للتحسيس ضد آفة التدخين في الخامس ماي المقبل، حيث سنقوم بحملات وسط طلبة الجامعات والثانويات وكذا في الوسط المفتوح بساحتي أول ماي والبريد المركزي". «المساء" سألت مواطنين حول الحملة التحسيسية، فأبدت مواطنة إعجابها قائلة بأن مثل هذه الحملات تهدف إلى توعية الفرد بأهمية الوقوف لحظة والتفكير في صحته قليلا، "فأنا ربة بيت ووقتي يضيع بين أشغال المنزل والاهتمام بالأطفال وشراء المستلزمات، لا وقت لدي للذهاب إلى الطبيب وإجراء فحص طبي إلا إذا ‘وصل الموس للعظم'، لذلك فإن مثل هذه الحملات مهمة للغاية، ففي دقائق فقط أجريت فحص السكري وارتفاع الضغط وكل شيء على ما يرام". من جهته طالب مواطن آخر بتكثيف مثل هذه الحملات حتى يتم الوصول إلى هدف إجراء الفحص الطبي الطوعي لتخفيض نفقات الصحة العمومية، وقال بأن تراجع المستوى المعيشي للكثيرين يجعلهم يتجاوزون أمر الاستشارات الطبية وشراء الأدوية وغيرها، لذلك يرى المتحدث أن إجراء حملات تشخيص بعض الأمراض في محطات النقل الرئيسية وفي الأماكن والساحات العمومية التي تعرف كثافة حركية، يمكّن الوصول إلى حقيقة أن الوقاية تبقى خير من العلاج. نشير أخيرا إلى أن الحملة التوعوية انطلقت يوم الخميس المنصرم وسمحت بتشخيص أكثر من 10 أشخاص مصابين بالسكري دون علمهم في أول يوم للحملة، كلهم رجال تتراوح أعمارهم بين 40 و60 سنة، وصلت نسبة السكري لدى البعض منهم إلى 2.9غ/ل وقد تم توجيههم إلى مخبر آخر لإعادة التشخيص مجانيا، وهو ما يؤكد أهمية التشخيص المبكر تفاديا لأية مضاعفات خطيرة قد تصيب الفرد فجأة وتقلب حياته رأسا على عقب.