كشفت الدكتورة مزنان، طبيبة منسقة بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان، عن أن أكثر من 65 بالمائة من الجزائريين يعانون من الحساسية، نسبة كبيرة مرتبطة بحساسية الربيع. مشيرة إلى أن تلك الحالة لا يمكن وصفها بالمرض وإنما "تحسس مفرط" لجسم خارجي معين، مؤكدة أن عددا كبيرا من المصابين ليست لهم ثقافة العلاج في مرحلة مبكرة، مما يؤدي بهم إلى التهاون حتى تتفاقم الحالة وتتحول إلى ربو. أوضحت الدكتورة أن 20 جزائريا من أصل 30 الذين يستشيرون الطبيب حول أعراض الأنفلونزا، هم في حقيقة الأمر مصابون بحساسية تجاه شيء معين، إذ أن أعراض الحساسية تتشابه مع أعراض الأنفلونزا، حيث يظهر على المصاب انسداد الأنف، العطس، الحكة على مستوى الأنف، العين والحلق، احمرار الأعين، ويصحب ذلك السعال، وعادة ما يدفع السعال القوي المريض إلى استشارة الطبيب، وهنا الطبيب ووفق الاستجواب الذي يديره مع المريض، يمكن له القيام بتشخيص دقيق للحالة من أجل الفصل فيها على أنها أنفلونزا أو حساسية. يعاني العديد من المواطنين من هذه الحساسية في جميع أنحاء الوطن، لكنها في الغالب تصيب المناطق الخصبة التي تكثر فيها أنواع الأزهار والنباتات الربيعية، حيث يتسبب غبار الطلع في إصابة العديدين بحساسية الربيع أو كما تعرف ب«حمى القش"، وتتسبب فيها إلى جانب النباتات، مواد تسمى ‘'مثيرات الحساسية'' الموجودة عادة في مواد البناء المتوفرة في بيوتنا، مثل مواد الصباغة والخشب والصوف الموجود في الأفرشة والأغطية، وغيرها تفاقمها يسبب مشاكل تنفسية. للحساسية ثلاث مراحل، تضيف المتحدثة، في مرحلة أولى تبقى على مستوى الوجه؛ أي انسداد الأنف، احمرار وحرقة في العين، سيلان الدموع، وهذه هي الأعراض السهلة التي يمكن علاجها بمضادات حيوية، وقطرات للعين. وفي مرحلة أخرى، وبسبب إهمال العلاج تظهر أعراض أخرى تتمثل في السعال الشديد والشعور بعدم الراحلة أثناء التنفس. بينما المرحلة الثالثة فتتمثل في التهاب القصبة الهوائية، أي بلوغ الحالة مستوى الصدر، وهنا يجد المريض صعوبة كبيرة في التنفس. في هذه المرحلة، يتعرض المريض للإصابة بالربو، وهي أخطر حالة لأنها تنقسم إلى ثلاث حالات؛ ربو بسيط، متوسط ومعقد، وهنا يصبح المريض مضطر إلى استشارة الطبيب والخضوع للمراقبة الطبية بشكل مستمر ومنتظم. وعن الفئة المصابة، تقول الطبيبة؛ ليست هناك فئة معرضة أو أخرى غير معرضة، وإنما قد تصيب الرضيع وحتى المسنين، إلا أن ذلك يكون بنسب متفاوتة. أما الوقاية فلا يمكن الحديث عنها فيما يخص حساسية الربيع، تقول مزنان، لأن الشخص الذي يعيش في بيئة فيها مسببات الحساسية، كحبوب الطلع والهواء المشبع بالرطوبة وجزيئات الغبار وغيرها يعني أن الشخص معرض بصفة دائمة لتلك المسببات، إلا أن الابتعاد عن تلك الأجواء والانتقال، مثلا، خلال الربيع إلى مناطق جافة ليس فيها الكثير من النباتات تمكن للشخص المصاب بالشعور بالراحة في ذلك الفصل، وتبقى أحسن وسيلة لتفادي تعقد الحالة وعلاجها في المرحلة الأولى. ومن أكبر الأخطاء التي يقع المصاب بالحساسية ضحيتها فور أخذه لعلاج معين وشعوره بالراحة بعد فترة قصيرة، توقفه عن العلاج دون استشارة طبيبه، ويقطع كليا زياراته له لتفقد حالته، وهذا ما يجعل الداء يختفي، ثم يظهر مع ظهور أول حبوب الطلع في موسم مقبل، فعدم علاج الحساسية يؤدي إلى تفاقم المشكل وزيادة حدته. أكدت مزنان أن حساسية الربيع التي تشتد هذه الأيام قد تظهر لها أعراض أخرى جلدية، بظهور بقع أو حكة على مستوى الجلد في قسم معين من الجسم، وهي مزعجة، إلا أن العديد من المصابين بها يحاولون التعايش معها والصبر إلى غاية مرور الفصل، بدل استشارة الطبيب وعلاجها.