أبدت السلطات اليمنية، أمس، مخاوف متزايدة من التواجد المكثف للبوارج العسكرية التابعة للعديد من الدول الأجنبية الراسية منذ أسابيع قبالة سواحلها والذي يندرج في إطار مواجهة عمليات القرصنة المتنامية قرب الشواطئ الصومالية. وأعرب وزير الخارجية اليمني أبو بكر قربي، أمس، عن قلق بلاده إزاء تعاظم الوجود العسكري البحري الأجنبي بالقرب من بلاده، مطالبا دول المنطقة بمعالجة مشكلة تنامي ظاهرة القرصنة وليس القوات الأجنبية. برر القربي دعوته بمخاطر هذا التواجد المكثف على الأمن القومي العربي وما قد يمثله من مقدمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الأحمر الذي سبق أن اقترحته إسرائيل وقوبل برفض عربي. وأكد وزير الخارجية اليمني أن سلطات بلاده ستقوم بتحرك اتجاه دول المنطقة لبلورة موقف عربي موحد تجاه ما يجري من حشود عسكرية وأعمال قرصنة في البحر الأحمر. وأكد على موقف بلاده الداعي إلى تحمل الدول المطلة على البحر الأحمر والبحر العربي مسؤولياتها وتنسيق جهودها لمكافحة أعمال القرصنة وعدم اللجوء إلى دول أجنبية للقيام بذلك. كما أشار القربي إلى أن بلاده اتخذت سلسلة من التدابير والإجراءات الإستباقية بهدف مواجهة القرصنة من أهمها نشر أكثر من ألف جندي على السواحل اليمنية وإنشاء مركز متطور للرصد والمراقبة إضافة إلى توجيه دعوات عاجلة إلى المجتمع الدولي لدعم تلك الإجراءات. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعطى الأسبوع الماضي الضوء الأخضر لعملية عسكرية بحرية هي الأولى في تاريخه هدفها مكافحة القرصنة قبالة السواحل الصومالية في وقت أرسلت فيه الولاياتالمتحدة وحلفائها بقوات بحرية إلى هذه المنطقة. يذكر انه تم خلال هذا العام مهاجمة 81 سفينة أجنبية على الأقل من قبل قراصنة صوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن واستولوا على شحناتها من المواد الغذائية ومختلف السلع وحتى شحنات الأسلحة الحربية.