أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس، أن إطلاق القمر الصناعي «ألكوم سات 1»، سيمكن مختلف المؤسسات الوطنية من عمومية وخاصة من الاستفادة من خدمات كانت حكرا على المؤسسات الأجنبية، والتي كانت تكلف مبالغ باهظة بالعملة الصعبة. في الرسالة التي بعث بها بمناسبة الاحتفاء بنجاح الوكالة الفضائية الجزائرية في إطلاق القمر الصناعي من الصين، قرأها نيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي، هنأ رئيس الدولة الوكالة الفضائية الجزائرية وطاقمها نظير هذا الإنجاز التاريخي المشهود، مؤكدا استعداده لتقديم كل الدعم المطلوب لجعلها تمضي قدما في رفع كفاءاتها العلمية لتطوير مشاريعها الآتية، فضلا عن التزام الدولة بتوفير كل الشروط الضرورية لنجاحها من خلال تحسين ظروفها المهنية والاجتماعية. وإذ عبّر عن فخره لهذا الانجاز، أوضح القاضي الأول في البلاد أن هذه الخطوة ستتيح للجزائر تحقيق استقلالها في هذا المجال الحساس، فضلا عن كون الخدمات والتطبيقات التي سيوفرها هذا القمر الاصطناعي لأغراض سلمية ستكون نافعة للتنمية الوطنية، بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. وعدد رئيس الجمهورية مزاياه (الانجاز) كونه سيسد حاجة البلاد في مجال الاتصالات بالأقمار الاصطناعية والبث التلفزيوني وخدمات الإرسال السمعي والانترنت ذات التدفق العالي والتعليم عن بعد وممارسة الطب عن بعد وغيرها من التطبيقات، مبرزا في هذا السياق الانعكاسات الإيجابية لهذا البرنامج الاستراتيجي في تكوين الكفاءات البشرية عالية المستوى التي لن تقتصر مهمتها على استغلال ما سبق إطلاقه من أقمار صناعية ستضطلع كذلك بمواصلة تطوير التكنولوجيات الفضائية في الجزائر. وحملت رسالة الرئيس بوتفليقة نظرة استشرافية للمسار العلمي الذي حرص على ترسيخه منذ انتخابه في إطار الارتقاء بالمورد البشري، مشيرا إلى أن الاستثمار في هذا الأخير لا تكمن غايته في تحصيل التكنولوجيات الحديثة فقط، بل تتمثل أيضا في توطينها والتحكم الأمثل في تطبيقاتها من أجل الدخول في طور إنتاج المعرفة و استدرار الثروة، والتي من شأنها أن تمكن من الالتحاق بمصاف الأمم المتقدمة، من منطلق أن «سيادة الجزائر وحريتها لن تكتملا إلا بتنوير العقول واكتساب المعارف والعلوم والتكنولوجيات لتحقيق تنميتنا الشاملة». وعليه يرى رئيس الجمهورية أن إنشاء الوكالة الفضائية الجزائرية ومركزها المخصص لتطوير الأقمار الاصطناعية سنة 2012 كان مسعى صائبا، كون الهيئة أثبتت قدرتها على النهوض بتنفيذ البرنامج الفضائي الوطني الساري إلى غاية سنة 2020. معرجا في هذا الإطار على ما تم إنجازه في السابق إثر إطلاق جملة من الأقمار الاصطناعية لمراقبة الأرض، من جانب البيئة وتهيئة الإقليم والموارد البيئية والمنجمية والفلاحية والعمران والنقل، بالإضافة إلى الوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها. على صعيد آخر، ثمن رئيس الجمهورية الشراكة القائمة بين الجزائروالصين والتي تجلت بتجسيد اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين في 25 ماي 2014، مشيرا إلى أنها مكنت من تكوين وتأهيل كفاءات بشرية جزائرية عالية المهارة العلمية والتكنولوجية، ضمت دكاترة وحملة شهادات عليا ومهندسين في مجالات دقيقة ذات صلة بتصميم الأقمار الصناعية وإنجازها وإطلاقها واستغلالها. كما كانت المناسبة لرئيس الجمهورية لدعوة الجهات المعنية لاستغلال المعارف المكتسبة لضمان التحكم الأمثل في هذا القمر الصناعي ألكوم سات -1، من حيث تشغيله ورصد ومراقبة مختلف أنظمته الفرعية وملحقاته، فضلا عن تطوير المكاسب المحصلة ونقلها إلى المنتسبين الجدد إلى الوكالة الفضائية الجزائرية وإلى إطارات هيئات الدولة ذات الصلة بمجال الاتصالات الفضائية وكذا الأقسام الجامعية المختصة فيه. من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تحافظ الهياكل المتخصصة التابعة لقيادة الأركان للجيش الوطني الشعبي على الخبرة التي اكتسبتها إبان عمليات إنجاز القمر الاصطناعي ألكوم سات -1 ومختلف أشكال الدعم الذي قدمته لها ومواصلة تطويرها.