حققت مصالح محافظة الغابات بولاية تيارت في إطار البرنامج الوطني للتنمية الريفية المندمجة الذي شرعت في تجسيده منذ سنة 2010، بالتنسيق مع مصالح الفلاحة، 500 مشروع ريفي، حيث عرف تحقيق نتائج كبيرة من خلال استحداث عشرات المستثمرات الفلاحية المتنوعة في مجال زراعة أشجار الزيتون، تربية النحل وتربية الماشية. وتمكن المستفيدون من إثبات قدراتهم وتحكّمهم في الأمر الذي أدى إلى نجاح هذه التجربة، التي أعطت نتائج كبيرة بفضل مرافقة مختلف المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات في إنجاح المسعى. وقد وقفت جريدة «المساء» ميدانيا على بعض المشاريع الاستثمارية الفلاحية الناجحة في إطار التنمية الريفية المندمجة بدائرة واد ليلي، التي تبعد ب 2 كلم غرب عاصمة الولاية تيارت، حيث زرنا أحد الفلاحين الذي استفاد من عشرة رؤوس ماشية، إذ تمكن خلال السنوات الماضية، من العمل بجد والمرافقة المستمرة لمصالح محافظة الغابات بتيارت، من مضاعفة قطيعه، ليصل إلى 70 رأسا من الغنم، ونفس الشيء لتربية النحل؛ إذ تمكن شباب بالمنطقة من تطوير هذه الحرفة، وحوّلوا، في ظرف وجيز، الأراضي التي استفادوا منها من قاحلة إلى أراض خضراء منتجة، مما ساهم في الرفع من القدرات الإنتاجية للعسل، الذي أصبح لا ينتظر سوى تسويقه بإشراف من المصالح المعنية؛ كمديرية المصالح الفلاحية ومحافظة الغابات، يضاف إلى ذلك زراعة أشجار الزيتون التي عرفت انتشارا كبيرا في عدة مناطق بالولاية، كانت سابقا تعتمد فقط على زراعة الحبوب المعروفة بولاية تيارت، لكن استراتيجية التنمية الريفية المندمجة مكنت من استحداث عشرات الهكتارات من مساحات أشجار الزيتون، كما مكنت الفلاحين والمشرفين على القطاع من تنويع الإنتاج الفلاحي، ليشمل كل المنتجات على غرار الخضر والفواكه وزراعة الزيتون، هذه الأخيرة التي عرفت رواجا كبيرا، كما سمحت لولاية تيارت في سنوات قليلة، بتحويل الولاية من مستهلكة للزيتون وزيت الزيتون إلى منطقة منتجة للمادة. هذه البرامج أدت إلى استحداث، لأول مرة، معاصر للزيتون في إطار الاستثمار العائلي كمرحلة أولية. وهناك مشاريع استثمارية من قبل بعض الشباب لإنشاء معاصر عصرية للزيتون طالما أن هناك وفرة في الإنتاج وتوقعات كبيرة لوصول ولاية تيارت إلى مصاف الولايات المنتجة للزيتون. وفي سياق ذي صلة، فإن مصالح محافظة الغابات بولاية تيارت وبغرض إنجاح برنامج التنمية الريفية المندمجة، قامت بتقسيم البرنامج إلى أربعة محاور كبرى، كتحديث ونمذجة القرى والأرياف، يعمل على تنويع النشاطات الاقتصادية، إضافة إلى حماية وتثمين الموارد البشرية والتاريخية للمناطق المعنية بتلك المشاريع، الذي يبقى فيه دور الجماعات المحلية ممثلة في البلديات والدوائر أكثر من ضروري، لإعطاء هذا المسعى النتائج المنتظرة منه، الرامية إلى تثمين القطاع الفلاحي وتنويع المنتوج به، خاصة أن رهان مصالح محافظة الغابات بولاية تيارت، تحقق بفضل النجاح الكبير لأكثر من 500 مشروع في إطار برنامج التنمية الريفية المندمجة بأقاليم ولاية تيارت. ن. خيالي