* email * facebook * twitter * google+ تؤكد الوكالة الدولية للطاقة، أن استخدام التكنولوجيات الرقمية الحالية والناشئة، سيسمح برفع الاحتياطات العالمية من الغاز ب15 بالمائة ومن النفط ب3 بالمائة. كما أن اللجوء إلى هذه التقنيات في الاستكشاف وتطوير الحقول، يعني خفض هام في التكاليف وتحسين المردودية ولذلك شدد وزير الطاقة مصطفى قيطوني أمس، على ضرورة «إنجاح ثورة الرقمية» في قطاع المحروقات، معتبرا أن «هناك قدر من التطور تم إحرازه في الجزائر، إلا أن أشياء كثيرة تنتظر تحقيقها». واعترف الوزير خلال افتتاحه للقاء بالجزائر العاصمة حول «رقمنة قطاع المحروقات»، بأهمية التطرق إلى هذه المسألة، من باب أن «الرقمنة أحدثت تغييرا جذريا في المشهد الطاقوي، من المنبع وإلى غاية المستهلك النهائي»، مشيرا إلى أنها باتت اليوم تؤثر على كل أوجه نشاط القطاع وب»وتيرة متسارعة». وأشار الوزير إلى أن هناك أربعة عوامل رئيسية وراء هذا التنامي الكبير في اللجوء إلى الرقمنة، تشمل «الانخفاض الكبير في تكاليف المكونات الإلكترونية وأجهزة تخزين المعلومات»،»توفر أجهزة الاستشعار بأحجام صغيرة وأسعار منخفضة مع أداء جيد»، إضافة إلى «إدخال تقنيات راديو كهربائية ذات أداء جيد تمكن من تبادل المعلومات» و»تحسين قدرات البطاريات والخوارزمية». وبإمكان رقمنة القطاع حسب قيطوني أن تؤثر على طريقة العمل وبالتالي على النتائج، حيث تسمح بالتحكم الأفضل في العمليات وتسهيل اتخاذ القرارات وخفض آجال توقف العمل وتخفيض الحوادث، ما يؤدي إلى «خفض التكاليف وتحسين القيمة المضافة للنشاط»، حسبما أوضحه الوزير، الذي اعتبر «من المهم بما كان إنجاح الثورة الرقمية، من خلال مواصلة الجهود المبذولة في هذا الاتجاه منذ سنوات، والتي مكنت من تحقيق تطورات هامة في مجالات عدة مثل المعالجة الزلزالية ثلاثية الأبعاد، الحفر الأفقي، نمذجة المنابع والرقابة على المنشآت، معترفا بوجود نقائص يجب تداركها في مجالات أخرى، حيث خص بالذكر التصوير تحت الأرض، الصيانة الوقائية، تحسين أداء المسارات الصناعية والتسيير. وبالنسبة للمسؤول الأول عن قطاع الطاقة، فإن النجاح في هذا المسعى، يعني السماح بتحقيق الأهداف المسطرة، وعلى رأسها تحسين نسبة نجاح أنشطة الاستكشاف، بغية توسيع قاعدة الاحتياطات بالجزائر، وكذا رفع حجم الاحتياطات المسترجعة على مستوى الحقول المستغلة وتحسين أداء السلسلة الغازية والبترولية وتخفيض تكاليف الاستغلال، دون إغفال جانب الحفاظ على البيئة. ولا يتوقف الأمر حسب السيد قيطوني عند هذا الحد، وإنما تمتد مزايا الرقمنة إلى جوانب أخرى ولاسيما الكهرباء، حيث ستسمح مستقبلا بتسهيل عملية إدماج مصادر الطاقات المتجددة في الشبكة الكهربائية التقليدية. في المقابل، نبه الوزير إلى ضرورة الانتباه إلى بعض المخاطر التي ترافق مسار الرقمنة، مبرزا أهم هذه المخاطر، المتمثلة على وجه الخصوص «أمن المعلومات» و»مخاطر القرصنة» و»الهجومات السيبرانية». وهو ما جره إلى الحديث عن أهمية توفر موارد بشرية ذات كفاءة ومؤهلة في هذه المجالات، حيث دعا إلى تقوية وتعزيز التكوين في جوانب تتعلق خصوصا بالإعلام الآلي والاتصالات وتحليل البيانات والأمن المعلوماتي. ولكون اللقاء نظم عشية اجتماع اللجنة العلمية لمعهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر، فإن قيطوني، طالب المعهد ببحث كل هذه الجوانب، مذكرا بأن دول المنتدى كانت قد قررت منذ أكثر من عام، توسيع تعاونها إلى البحوث العلمية والتقنية في مجال الغاز، «ما دفعها إلى إنشاء المعهد الذي تحتضنه الجزائر». كما اعتبر اجتماع اليوم الذي يحضره الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز وخبراء الدول الأعضاء، «مرحلة هامة يجب تثمينها». وناقش خبراء جزائريون وأجانب الورشة المخصصة لموضوع «رقمنة قطاع المحروقات»، مختلف أوجه الرقمنة في قطاع المحروقات، مستعرضين بالتفصيل أدق التقنيات المعروفة في هذا المجال ومنها الذكاء الاصطناعي والأتمتة والتعليم عبر الانترنت. كما تم التركيز على أهمية تأثير التطور الذي عرفته هذه التكنولوجيات على الصناعة الغازية، لاسيما وأن الغاز الطبيعي يعد حسبهم المورد الطبيعي التقليدي الوحيد الذي سيعرف نموا في الطلب عليه مستقبلا.