حذرت الدكتورة أمينة معواش، مختصة في طب العيون، من العدسات اللاصقة التي تباع في الأسواق ولدى بعض محلات بيع أدوات التجميل، والتي لا تخضع لأي رقابة طبية ويجهل مصدرها، مشيرة إلى أن موضة ارتداء العدسات التي باتت خلال السنوات القليلة الأخيرة جد رائجة، مشيرة إلى أن الاستشارات الطبية التي تشرف عليها، مرتبطة بمشاكل صحية على مستوى العين، ناتجة عن ارتداء تلك العدسات غير الطبية. أثار الإشهار المتعلق ببيع العدسات اللاصقة وتوصيلها في الجزائر، فضول "المساء"، لمعرفة مدى إقبال النساء على تلك السلع، لاسيما بعد مشاهدة مدى ميول الشابات إلى تلك الموضة، التي يبدو أنها رائجة هذه الأيام، لاسيما خلال فصل الصيف، الموسم الذي ترغب فيه الكثيرات، الظهور بطلة جديدة وتغير مظهرهن، بحثا عن جمال مختلف عن طبيعتهن. تختلف الألوان المتوفرة في السوق بشكل كبير، وتتنوع تدرجاتها من الأخضر والأزرق وألوان أخرى تخرج أحيانا عن الطبيعة، كتدرجات الأصفر والبنفسجي وغيرها، ترى فيها الكثيرات أكسسوار لا تكتمل إطلالاتهن إلا بارتدائه. يبدو أن بعض النسوة لا يبالين تماما بنوعية تلك السلع المعروضة في السوق، ولا تخضع لأي رقابة طبية، بل أصبحت مجرد أكسسوار تباع، مثل مواد التجميل، من مكياج أو عطور أو أكسسوارات الشعر، رغم حساسيتها، لاسيما أنها ستلامس أحد الأعضاء الحساسة من الجسم. في هذا الصدد، قالت المختصة معواش، إن استخدام العدسات اللاصقة أصبح شائعا في العقود الأخيرة، وله مزايا عديدة في المساعدة على تصحيح النظر، لاسيما الأشخاص الذين لا يرغبون في ارتداء النظارات الطبية، أو حتى بالنسبة للواتي يرغبن في تغيير لون العين خلال مناسبة معينة، مضيفة أنه "لا بد من الحذر من مخاطر تلك العدسات، لاسيما غير الطبية، والتي لا تخضع للمعايير الصحية العالمية، حيث أنها تؤدي إلى أضرار صحية عديدة، كتسببها في ندوب على مستوى القرنية، مع تقرحات، وحتى الإصابة بعدوى من جراثيم خطيرة، يمكن أن تؤدي إلى حساسيات جدية تصل إلى فقدان البصر". أكدت الطبيبة، أنها تقوم بتوجيه عشرات الحالات الناجمة عن مضاعفات استخدام العدسات اللاصقة شهريا، إلى مصالح طب العيون والاستعجالات الطبية، لاسيما خلال موسم الصيف، حيث أن تلك العدسات غير الأصلية، مصنوعة من مواد بلاستيكية، والحرارة تؤدي إلى إذابتها، مسببة حساسية للعين. أضافت المختصة: "الشائع أن عامة الناس تجهل أضرار العدسات اللاصقة، لاسيما عندما لا يتم استعمالها بشكل لائق، فما بالك بالأنواع غير الأصلية، فللجراثيم قدرة على الدخول إلى القرنية والتسبب في العدوى، نتيجة الاحتكاك المستمر بين العدسة، التي تعد جسما غريبا في العين، وبين الطبقة الخارجية للقرنية"، وقالت بأن التهاب القرنية عادة ما يكون من نوع تقرحي، احمرار العين، تهيج، سيلان الدموع، وحرقة على مستوى العين وأعراض التقرح في القرنية متشابهة لدى معظم المرضى، لكنها متعلقة بمدى حدة الالتهاب والعامل المسبب له، وتصل في حالاتها المتقدمة، إلى خلل في الرؤية وحساسية مفرطة تجاه الضوء أو أشعة الشمس.