تشهد الحرب الروسية الأوكرانية التي دخلت أمس يومها العشرين، مزيدا من التصعيد على مختلف الجبهات في ظل تكثيف القوات الروسية لقصفها على المدن الأوكرانية ووسط مزيدات في فرض العقوبات المتبادلة بين روسيا والدول الغربية. أعلنت السلطات الروسية، أمس، إدراج الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وزير خارجيته أنطوني بلينكن على قائمة العقوبات في إطار تطبيق مبدأ التعامل بالمثل الذي تنتهجه السلطات الروسية في مواجهة الضغط الغربي المتزايد عليها خاصة على الجانب الاقتصادي. وذكرت الخارجية الروسية أن فرض عقوبات ضد مسؤولين أمريكيين وأشخاص مقربين منهم ، يأتي "ردا على سلسلة العقوبات غير المسبوقة التي تحظر دخول كبار مسؤولي روسيا الاتحادية إلى أراضي الولاياتالمتحدة". وأضافت أن قائمة الأشخاص المحظور عليهم دخول روسيا تضم اعتبارا من يوم أمس، الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته انطوني بلينكن ووزير الدفاع لويد اوستن ورئيس هيئة الاركان المشتركة، مايك ميلي ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين. وواصلت الإدارة الأمريكية فرض مزيد من العقوبات على روسيا، استهدفت هذه مرة حلفاء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعلى رأسهم الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو وزوجته، وأشخاص وكيانات روسية اتهمتها بالفساد وانتهاك حقوق الإنسان. ويأتي تبادل العقوبات بين موسكو ومختلف العواصم الغربية، في وقت يستمر فيه الحديث عن إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في ظل استئناف الطرفين الروسي والأوكراني، أمس، جولة رابعة من المفاوضات. وحتى وإن لم تتضح الصورة حول إمكانية إحداث اختراق في هذه المفاوضات بما يساهم بالتوصل إلى أرضية توافقية بين الجانبين، إلا أن بعض تصريحات مسؤولي الجانبين تبقي نافذة أمل مفتوحة لاحتمال التوصل إلى إبرام اتفاق يضع حدا لهذه الحرب. ويبدو أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اقتنع بضرورة تقديم تنازلات للطرف الروسي لوقف آلته الحربية ، وخاصة ما يتعلق بمسألة انضمام بلاده إلى الحلف الأطلسي والتي شكلت أحد أهم الأسباب التي تحججت بها موسكو لشن عمليتها العسكرية الخاصة كما تسميها على جارتها الغربية. ولا يمكن إخراج تصريح زيلينسكي، أمس، بأنه "يجب الاعتراف بأن أوكرانيا لا يمكنها الانضمام الى حلف الناتو"، من أن هذا الأخير قد رضخ للأمر الواقع في أن "الناتو" حتى وإن وعد ودعم أوكرانيا بطريقة غير مباشرة في حربها على روسيا إلا أنه لن يجازف في الدخول في مواجهة عسكرية مفتوحة مع هذه الأخيرة. وقد يشكل مثل هذا التطوّر في تصريحات الرئيس الأوكراني، نقطة البداية في التوصل إلى تسوية سلمية لحرب مستعرة أكدت موسكو مرارا أنها لن تنهيها إلا إذا حققت جميع أهدافها سواء عن طريق القوة العسكرية أو بالمفاوضات. وعلى صعيد ميداني أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس سيطرة قواتها على كامل أراضي مقاطعة خيرسون في جنوبأوكرانيا، ضمن معارك قال المتحدث باسم الجيش الروسي، إيغور كوناشينكوف، أن قوات بلاده أسقطت خلالها طائرتين حربيتين أوكرانيتين ومروحية واحدة و13 طائرة مسيرة، وتدمير 136 منشأة عسكرية أوكرانية. كما بسطت القوات الروسية سيطرتها على نقطة محصنة للقوات الأوكرانية في شمال العاصمة كييف، قالت إنها عثرت فيها على 10 أنظمة صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات وترسانة من الأسلحة التي زودت بها الدول الغربية ، القوات الأوكرانية.