الاكتظاظ بالمتوسطات يؤرق الأولياء

أكدوا تأثير الوضع سلبا على تحصيل أبنائهم

تساءل أولياء التلاميذ عبر جل متوسطات ولاية قسنطينة، عن سبب عدم تحرك الجهات المعنية في سبيل إيجاد حل لمعاناة أبنائهم المتمدرسين، بسبب مشكل الاكتظاظ الذي بات هاجسا حقيقيا لهم، بعد أن أصبح عدد التلاميذ بفوق 45 تلميذا في القسم الواحد.
اعتبر المشتكون، أن الاكتظاظ الذي تعرفه جل المتوسطات عبر كامل تراب الولاية، خاصة بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي، أمرا غير بيداغوجي وغير تربوي، كونه سيؤثر لا محالة على تحصيلهم العلمي، خاصة أن متوسط عدد التلاميذ في القسم الواحد بات يتراوح ما بين 40 و50 تلميذا، إن لم يكن أكثر، وهو الأمر الذي استاء منه حتى الأساتذة والطاقم التربوي، الذي عجز عن السيطرة عن هذا العدد الهائل من التلاميذ دفعة واحدة، لاسيما بالنسبة للسنة الأولى من التعليم المتوسط.
أضاف هؤلاء الأولياء، أنهم وجهوا بالتنسيق مع جمعيات أولياء التلاميذ، ومدراء العديد من المتوسطات، مراسلات وشكاوى للمسؤولين على قطاع التربية، من أجل إيجاد حل لمشكلتهم التي طفت إلى السطح خلال هذا الموسم بالتحديد، رغم إفراج القطاع عن 12 مؤسسة تربوية جديدة في مختلف الأطوار، منها 9 ابتدائيات، من بينها مجمعين بعين اعبيد، مجمعين بعلي منجلي، مجمع بعين السمارة، مجمع بمسعود بوجريو وغيرها، إضافة إلى 3 متوسطات في كل من عين اعبيد وقسنطينة وعلي منجلي، ونصف داخليتين، فضلا عن 40 قسم توسعة، مؤكدين أن برامج التوقيت الأسبوعي لم يفصل فيها بعد بشكل نهائي، بسبب التغييرات الكثيرة التي تقوم بها إدارة هذه المؤسسات التربوية، من أجل إيجاد مكان مناسب للأقسام المتنقلة، في محاولة لاستيعاب الفائض من التلاميذ.
من جهتها، أقرت مصالح مديرية التربية في الولاية بالمشكل، حيث كان مدير التربية قد أكد سابقا ل"المساء"، أن الاكتظاظ في المؤسسات التربوية بالولاية، يتمركز بالنسبة لمرحلة التعليم الابتدائي في كل من بلديتي قسنطينة والخروب بشكل كبير، في نظام الدوامين، أما بالنسبة لمرحلة التعليم المتوسط، فأقر بالاكتظاظ الكبير، خاصة على مستوى بلدية حامة بوزيان، بكل من متوسطات حامة مركز، وبكيرة العليا، تليها المدينة الجديدة علي منجلي في المرتبة الثانية، وباقي البلديات.
أكد المتحدث، أن مصالحه قامت وكحل مؤقت للحد من الاكتظاظ الحاصل على مستوى بلدية حامة، باستحداث ملحقة للمتوسط داخل ثانوية مرزوق رابح بالسطائح، بتوفير 5 أقسام منفردة، وبمدخلها الخاص، لاحتواء الفائض من التلاميذ، كما تم بمتوسطة مصطفى بن بوالعيد استحداث ملحقة للثانوية داخل متوسطة، وهو نفس الحال بالمجمع السكني الجديد بعين أعبيد "4 آلاف سكن"، حيث تم تحويل ابتدائية إلى متوسطة، مؤكدا أن مصالح مديريته تعمل حاليا، في إطار التوجيهات الرسمية لاستغلال كل الحلول الذكية، بداية باستغلال كل فضاءات المرفق العمومي، كالورشات والمدرجات، أو أي مكان آخر يمكن تهيئته كقاعة تدريس، وتم بعلي منجلي تحويل ثانوية "الطيب العقبي" التي دشنت هذا العام إلى متوسطة.
قدمت مديرية التربية بقسنطينة، في إطار الاستشراف والتنسيق مع الجماعات المحلية، اقتراحات في إطار التخفيف من الاكتظاظ، بإنشاء هياكل مدرسية جديدة، وبرمجة أقسام توسعة في عدد من المؤسسات التربوية، من شأنها إنهاء هذه الظاهرة خلال الموسم الدراسي المقبل.