يبدوان الأشقاء المصريين لم يهضموا ولن يهضموا الهزيمة الثقيلة والمنطقية التي تلقوها الأحد الماضي، بالبليدة ضد "الخضر" ( 3-1) لحساب الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة لكأسي العالم وافريقيا 2010، وهو أمر ألفناه في كل مرة يمنى فيها "الفراعنة" بخسارة أمام "الافناك"، حيث تُجند القنوات الإعلامية أقلامها ومعلقيها لتقزيم انتصاراتنا الرياضية وأكثر من ذلك تحاول بشتى الوسائل الإساءة إلى سمعة الجماهير الجزائرية ومن ورائها البلد كله مثلما حصل ومازال بعد إسدال الستار عن موقعة السابع جوان الفارط. يحدث هذا في الوقت الذي أثنى فيه العالم بأسره وحتى أولئك الذين لا "يحملوننا في قلوبهم" على الفوز الجزائري وتعامل الأنصار الحضاري مع هذا الموعد الكروي الهام. نقول هذا الكلام الذي كنا نود تفاديه لإيماننا بأن حسرة الخسارة كان وقعها شديدا على نفوس إخواننا في أم الدنيا، لكن ان يبلغ الأمر إلى حد كتابة البكاء على جدار "الاتحاد الدولي لكرة القدم والمطالبة بإعادة المقابلة، فهو هذيان لا يمكن السكوت عليه، إلا إذا كانت نكتة من النكت المصرية "البايخة". وتقول هذه النكتة التي نشرتها بعض الصحف أمس، ان اتحاد الكرة المصري يترقب قرار الفيفا بإعادة مباراة الجزائر استناداً لتقرير مراقب لقاء الأحد الماضي، وما تضمنه من تجاوزات للجماهير الجزائرية التي قامت بإلقاء الألعاب النارية مما أثر بالسلب على ابوتريكة ورفاقه. والغريب ان مصدر النكتة أحد مسؤولي الفيدرالية المصرية الذي -حسب مزاعم العناوين- أوضح لأفراد البعثة المصرية أثناء تواجدهم بالجزائر، أنه سجل فى تقريره هذه التجاوزات، وأعرب عن أمله فى أن تتخذ هيئة سيب بلاتر قراراً بإعادة المواجهة وفقاً لأحداث سابقة مشابهة، حيث تنص اللوائح على إعادة المباريات فى حالة حدوث تجاوزات من الجماهير. والأغرب ان الذي نسج هذا السيناريو" الساذج" نسي أوتناسى بأن رئيسه السيد سمير زاهر وصف في عدة مناسبات استقبال الجزائريين للوفد الذي قاده ب" الممتاز"، كما اعترف بأن الأجواء التي جرت فيها المباراة كانت رائعة ولم يحدث خلالها أوبعدها أي مشكل، وهي نفس الملاحظة التي جاءت على الموقع الالكتروني للفيفا تحت عنوان بارز "الجزائر في الجنة".