كشفت بعض تقارير المراقبة التقنية للبناء، عن وجود بنايات بالعاصمة هشة جدا، تستوجب ضرورة ترميمها، أو هدمها كليا، إلى جانب سكنات قصديرية بالقرب من الشواطئ والأودية، خاصة أن هذه التقارير تشير إلى احتمال انهيار هذه البنايات بمجرد سقوط قطرات المطر، أو هزة أرضية حتى ولو كانت ضعيفة، ولكن رغم ذلك يضطر قاطنوها للعيش فيها لاستحالة إيجاد بديل، مع عجز السلطات المعنية عن القضاء على هذه الظاهرة بشكل جذري، حسب ما أكدت زيارة "المساء" لبعض المواقع. رفعت عدة عائلات نداء استغاثة إلى السلطات المعنية، من أجل انتشالها من المواقع التي تعيش فيها، والتي أضحت تشكل خطرا على حياة أفرادها، لا سيما عند تهاطل الأمطار الغزيرة؛ حيث وقفت "المساء" على واقع العائلات، التي عبّر ممثلوها عن تخوفهم من انهيار سكناتهم تزامنا مع موسم الخريف. 15 عائلة مهددة بالموت غرقا في بولوغين زيارتنا الأولى كانت إلى حي "26 شارع الأمير خالد" ببولوغين، حيث استقبلتنا العائلات وهي تجدد نداءها إلى والي العاصمة، بترحيلها قبل حلول فصل الشتاء. وأجمع محدثونا على أن نعمة الأمطار تتحول إلى نقمة على قاطني البيوت الهشة والآيلة للسقوط بالعاصمة. وأكدت إحدى القاطنات بالحي أن التقلبات الجوية تُدخل الرعب والهلع في قلوب العائلات؛ خوفا من تساقط الأمطار الغزيرة، وارتفاع منسوب مياه البحر . كما أكد محدثونا أن العائلات البالغ عددها أزيد من 15 عائلة، تعيش هذه الأيام، هاجس الخوف والهلع من تساقط أمطار الخريف الأولى، والتي قد تغمر منازلها، وتحولها إلى مسابح من المياه، موضحين أن أمطار السنة الماضية جعلتهم يقضون "ليالي بيضاء"، خصوصا أن التقلبات الجوية ترعبهم بسبب وضعية السكنات التي يقطنونها؛ فهي عبارة عن بيوت خشبية أو شاليهات تفوق مساحتها 10 أمتار مربعة. وقد تم تشييد هذه السكنات فوق هضبة، يقول السكان، وهي لا تبعد عن مستوى مياه الشاطئ سوى ببضع خطوات، وهذا منذ 50 سنة خلت بدون أن يحرك هذا الخطر المتربص بالعائلات، أي جهة معنية. وقالت إحدى السيدات تقطن بالحي، "بمجرد حدوث اضطراب جوي خفيف تتعالى الأمواج لتحاصر كل المكان، وتندفع بقوة إلى داخل البيت المكون من غرفتين، والذي يصبح عبارة عن مستنقع وبرك من المياه، فيتعذر علينا حتى الخروج بسبب أمواج البحر والاضطرابات الجوية إذا ساءت الأحوال المتردية لعدة أيام، فنضطر للبقاء داخل البيت...". وأضافت قائلة: "متخوفون من تكرار سيناريو المواسم الفارطة، الذي بلغت فيه الاضطرابات الجوية أوجها، والتي على إثرها عُزلت تلك العائلات، مما اضطر لتدخّل الجيران؛ بتقديم المساعدات من مواد غذائية، وخبز وغيرهما. ولولاهم لعُثر على العائلات جثثا هامدة!". وذكرت محدثتنا أن مصالح الحماية المدنية، حذرتهم عدة مرات من الخطر المحدق بهم؛ بسبب هشاشاة المنازل التي يقطنونها، زيادة على الرطوبة العالية التي أصابت أغلبهم بأمراض الربو والحالات التنفسية المزمنة. ترحيل سكان الأودية بباش جراح مسؤولية الولاية تحدّث رئيس المجلس الشعبي البلدي لباش جراح نور الدين مسخر، إلى "المساء" عن الخطر الذي يحدق بسكان حيّي البدر ووادي أوشايح، اللذين زارتهما "المساء" سابقا، والعائلات التي تقطن على حافة الوادي، مما يستعجل ترحيلهم في أقرب الآجال، موضحا أن ولاية الجزائر أعطت الموافقة على إحصاء العائلات المعنية، في انتظار تسلُّم الحصة السكنية. وقال مسخر إن "إعادة الإسكان ضرورية لاستكمال الشطر الأخير من أشغال إعادة تهيئة الوادي، وهذا بالتنسيق مع مختلف القطاعات رفقة الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للحراش". وتقوم السلطات المحلية بدراسة ملفات العائلات المتضررة، والتي تعيش خطر الفيضانات، في انتظار تسلّم السكنات لترحيلهم. وطمأن رئيس المجلس الشعبي البلدي، السكان بتسريع وتيرة العملية في أقرب الآجال. لجنة ولائية تُعِدّ مخطط نجدة لمواجهة الفيضانات نُصبت، بولاية الجزائر، اللجنة المكلفة بإعداد مخطط تنظيم النجدة في حال وقوع كوارث، مع اقتراح المواقع الحساسة عبر كامل إقليم الولاية؛ إذ ستعكف على إعداد المقاييس حسب أحكام المرسوم التنفيذي رقم 59-19 المؤرخ في 2 فيفري 2019، الذي يحدد كيفية إعداد مخططات النجدة وتسييرها. وتَقرر في هذا الإطار، إعداد مخططات تنظيم النجدة وتسييرها، بالاعتماد على نظام تسيير الكوارث؛ من خلال تنظيم الإسعافات، ووضع الإجراءات الهيكلية لتسيير الكوارث. وتخلّل الاجتماع الذي عُقد في هذا الشأن، تقديم عرض لمدير الحماية المدنية لولاية الجزائر، الذي تطرق للبرنامج المسطر في إطار صلاحية هيئته في مجال حماية الأشخاص والممتلكات، وتقديم الإسعافات لمواجهة الكوارث المحتملة؛ على غرار الفيضانات، والزلازل، وحرائق الغابات، والأخطار المتعلقة بصحة الإنسان، والأخطار المناخية، والمتصلة بالنبات والحيوان، والتلوث الجوي والبحري والمائي، إلى جانب الأخطار الإشعاعية والأخطار النووية، والصناعية والأخطار الطاقوية. وتم وضع مخطط للحماية من الفيضانات التي قد تحدث بسبب التقلبات الجوية في فصلي الخريف والشتاء، وتنظيف الوديان والشعاب التي تشكل خطرا على المحاصيل الزراعية، وللتطهير والتهيئة؛ على غرار تنظيف البالوعات، وإعداد تقارير حول الوضعية من قبل رؤساء الدوائر والبلديات، وإحصاء عتاد المقاولات الخاصة بكل المديريات العمومية والموارد البشرية، والوقوف على مدى جاهزية المصالح والجهات المعنية، تحسبا لأي ظرف قد ينجم عن التقلبات الجوية، وتنصيب خلية على مستوى دوائر الولاية، لمعاينة الأماكن المعرضة للخطر، والأسباب المؤدية إلى تفاقم الوضع، وتوعية المواطنين بخطر الفيضانات، وتجنّد الجميع لمنع الخطر عن المواطن وممتلكاته.