تنظم جامعة باتنة "1" كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، قسم الفلسفة، بالتنسيق مع مخبر حوار الحضارات والعولمة والجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، وفرقة بحث (PRFU)، الملتقى الوطني الخامس الموسوم "علاقة الخطاب الجمالي بواقع الفنون في الجزائر"، يوم 23 أكتوبر القادم. جاء في ديباجة الملتقى، أنه يتعين على المواقف الإنسانية، العمل على الارتقاء بسبل الحياة، ومهما اختلفت الطروحات، فإن الرؤية تبقى حدودها واحدة، إنما تختلف زواياها فقط. والحياة فضاء، يسبح فيه الفنان والفيلسوف، وكل منهما تقوده تجاربه إلى أسلوب معين في السلوك. فما يقوله الفيلسوف بوسائل مفهومية وأنساق فكرية، قد يظهره الفنان بوسائله التعبيرية، فالعلاقة وطيدة بين الفن والفلسفة، وهي تبرز أيضا حين يتخذ كلاهما من الآخر موضوعا. فمنذ القدم، تساءل الإنسان حول المعرفة، العدل، السعادة والفضيلة، وتساءل أيضا حول الفن. استشكل اليونان فكرة الجمال، وفي العصور الوسطى طرح السؤال حول الصور الدينية في علاقتها بالإيمان والاعتقاد، وفي العصر الحديث، اقترح "هيوم" ضرورة الرجوع إلى آراء الخبراء من أجل إرساء معايير للذوق الرفيع، بينما أقر "كانط" أن "الجمال هو ما كان مثيرا للإعجاب عالميا، ومن دون مفهوم"، لكن الماركسية انتقدت الفن في علاقته بوظيفته السياسية والاجتماعية، وأخيرا قدم الفلاسفة الوجوديون وفلاسفة ما بعد الحداثة، أجوبة أخرى عن سؤال الفن. أما الطرح المعاصر للمشكلة الفنية، فله صلة إجرائية بوظيفته، بمعنى أن عملا منتوجا ما يعتبر فنيا، لما يحمله من خصائص فيزيائية واستطيقية جوهرية؟ أم لما نجد له من أثر في بناء البعد السياسي والجمالي للمجتمع؟ أم لأن جماعة ممن يحسبون على "أهل الفن" يعتبرونه كذلك، حتى وإن كانت الوسائط والأساليب المستخدمة في إنتاجه جديدة كل الجدة؟ ثم لماذا تتفاوت نظرة المجتمعات إلى الفن، على غرار الفلسفة أيضا، فبينما تهتم مجتمعات بترقية الآداب والفنون والفلسفة، نجد نظرة مجتمعات أخرى إليها تشوبها اللامبالاة وعدم الاكتراث؟ كذلك هل يجب أن ينصب السؤال الفلسفي حول الفن في ذاته، أم حول وظيفته الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والسياسية؟ هل يتوقف الحديث في الفن على العمل الفني، أم يتخطاه إلى الحديث عن جمهور الفن، وسوق الفن، ومؤسساته؟ هذه بعض الأسئلة التي يحاول الملتقى الوقوف عندها.