أحيت دائرة أم الطوب غرب سكيكدة، الأسبوع المنصرم، الذكرى 64 لاستشهاد البطل الرمز الشهيد الرائد مسعود بوجريو، قائد المنطقة الخامسة بالولاية التاريخية الثانية، وذلك بتجمّع الحضور يتقدّمهم المفتش العام للولاية ممثلا للوالي وابنة الشهيد، بالإضافة إلى مسؤولين محليين، والسلطات الأمنية والعسكرية والأسرة الثورية، ومجاهدين، منهم أحد رفقاء الشهيد، ومواطنون، استذكروا في المكان الذي استُشهد فيه البطل، خصال الشهيد الرمز مسعود بوجريو، أو كما كان يناديه رفقاؤه في النضال والكفاح، "سي مسعود القسنطيني". ومن مقبرة الشهداء بأم الطوب، انطلقت مراسيم إحياء الذكرى التاريخية لاستشهاد البطل برفع العلم الوطني، متبوعة بالنشيد الوطني. وبعد وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء الأبرار، انتقل الحضور إلى دار الشباب الشهيد سلطان بوصبع؛ حيث أقيم معرض للصور التاريخية، ومنها صور البطل الشهيد مسعود بوجريو بالمتحف الجهوي لسكيكدة، إضافة الى معرض متنوّع، شاركت فيه العديد من جمعيات أم الطوب، إلى جانب عرض شريط فيديو، تمّ من خلاله استعراض عملية استخراج وإعادة دفن رفات شهداء ثورة نوفمبر الخالدة بروضة الشهداء أم الطوب. واستمع الحضور لشهادة حية من المجاهد عبد الوهاب بن يمينة، التي تحدّث فيها عن الشهيد، وعن المعارك البطولية التي شهدتها المنطقة، ليتم بعدها تكريم أسرة الشهيد مسعود بوجريو، والمجاهد عبد الوهاب بن يمينة. وعرفانا بالتضحيات التي بذلها مجاهدو المنطقة الأخيار والشهداء الأبرار من أجل الحرية والاستقلال، تمّ تكريم بمقر سكناهم، كل من المجاهدة عضو جيش التحرير الوطني "هبري رقية"، والمجاهدة عضو جيش التحرير الوطني "حليمة حليلو"، بالإضافة إلى المجاهد عضو جيش التحرير الوطني، بوقفة عثامن العربي. ووُلد الشهيد مسعود بوجريو يوم 30 مارس 1930 بعين الكرمة بولاية قسنطينة. وزاول تعليمه الابتدائي باللغة الفرنسية، لينخرط في الخلية الأولى لحركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1946 بحي سيدي مبروك، إلى جانب تعيينه على رأس الكشافة الإسلامية بنفس الحي. وفي 08 أفريل 1953، عينته قيادة حزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية كمرشح في قائمة الانتخابات لبلدية قسنطينة. وفي مارس 1954 وخلال تأسيس اللجنة الثورية للوحدة والعمل، كان سي مسعود القسنطيني عضوا في إحدى المجموعات لهذه الحركة الثورية. وبضعة أسابيع قبل اندلاع الثورة أي في شهر سبتمبر 1954، تراجع المسؤولون المكلفون بالانتفاضة في مدينة قسنطينة، حيث طلب الشهيد ديدوش مراد من سي محمد قديد مسؤول قسمة الحروش، وبخوش عبد السلام المدعو سي الساسي، الاتصال بسي مسعود بوجريو بمحله التجاري بسيدي مبروك، وأمره بتحضير الانتفاضة من جديد بمدينة قسنطينة، فبذل الشهيد نشاطا كبيرا، تمكّن من خلاله، من جلب عدة مناضلين لتحضير الثورة. وفي 13 نوفمبر 1954، كان له شرف اللقاء بقائد الولاية الثانية ديدوش مراد، الذي عينه مسؤولا عن مدينة قسنطينة رفقة الشهيد عواطي مصطفى وزيغد إسماعيل كنائبين له. وفي أفريل 1955، قام الشهيد بتقسيم المدينة إلى عدة أقسام، شكّل لها مجموعات فدائية رفقة زعموش عمر، ومجموعات أخرى لصنع القنابل. وفي جوان 1955 حضر الاجتماع التاريخي مع قادة النواحي؛ حيث كلفه القائد زيغود يوسف بالإشراف على العمليات الفدائية بقسنطينة. وبقي الشهيد يمارس نشاطه الفدائي بمدينة عاصمة الشرق الجزائري وضواحيها، حتى شاء القدر أن يختاره إلى جوار ربه يوم 28 أفريل 1961 في معركة غير متكافئة، وقعت ببلدية أم الطوب. سكيكدة تستذكر مناقب البطل الشهيد حمادي كرومة احتضنت القاعة الرياضية الشهيد أشبل مولود ببلدية حمادي كرومة، الأربعاء الماضي، فعاليات الذكرى 66 لاستشهاد البطل الرمز الشهيد حمادي كرومة، والتي نُظمت من طرف المتحف الجهوي المجاهد العقيد علي كافي بالتنسيق مع البلدية التي تحمل اسمه. وحضر الموعد إلى جانب أسرة الشهيد، السلطات المحلية الأمنية والمدنية، والأسرة الثورية، والكشافة الإسلامية، إلى جانب مختلف فواعل المجتمع المدني ومواطنين. واستُهلت فعاليات الذكرى بزيارة معرض الذاكرة المنظم من قبل المتحف الجهوي للمجاهد العقيد علي كافي. تضمّن، بالصور، السيرة النضالية والثورية للشهيد، فيما استعرضت مديرة المتحف الجهوي أهم الجوانب المهمّة في حياة هذا الشهيد. وبالقاعة الرياضية، نشّط الدكتور قويسم محمد أستاذ التاريخ بجامعة سكيكدة وعضو المجلس العلمي للمتحف، ندوة تاريخية، تطرّق من خلالها لمختلف جوانب ومناقب الشهيد، ومسيرته الحافلة، ليتم بعدها، عرض شريط وثائقي حول الشهيد، بينما قدّم براعم جمعية صدى الشباب لبلدية حمادي كرومة، وصلات إنشادية وطنية متبوعة بمسرحية ثورية، ليتم، بعدها، تكريم عائلة الشهيد. ووُلد الشهيد الرمز حمادي كرومة في وسط عائلة ميسورة الحال، سنة 1930 بمنطقة مسونة. حفظ القرآن الكريم في مسقط رأسه، ليلتحق بعدها بمدرسة الأهالي الحرة (الإرشاد)، لكن الحظ لم يسعفه لمواصلة الدراسة. وأشرف على تنظيم الكشافة الإسلامية الجزائرية بالمنطقة، لينخرط بعدها في صفوف حزب الشعب، ثم في حزب حركة الانتصار للحريات الديمقراطية التي ظهرت بعد مجازر 8 ماي 1945. وواصل نضاله السياسي من أجل الجزائر، بالخصوص خلال عمله بمصنع للخشب بمنطقة الصفصاف. وفي 25 12 1954 بعد أن قام بقتل مفتش الشرطة الفرنسية، أُدخل السجن بسكيكدة، ليحوَّل بعدها إلى سجن الكدية بقسنطينة. وخلال مساره الثوري تقلّد العديد من المسؤوليات، آخرها مسؤول عسكري. وأشهر المعارك التي شارك فيها معركة وادي زقار، ومعركة زكرانة، ومعركة سطارة. وفي سنة 1959 وبعد معركة طاحنة غير متكافئة مع القوات الاستعمارية وقعت بمشتة كرارة بدوار بني صبيح، استشهد الشهيد البطل حمادي كرومة بعد أن لقَّن العدو الفرنسي درسا في البطولة، والفداء، والتضحية.