يعد الشهيد مسعود بوجريو الذي سقط في ميدان الشرف بتاريخ 28 أبريل 1961 بمنطقة المقطع ببلدية عين قشرة (سكيكدة) "رجلا رمزا" ضحى بحياته من أجل حرية الجزائر، حسب الشهادات التي جمعتها وأج يوم الخميس من عدة مجاهدين. و في مداخلته خلال لقاء تم تنظيمه بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لاستشهاده، وصف المجاهد إسماعيل بلقط الشهيد مسعود بوجريو ب "الرجل الرمز" الذي كان له أثر في تاريخ الجزائر مبرزا أنه يتعين حفر اسمه "في ذاكرة الأجيال الصاعدة". و قد ولد الشهيد بتاريخ 30 مارس 1930 ببلدية عين كرمة سابقا الواقعة بشمال غرب عاصمة ولاية قسنطينة و التي أضحت حاليا تحمل اسم مسعود بوجريو. و قد استقر الشهيد الذي كان يطلق عليه أيضا اسم "القسنطيني" بمعية عائلته بحي سيدي مبروك حيث التحق بالمدارس القرآنية و بمدارس الاستعمار الفرنسي, حسب ما كشف عنه من جانبه المجاهد محمد دواس خلال ذات اللقاء الذي احتضنته متوسطة الشريف بورصاص ببلدية مسعود بوجريو. و أضاف ذات المتحدث أن مسعود بوجريو قد التحق بالكشافة الإسلامية الجزائرية منذ سن ال16 و انضم في سنة 1948 إلى صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية حيث أصبح مناضلا نشيطا بفرع سيدي مبروك. و أفاد عضو المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، نور الدين بلارة، خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أن الشهيد مسعود بوجريو كلف مطلع شهر أبريل سنة 1956 بمهمة تنظيم العمل الثوري داخل المدينة بضفة مستقلة، مردفا أنه قرر سنة 1958 رفقة مساعده عبد الحميد كروش تشكيل مجموعات من الفدائيين لتنفيذ عمليات بقلب المدينة. للإشارة، تميزت مراسم إحياء الذكرى ال 62 لاستشهاد مسعود بوجريو بقسنطينة بتنظيم نشاطات متنوعة تحت إشراف السلطات المحلية التي توجهت صباحا إلى النصب التذكاري المخلد للشهيد ببلدية مسعود بوجريو حيث تمت قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء و وضع إكليل من الزهور. و بمتوسطة الشريف بورصاص جابت السلطات المحلية بأجنحة معرض يسلط الضوء على الأحداث التي ميزت الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي قبل أن تحضر عرضا مسرحيا حول الثورة التحريرية المظفرة (1954-1962).