❊ رغبة مشتركة لدى قائدي البلدين للمضي بالعلاقات نحو آفاق أرحب ❊ نشاط متزايد لاستكشاف فرص الاستثمار وتحديد آليات تجسيد المشاريع ❊ دعم التواصل والشراكة في القطاع الخاص والنهوض بالتبادل التجاري والصناعي ❊ استغلال موقع أسواق البلدين للنهوض بالصادرات نحو أسواق إقليمية وعالمية ❊ تطابق المواقف حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية ❊ التنسيق في المحافل الإقليمية والدولية خدمة لمصالح البلدين وتعزيز العمل العربي المشترك ❊ دعم جهود ترسيخ التوجّهات السلمية وتعزيز ركائز الأمن والاستقرار العالميين شهدت العلاقات التاريخية بين الجزائر وسلطنة عمان ديناميكية جديدة في السنوات الأخيرة في ظل الإرادة القوية والرغبة المشتركة التي تحدو قائدي البلدين للمضي بهذه العلاقات نحو آفاق واعدة، لبناء شراكة استراتيجية متميزة تشمل مختلف المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين. في هذا الإطار، تأتي زيارة الدولة التي شرع فيها السلطان هيثم بن طارق، إلى الجزائر، أمس، والتي استهلت بمحادثات ثنائية مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، حول السُبل والوسائل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين وكذا تبادل الرؤى بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية، خاصة القضية الفلسطينية. وتجسيدا للإرادة المعلنة والطموح المشترك لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وأخيه السلطان هيثم بن طارق، للارتقاء بالعلاقات الأخوية إلى مستويات أعلى، شهدت الفترة الأخيرة تبادلا ملحوظا للزيارات الرسمية بين البلدين. وكانت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، شهر أكتوبر المنصرم، إلى سلطنة عمان قد توّجت بإصدار بيان مشترك تمّ التأكيد من خلاله على "مواصلة تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين". بذات المناسبة، أجرى القائدان مباحثات سادتها روح الأخوة والتفاهم وعكست "الحرص الرصين لمواصلة تطوير التعاون الثنائي، بما يعكس العلاقات والصلات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمعهما، فضلا عن الارتياح لخطوات النهوض بالعلاقات بين البلدين لآفاق أرحب ومجالات أوسع وأشمل". كما تمّ توجيه كافة الجهات والقطاعات ل"تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية، من أجل متابعة وتنفيذ كافة المبادرات والبرامج المشتركة". وأكد السيد رئيس الجمهورية والسلطان هيثم بن طارق على "أهمية تعزيز فرص التواصل والشراكة على مستوى القطاع الخاص والنهوض بالتبادل التجاري والصناعي والاستفادة من أسواق البلدين وموقعهما، في النهوض بالصادرات الوطنية ووصولها لأسواق إقليمية وعالمية".وقد توّجت زيارة رئيس الجمهورية إلى سلطنة عمان بالتوقيع على 8 مذكرات تفاهم شملت القطاعات ذات الصلة بترقية الاستثمار، وتنظيم المعارض والفعاليات والمؤتمرات، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والبيئة والتنمية المستدامة، والخدمات المالية، والتشغيل والتدريب والإعلام. كما بارك الطرفان مبادرة إنشاء صندوق استثماري عماني-جزائري مشترك، يتمّ من خلاله "إقامة مشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجدّدة والبتروكيماويات والزراعة الصحراوية والتكنولوجيا والسياحة وغيرها من المجالات الأخرى الواعدة". وبخصوص التشاور وتبادل الآراء حول المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية، تم إبراز "أهمية التعاون والتنسيق في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالح البلدين ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك"، إلى جانب "دعم الجهود الرامية لترسيخ التوجّهات السلمية وتعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، عبر تطبيق القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية ومبادئ العدل والإنصاف". وفي ظل التقارب القائم بين الجزائر وسلطنة عمان، شهد المجال المتعلق بتبادل التجارب والخبرات حركية متصاعدة، خاصة ما تعلّق منه باستكشاف فرص الاستثمار، حيث تمّ عقد عدة لقاءات جمعت ممثلي الشركات والمجمّعات ورجال الأعمال من البلدين. ومن المنتظر أن يسهم مشروع الصندوق السيادي الجزائري-العماني المشترك، الذي يجري التحضير له، في إعطاء دفع قوي للاستثمارات لدى الطرفين. وضمن المسعى ذاته، وفي إطار زيارة عمل قام بها وفد عماني للجزائر في أفريل المنصرم لبحث فرص الاستثمار المشترك في قطاع المناجم والتعدين، تمّ التأكيد على الرغبة في بناء شراكات استراتيجية طويلة المدى وتعميق المحادثات لتحديد سبل وآليات تجسيد مشاريع تعاون ملموسة تعود بالفائدة على الطرفين. كما تلوح في الأفق فرص للتعاون المشترك في مجال إنتاج الأدوية، حيث أعرب متعاملون جزائريون عن استعدادهم لتوقيع شراكات مع الطرف العماني في هذا المجال، وهي الخطوة التي تندرج في إطار تنفيذ مخرجات لقاء القمّة الذي جمع قائدي البلدين والرامية إلى توطيد العلاقات الاقتصادية الثنائية. محادثات ثنائية تجمع رئيس الجمهورية بضيفه الجزائر تستقبل سلطان عمان ب21 طلقة مدفعية أجرى رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ظهر أمس، بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي محادثات ثنائية مع أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة الذي حلّ بالجزائر في زيارة دولة تدوم يومين. وكان رئيس الجمهورية قد خصّ جلالة السلطان هيثم بن طارق باستقبال رسمي، بحضور كبار المسؤولين في الدولة وأعضاء من الحكومة، إلى جانب عدد من رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين بالجزائر. وقد استمع قائدا البلدين إلى النشيدين الوطنيين للبلدين، ليستعرضا بعدها تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي التي أدت لهما التحية الشرفية على وقع 21 طلقة مدفعية ترحيبا بضيف الجزائر.