باشر، نهاية الأسبوع الماضي، فريق من الباحثين التابعين للمركز الوطني للبحث في علم الآثار، أشغال المعاينة الميدانية والتشخيص العلمي لموقع ضريح ماسينيسا الأثري ببلدية الخروب، تمهيدًا لإعداد ملف إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي التي تشرف عليها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو. أكد مدير الثقافة والفنون لولاية قسنطينة، فريد زعيتر، أن الهدف من تصنيف الضريح هو الحفاظ على هذا المعلم التاريخي للأجيال القادمة، وضمان استمرارية وجوده كرمز للتراث العالمي، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تندرج ضمن رؤية وطنية وضعتها وزارة الثقافة والفنون لتثمين الموروث التاريخي الملكي في الجزائر، خاصة وأن ضريح ماسينيسا يشكل نموذجًا استثنائيًا للعمارة الجنائزية في الحقبة النوميدية، ويُعد أحد أبرز الرموز التاريخية التي توثق لتاريخ الدولة الجزائرية الضارب في القدم. وأشار المسؤول أن الفريق المكلف بهذه المهمة يظم نخبة من الباحثين المتخصصين في علم الآثار، تترأسه الدكتورة عادل وافية بصفتها مديرة قسم البحث التاريخي بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار والمسؤولة عن الملف، حيث شرعوا في إجراء اعمال الرفع الأثري ورقمنة الممتلك الثقافي من خلال عملية المسح الثلاثي الابعاد للضريح الذي يعود تاريخه إلى العهد النوميدي، مع وجمع المعطيات الدقيقة حول الضريح، إلى جانب تقييم حالته الراهنة، بهدف إعداد ملف علمي موثق يتضمن كل البيانات التاريخية والمعمارية المتعلقة بالموقع، مؤكدا في ذات السياق أنه من المنتظر أن يُعرض هذا الملف لاحقًا على لجنة الخبراء التابعة لليونسكو، لدراسته وتقييمه. من جهتها، كشفت الدكتورة وافية عادل، رئيسة الفريق البحثي المشرف على الدراسة والمسؤولة عن ملف التصنيف، أن هذه العملية سبقتها عمليات مماثلة، في الاسابيع الماضية، وذلك في اطار تحيين واعداد القائمة التمهيدية للتراث العالمي للجزائر التي تم ارسالها الى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، في سياق تنفيذ اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، لتصنيف عديد المواقع.