تشهد مختلف فضاءات الترفيه والتسلية بولاية البليدة على غرار باقي ولايات الوطن، مع موسم الصيف، انتشارًا واسعًا للباعة الموسميين الذين يحرصون على توفير مختلف المأكولات الحلوة والمالحة والمشروبات والمرطبات بأسعار تنافسية، تستقطب الزوّار من مختلف الفئات، خصوصًا العائلات. غير أنّ هذا الانتشار اللافت لأنشطة البيع، في ظلّ غياب تراخيص قانونية، جعل كلّ من "هبّ ودبّ" يمارس النشاط بشكل فوضوي، ما دفع بمصالح مديرية التجارة إلى إدراج هذه الأنشطة ضمن حملاتها الرقابية، حمايةً للمستهلكين من التسممات المحتملة. في زيارة ميدانية ل«المساء" إلى أحد الفضاءات الترفيهية بولاية تيبازة وتحديدا بحديقة "عدل"، رصدت عددا كبيرا من الباعة الموسميين، حيث يكاد يفوق عددهم عدد المرافق الترفيهية المخصّصة لتسلية الأطفال، حيث تنتشر في المكان عربات بيع "الفشار" و«الشاي" بكثرة، إلى جانب باعة المحاجب، الكريب، وبعض أنواع الحلويات. ورغم البساطة التي تطبع هذه الأكشاك الصغيرة، إلاّ أنّ الإقبال عليها كان لافتًا، حيث صرح بعض الباعة أنّهم يستغلون فرصة العطل الصيفية لتحقيق بعض الدخل لإعالة أسرهم. إحدى السيدات اللاتي تبيعن الفوشار و«لحية بابا" قالت ل«المساء" إنّ هذا النشاط يعتبر مصدر رزق موسمي مهم لها، تختار له زاوية مناسبة داخل الفضاء وتعرض منتجًا يلقى إقبالًا كبيرًا من الأطفال والعائلات. وبالمثل، أكّد بائع الكريب أنّ نشاطه الموسمي يشهد حركية كبيرة ويمنحه فرصة لتحصيل دخل يُساعده على تلبية احتياجاته. دوريات أمنية وتدخّلات للحدّ من الفوضى الانتشار الكبير للباعة الموسميين دفع بمصالح الأمن إلى تنظيم دوريات رقابية عبر مختلف الفضاءات الترفيهية. وقد كشفت مصادر "المساء" أنّ أغلب هؤلاء الباعة لا يحوزون على تراخيص، ما استدعى إلزامهم بمغادرة المكان. وأبدى القائمون على العملية الرقابية تخوّفهم من المخاطر التي قد تنجم عن بيع مواد غذائية دون رقابة صحية، ما قد يؤدي إلى حالات تسمّم غذائي دون القدرة على تحديد المصدر، في ظلّ فوضى النشاط وغياب المراقبة. وعبّر مواطنون عن قلقهم من إمكانية تعرّض الأطفال في هذه الفضاءات للاعتداءات أو المضايقات من طرف بعض الباعة غير المعروفين، وهو ما يستدعي، حسبهم، فرض حيازة تراخيص قانونية لممارسة هذا النوع من النشاط. رقابة مشددة حمايةً للمستهلك في هذا السياق، أوضح رئيس مكتب ترقية الجودة بمديرية التجارة لولاية البليدة يوسف عودية، ردا على سؤال "المساء" حول كيفية مراقبة نشاط العمال الموسميين بالفضاءات الترفيهية، بأنّ مصالح المديرية برمجت خرجات ميدانية منتظمة لمراقبة الباعة الموسميين، لاسيما خلال موسم الاصطياف، وذلك في إطار المهام الموكلة لها والمتعلقة بحماية صحة المستهلك. وأشار المتحدث إلى أنّ أعوان الرقابة يتنقلون إلى مختلف فضاءات الترفيه، والساحات العمومية، الحدائق، المسابح، وأماكن التجمعات العائلية، لمراقبة مدى احترام شروط النظافة والنقل والحفظ، خاصة بالنسبة لمنتجات مثل الفوشار، الكريب، والحلويات. وأكّد عودية أنّ الباعة يُراقَبون سواء كانوا يملكون سجلات تجارية لنشاط الفصول الأربعة، أو رخصًا استغلالية صادرة عن مركب سياحي أو خدمات، أو كانوا ينشطون بصفة غير قانونية، وفي هذه الحالة يُتابَعون قضائيًا. وأوضح أنّ من بين الشروط الأساسية التي يتم التأكّد منها وجود الماء، الحماية من الغبار، أدوات التقديم النظيفة واللباس المهني، مشيرًا إلى أنّه في حال تسجيل مخالفات تمسّ صحة المستهلك، يتمّ اتّخاذ إجراءات قانونية صارمة قد تصل إلى الحجز والإتلاف، وتحرير محضر متابعة قضائية. في الختام، لفت عودية إلى أنّه، منذ انطلاق موسم الصيف، لم يتم تسجيل أيّ مخالفة خطيرة ضمن هذا الإطار، وأن عمليات المراقبة والخرجات الميدانية لا تزال متواصلة لضمان سلامة المواطنين.