تواصل المكتبة المتنقلة التابعة للمكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية لولاية عنابة، تجوالها الثقافي، حيث حطّت رحالها بالمقاطعة الإدارية ذراع الريش في إطار برنامج "صيفنا لمّة وأمان"، الذي يجمع بين الترفيه والتثقيف، ويجعل من الفضاءات المفتوحة ملتقىً مفتوحا بين الكِتاب والمواطن. وتحمل هذه المبادرة التي تُنظم بإشراف مديرية الثقافة والفنون وبمرافقة خلية الإعلام بالمكتبة الرئيسة، بعدا مزدوجا: ثقافيا وتحسيسيا، إذ تسعى إلى غرس عادة القراءة في نفوس الناشئة، وتوسيع قاعدة المطالعين من مختلف الأعمار، من خلال توفير مجموعة من الكتب في شتى المجالات، وعرضها في فضاءات قريبة من المواطن، لا سيما في الأحياء الشعبية، والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية. وعرفت المحطة الحالية توافدا لافتا من الأطفال والمراهقين، وحتى بعض الكهول الذين تفاعلوا مع الفعاليات المرافقة: من ورشات للرسم والحكاية، ومسابقات فكرية، ومطالعة جماعية لقصص مختارة بعناية، ما خلق ديناميكية ثقافية محمودة وسط أجواء صيفية آمنة وممتعة. وقد عبّر أولياء الأمور عن امتنانهم لهذا النوع من النشاطات التي تُقرّب المعرفة من بيوتهم، وتُساهم في توجيه طاقة أبنائهم نحو الفائدة. وتُعد هذه المبادرة تجسيدا ملموسا لفلسفة الثقافة خارج الجدران، إذ لا تنتظر المكتبة أن يأتيها القارئ، بل تبادر هي بالذهاب إليه، في ساحة عمومية، أو سوق أسبوعي، أو حديقة حيّ، حاملةً معها عبق الكُتب، وروح التبادل المعرفي. وفي تصريحات لأعضاء خلية الإعلام بالمكتبة، أكدوا أن القافلة ستواصل جولاتها في مختلف أحياء ومناطق ولاية عنابة طوال موسم الاصطياف، بتنسيق محكم مع مختلف الهيئات المحلية، لضمان استمرارية هذا النفَس الثقافي الإيجابي. وتبقى مثل هذه المبادرات الثقافية المتنقلة شاهداً حيّا على قدرة الثقافة على التسلل بلطف إلى حياة الناس، وعلى إمكانية إعادة بناء علاقة جديدة بينهم وبين الكتاب حين يُقدَّم إليهم في ثوب محبَّب، وبقلب مفتوح.