حققت حملة التوعية والكشف عن سرطان الثدي نتائج إيجابية على مستوى ولاية البليدة، وهو ما تعكسه الإحصائيات المسجلة على مستوى وحدات الكشف الجوارية، والقوافل الصحية المتنقلة. فبمركز التسوق فقط، تم تسجيل أكثر من ألف فحص حسب المعطيات المقدمة. ومع انتهاء حملة "أكتوبر الوردي" انطلقت حملة جديدة للتشخيص ضد سرطان البروستات تزامنا مع "الشهر الأزرق" في نوفمبر، والمخصصة للتوعية بهذا المرض، والتي يُنتظر أن تحقق، بدورها، الأهداف المرجوة، والمتمثلة في تحفيز الرجال البالغين أكثر من 50 سنة، على إجراء التشخيص، خاصة أن سرطان البروستات يحتل المرتبة الأولى من حيث الانتشار عند الرجال بعدما كان يحتل المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة إلى غاية 2023. وقفت "المساء" بساحة التوت بولاية البليدة، على التوافد الكبير للرجال على القافلة الطبية الخاصة بالتشخيص حول سرطان البروستات. حيث باشر الطاقم الطبي عمله منذ الساعات الأولى من الصباح عبر جلسات توعية ودردشة مع الفئة المستهدفة، تضمنت معلومات شاملة حول المرض، وأهمية الكشف المبكر، ليتم بعدها إجراء التحاليل، والبحث في الحالات المحتمل إصابتها. وقد لقيت المبادرة ترحيبا واسعا من طرف المشاركين، الذين عبّروا عن استحسانهم مثل هذه الحملات التحسيسية التي تُقرّب الصحة من المواطن، وتساهم في رفع الوعي، وتبسيط المعلومة. وأكد أحد المسنين أن شهر نوفمبر أصبح بالنسبة له موعدا قارّاً لإجراء التشخيص، خاصة بعد أن عانى بعض أفراد عائلته من هذا المرض؛ ما جعله يحرص على الفحص الدوري. من جهته، أوضح سفيان رليد الأمين العام لجمعية "الفجر"، أن الحملة التحسيسية حول سرطان البروستات التي تمتد على مدار عشرة أيام، بادرت بها الجمعية بالتنسيق مع مركز مكافحة السرطان لولاية البليدة تحت إشراف البروفيسور عدة بونجار، بمرافقة مديرية الصحة، التي اختارت هي الأخرى مرافقة الجمعية لتعزيز العمل الجواري والوقائي، مشيرا إلى أن الانطلاق تم بالتوازي أيضا عبر مكاتب الجمعية في كل من بومرداس، والمدية، والجلفة، وتيسمسيلت، وعين الدفلى والعاصمة. وأضاف أن الجديد في حملة التوعية ضد سرطان البروستات هذا العام، هو توسيع النشاط ليشمل أكبر عدد ممكن من الولايات، في انتظار تعميمها مستقبلًا، عبر كامل الوطن. وأكد المتحدث أن الحملة التحسيسية لا تقتصر على إجراء الفحوصات، بل تشمل كذلك التوعية، ونشر الثقافة الصحية، حيث يتم أخذ عينة من الدم لإجراء تحليل مجاني للكشف عن سرطان البروستات. وقد استقطبت العملية عددا كبيرا من المواطنين، ما يعكس ارتفاع درجة الوعي الصحي لديهم. وأشار إلى أن اليوم الأول خُصص للتعريف بالبروستات، واستقطاب المعنيين. وتم خلاله تسجيل 120 تحليل، على أن يرتفع العدد في الأيام المقبلة. وأوضح رليد أن الهدف من الحملة هو التوعية بضرورة إجراء التشخيص السنوي، بخلاف فحص الماموغرافي المخصص لسرطان الثدي، والذي يُنصح بإجرائه كل سنتين. وأكد أن التشخيص الخاص بالبروستات يتم بسهولة عبر أخذ عينة دم باستخدام أجهزة الكشف السريع التي تعطي نتائج فورية، ما يشجع الرجال على الإقدام على الفحص الذي يستغرق بضع دقائق فقط. وأضاف أن بعض الحالات التي تم تشخيصها في السنوات الماضية، كانت إصابتها مجرد تضخم حميد تمت معالجته، فيما تم توجيه الحالات المصابة إلى مراكز العلاج أو الجراحة حسب الوضع. وفي سياق متصل، شدد المتحدث على أن الغاية من هذه الحملات الجوارية هي ترسيخ ثقافة صحية وقائية داخل المجتمع، وهو ما تحقق فعليا في ما يتعلق بسرطان الثدي، إذ أصبحت المرأة تسارع للمشاركة في النشاطات الجوارية، وإجراء الفحوصات بعدما كانت تتخوف حتى من الحديث عن المرض. أما بالنسبة لسرطان البروستات فجمعية "الفجر" التي تبنت العمل الجواري للسنة الثالثة على التوالي، تعمل بالتنسيق مع مختلف الشركاء، من بينهم المؤسسات المسجدية؛ للوصول إلى إقناع الرجال بأهمية هذه الفحوصات، التي تُعد ضرورية؛ لحمايتهم من خطر الإصابة بسرطان البروستات.