أكدت الأخصائية النفسية و الأورطوفونية زينب العسكري، بأن الإدماج المدرسي للأطفال المصابين بطيف التوحد، يعد خطوة إيجابية في سبيل تعزيز تكافؤ الفرص و دعم الاندماج الاجتماعي، غير أنه ليس حلا مناسبا لكل الحالات، مشددة على أن الإدماج الحقيقي يجب أن يكون موجها لفئة محددة من الأطفال. أوضحت المختصة النفسانية في تصريح ل"المساء"، أن دمج طفل غير ناطق أو غير مهيئ نفسيا و تربويا قد يتحول إلى ظلم في حقه، مضيفة بأن الطفل الذي لا يمتلك مؤهلات لغوية أو معرفية أساسية لن يتمكن من اكتساب المعارف أو مجاراة زملائه لذلك من الضروري أن يخضع قبل الإدماج إلى مرحلة تأهيل قبلي تشمل التكفل النفسي و الأورطوفوني المستمر. وحول مفهوم التكفل القبلي، بينت المتحدثة أنّه يقوم على تمكين الطفل من مستوى مقبول في اللغة الاستقبالية و التعبيرية، و معالجة الاضطرابات الحسية لديه، إضافة إلى تعويده على استعمال الجداول البصرية التي تساعده على التواصل والفهم و مشيرة إلى أنه من المهم أن يمتلك الطفل رصيدا لغويا ولو بسيطا يمكنه من متابعة الدروس داخل القسم، كما شددت المختصة على أهمية وعي الأولياء بدورهم في مسار الإدماج، إذ لاحظت أن الكثير من العائلات تفضل دمج طفلها في المدارس العادية، ظنا منها أن ذلك هو الحل الأفضل في حين أن بعض الحالات تتطلب إدماجا مهنيا أو مستقلا في مرحلة أولى. وأضافت المتحدثة بأنه من الضروري أن يخضع الطفل للملاحظة الدقيقة لتحديد نقاط قوته واهتماماته، فإذا كان يميل إلى التنظيم والترتيب، يمكن تأهيله مستقبلا للعمل في مجالات تتطلب الدقة مثل الإدارة أو المكتبات أو المحلات التجارية، أما إذا كان شغوفا بالرياضيات فقد يصبح محاسبا بارعا بمرافقة تربوية مناسبة وخلصت المختصة إلى أن الدمج لا ينبغي أن يكون هدفا في حدّ ذاته، بل وسيلة لبناء استقلالية الطفل وتمكينه من استثمار قدراته الفعلية في بيئة تناسبه. وكشفت الأخصائية النفسانية، بأنه ضمن برنامج الادماج المهني تم بتاريخ 8 نوفمبر الجاري تنظيم اجتماع مع مكتب ولاية وهران للتكوين وضم البرنامج عينة من ثلاثة أطفال يعانون من توحد خفيف بهدف متابعتهم تربويا ومهنيا في الوقت نفسه وإدماجهم في التكوين المهني، موضحة بأنه سيتم إطلاق تقويم مهني شامل لهذه الحالات قريبا من أجل تقييم مدى توافقهم مع بيئة العمل الفعلية وتحديد السبل المثلى لمواصلة دمجهم في مسار تربوي و مهني ناجح.