تشكل الزيارة الودية التي سيقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى تونس اليوم مناسبة سانحة للاحتفاء بالطابع المتميز للعلاقات القائمة بين البلدين في كافة مجالات التعاون والتشاور حول القضايا الجهوية والدولية ذات الاهتمام المشترك· فالجزائروتونس اللتان تتقاسمان قيما وتاريخا مشتركا ونسجتا روابط متينة في كافة الميادين لم تتوانيا في العمل معا للوصول بالعلاقات الثنائية بينهما في المجالين الاقتصادي والتجاري إلى مستوى عال· فزخم العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات يشكل جسرا نحو اندماج معتبر لاقتصاديات البلدين غير أن الواقع وحسب رأي الرسميين سواء في الجزائر أو تونس غير ذلك· فالتبادل التجاري الثنائي لا يعكس العلاقات الممتازة التي تربطهما، حيث أن الحجم السنوي لهذه المبادلات لا يعكس الإمكانيات الحقيقية التي يتوفر عليها البلدان· وينبغي الإشارة إلى انه ورغم القفزة التي عرفها التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الثلاث الأخيرة بفضل الإرادة المشتركة فان هذا التبادل لم يصل بعد إلى مستوى ما يطمح إليه الجانبان· فالمبادلات التجارية بين البلدين التي شارفت 300 مليون دولار في سنة 2005 تجاوزت حدود 450 مليون دولار في 2006 لتصل في 2007 إلى 700 مليون دولار· ومن اجل تكثيف علاقاتهما في جميع المجالات عمل البلدان على تنشيط اللجنة المشتركة الكبرى للتعاون التي تعقد دورة لها كل سنة برئاسة عالية المستوى وقد اسندت مسألة تقييم ومتابعة تطبيق القرارات التي تتخذها هذه اللجنة إلى فريق متابعة مشترك (لجنة مشتركة للمتابعة) يقوم بتقديم حصيلة سنوية حول تقدم التعاون وتطبيق الاتفاقيات الموقعة بين البلدين· وعقدت اللجنة الكبرى المشتركة للتعاون الجزائريالتونسي دورتها 16 بالجزائر في أوت 2007 برئاسة رئيسي الحكومة في البلدين، وتوجت بالتوقيع على 9 اتفاقات تعاون تخص سيما ميادين التشغيل والطفولة والمساعدة الاجتماعية والاعتراف المتبادل برخص القيادة والملكية الصناعية وحماية النباتات وتنمية العلاقات التجارية وتشجيع الاستثمارات والتكوين المهني ووسائل الإعلام الثقيلة· وفي جانفي الماضي وخلال اجتماع اللجنة المشتركة للمتابعة بالجزائر أعلن الطرفان الجزائريوالتونسي عن قرب وضع اتفاق امتياز تجاري ثنائي يكون الهدف منه تشجيع التبادل التجاري والاستثمارات في البلدين· كما أن الجزائروتونس وقعتا اتفاقا لتسويق غاز البترول المميع الجزائريبتونس وفي الاطار وضعت مختلف الدوائر الوزارية في البلدين أدوات تقنية وقانونية، الهدف منها ترقية التعاون القطاعي· ومن هذه القطاعات الدفاع والبناء والتعمير والفلاحة والصناعة والطاقة والعدل والتكوين المهني والصحة والجمارك والسياحة· وفي المجال القنصلي شكل الطرفان مجموعة عمل مكلفة بدراسة الشؤون القنصلية بين البلدين· وقد عقدت دورتها الرابعة في أكتوبر 2007 بتونس حيث درست مواضيع ذات علاقة بالجوانب البشرية والقنصلية التي تميز العلاقات الجزائريةالتونسية والتي سيتم رفع توصيات بشأنها إلى دورة اللجنة الكبرى المشتركة للتعاون التي ستعقد بتونس في 2008· ومن جهة أخرى تربط البرلمان الجزائريوالتونسي علاقات مميزة وتساهم اللقاءات الدورية المتبادلة بينهما في إثراء تجاربهما