لا يزال فريق جمعية وهران يصنع التألق في مرحة الإياب، التي انطلق فيها بقوة عكس الذهاب الذي كان كارثيا، والمفارقة هي أن فريق المدينةالجديدة حقق هذا التميز بفريق مختلف، حيث اضطرته ظروفه القاهرة إلى الاستعانة بسبعة لاعبين من صنف الأواسط كانوا سندا متينا له في الفترة الصعبة التي مرت على التشكيلة، خصوصا بعدما فقدت خيرة لاعبيها الذين فضلوا تغيير الأجواء، على غرار نساخ ومغربي وبوعلام، دون ان تكترث الإدارة لذلك، كما يؤكد ذلك الهواري بن عمار المناجير العام للفريق، الذي قال : "مالا يعلمه الجميع، هو أن هؤلاء اللاعبين كانوا في نهاية عقودهم، وكانت الإدارة ستخسر مقابلا ماديا مهما لو لم تسرحهم، وقد أفادنا هذا المال في تسيير أمور النادي في مرحلة العودة، التي غالبا ما تكون صعبة وقوية وتتطلب مصاريف كبيرة". ويضيف قائلا : "كعادة جمعية وهران كل مرة، فإن خزانها هو منقذها وقد أفادنا هذه المرة كذلك، حيث عمدنا إلى ترقية سبعة لاعبين من صنف الأواسط ثلاثة منهم بقيت لهم سنة في هذه الفئة، ويتعلق الأمر بكل من مباركي، بورويس ومازاري، وانضم إليهم الرباعي بلقروي، يوسف ياسين ويوسف زكي وشاوتي، ونحن راضون عن مردودهم لحد الآن". في كل هذا التألق لا ينسى المتتبعون الدور الإيجابي الذي يلعبه المدرب المغترب مجاهد نبيل، الذي نجح الى حد بعيد في مهمته، بدليل أن الفريق يحتل حاليا المرتبة الرابعة وبفارق أربع نقاط عن الرائد مولودية سعيدة، وتم ذلك بعد سلسلة من النتائج الرائعة أغلبها أمام فرق عتيدة تلعب من أجل الظفر بورقة الصعود، كترجي مستغانم ونادي بارادو وشباب قسنطينة ومولودية سعيدة. وللعلم، فإن قدوم مجاهد إلى الجمعية جاء لتكوين تشكيلة محترمة تحسبا للموسم القادم بناء على رغبة إدارة الرئيس مورو محمد، لكنه وجد نفسه ينافس على التاج الوطني، وكان ذلك أحسن رد على الإشاعات التي تحدثت عن قرب رحيله لسوء تفاهم بينه وبين المكتب المسير بسبب عدم تسوية مستحقاته المالية، وهو ما ينفيه الهواري بقوله : " من يتحدثون عن خلافات بين الإدارة والمدرب مجاهد يريدون الاصطياد في المياه العكرة ولم تعجبهم العودة القوية لفريقنا في مرحلة الإياب والعمل الجيد الذي يقوم به هذا الإطار الفني، الذي أكدنا من خلال جلبه حسن رؤيتنا وقراءتنا لما بين أيدينا وما ننوي فعله". وهل هذا الفعل هو دخول الجمعية الوهرانية طرفا قويا في التنافس على اللقب الوطني، بعد استرجاع قدراتها التي كفلت لها ترسيم حصاد إيجابي لحد الأن وآخره فوز مهم جدا في المباراة المحلية في أرزيو على حساب الأولمبي المحلي؟ ابن عمار الهواري يجيب : " انتصار أرزيو كنا مصممين على جلبه، أما بقية مشوارنا فسنخوضه بجدية مقابلة بمقابلة ودون ضغط، ولنا كل الثقة في لاعبينا الشباب". وللعب بمثل هذه الإرادة، لابد وأن يوازيها تحفيز للتشكيلة يكون في مستوى ومقام هذا التواجد القوي، وهذا ما يدركه ابن عمار الهواري ومن معه من مسيرين، حيث أكد لنا محدثنا أن كل منح المباريات هي في جيوب اللاعبين، وسترتفع قيمتها كلما ارتقت التشكيلة في لائحة الترتيب العام، في انتظار الارتقاء الغالي إلى حظيرة الكبار.